دورة: "كيفية الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته"
قال صلى الله عليه وسلم:
(( إن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر )) صحيح الجامع2/ 3914.
[الدرس: السادس عشر]
من كتاب:
إتحاف أهل الألباب بمعرفة العقيدة في سؤال وجواب
عقيـدة أهـل السنـة في الأسمـاء والصفـات
س242 ما مذهب أهل السنة في صفة المجيء والإتيان؟ مع بيان الأدلة على ذلك . وهل هما من صفات الذات أم الفعل ؟
ج : يعتقد أهل السنة - رفع الله نزلهم في الفردوس الأعلى، وجمعنا بهم في الجنة - أن لله - تعالى- مجيئاً وإتياناً يوم القيامة لائقاً بجلاله وعظمته، لا يماثل مجيء المخلوقين ولا إتيانهم، فليس كمثله شيء في مجيئه وإتيانه، ومجرد الاتفاق في الاسم لا يستلزم الاتفاق في المسمى، فنثبتها لله - تعالى- إثباتاً بلا تمثيل، وننزهه عن مماثلة خلقه تنزيهاً بلا تعطيل، فما أسلم ذلك المذهب، وما أبرده على القلوب، وما أوضحه وأحكمه وأعلمه، فنسأل الله - تعالى- أن يميتنا عليه. والمجيء، والإتيان من صفات الله الفعلية المتعلقة المشيئة، قال - تعالى- ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ والْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً﴾ [الفجر: 22]، وقال - تعالى- ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ والْمَلائِكَةُ وقُضِيَ الْأَمْرُ وإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ [البقرة: 210]، وفي الحديث الصحيح (فيأتيهم الله - تعالى- في صورته التي يعرفون ) وقد حرفها المبتدعة بمجيء أمره، وهذا مخالف للأدلة، ومخالف لمنهج: السلف، وإقحام لفظة في السياق لا برهان عليها، ومخالفة للأصل بلا مقتضٍ . والله أعلم .
************
س245 هل من أسمائه - جل وعلا- ﴿ القديم ﴾ مع توضيح ذلك ؟
ج : لا ليس من أسمائه القديم، وذلك لأمرين:
الأول: أن أسماء الله - تعالى- مبناها على التوقيف أي على ورود الدليل، ولم يأت فيما أعلم نص صحيح بذلك، فحيث لم يثبت في ذلك شيء فإن الأصل عدمه فلا يجوز تسمية الله - تعالى- به.
الثاني: أن أسماء الله - تعالى- أسماء حسنى، وذلك لاشتمالها، وتضمنها صفات كمال من كل وجه، والقديم صفته القدم، وهذه الصفة لا كمال فيها، فلا يصح تسمية الله - تعالى- به وتستبدل باسمه الثابت بالإجماع ﴿ الأول ﴾ الذي ليس قبله شيء - جل وعلا . والله أعلم.
********************
س246 هل يمكن أن يتعارض النقل مع العقل ؟
ج : لا. لا يمكن هذا أبداً، ولذلك فإن أهل السنة - رحمهم الله تعالى- قرروا في ذلك قاعدة عظيمة، وهي قولهم: ( لا يتعارض نص صحيح، وعقل صريح )، ويقصدون العقل الصريح أي السليم من الآفات الدخيلة على العقل، وقد ألف فيها أبو العباس تقي الدين كتابه الكبير، و ردَّ تعارض العقل والنقل فأتى فيه بما لم يأت به أحد- جزاه الله خيراً، ورفع نزله في الفردوس الأعلى، وحشرنا وإياه في زمرة محمد - صلى الله عليه وسلم – وأصحابه- فإذا وُجِدَ ما يوهم التعارض فانظر أولاً في صحة النقل - أعني إذا كان من السنة - فإذا ثبتت صحته فانظر في صراحة العقل وسلامته من الآفات الدخيلة عليه، فإذا توفر الأمران فإنه - أبداً - لا يمكن أن يتعارض النقل مع العقل، فإن الذي أنزل النص هو الذي خلق العقل، وهو أصدق حديثاً، وأحسن قيلاً من خلقه، والنقل ما نزل إلا لهداية العقل، وإخراجه من ظلمات الشرك والبدعة والغفلة والمعصية إلى نور التوحيد والسنة والطاعة، فكيف يجعل معارضاً له؛ ولذلك فإنه لا يدعي وجود هذه المعارضة إلا أهل البدع . وأما أهل السنة فإنه لا يعرف عنهم في ذلك حرف واحد . والله أعلم .
_______________________________________________
س1: بماذا فسر المبتدعة صفة المجيء لله تعالى؟
س2: ما معنى قول العلماء "نص صحيح وعقل صريح"
باقي لنا ثلاث دروس فقط.. إن شاء الله تعالى..
الروابط المفضلة