هذه القصة جرت قبل الحرب العالمية الاولى
كان في العراق , وكان تاجراً كبيراً , وكانت تجارته بين الشام والعراق
وكان يقضي حاجات الناس ولايرد سائلاً . ولا يتخلف عن صلاة في المسجد .
وله ابن وابنة بلغا عمر الشباب
وفي يوم سأل ابنه الوحيد أن يسافر في تجارته إلى سوريا , وقال : لقد كبرتُ ياولدي , فلا أقوى على السفر , ولقد أصبحتَ رجلاً والحمد لله , فسافر مع قافلة الحبوب إلى حلب , فبع ما معك , واشتر صابونًا وقماشاً .
ثم أضاف : أوصيك بتقوى الله وأن تحافظ على شرف أختك .
سافر الشاب بتجارة أبيه فباع واشترى
وفي أحد الايام وقبيل عودته من حلب , رأى شابة جميلة تخطر بغلالة من حرير في طريق مقفر بعد غروب الشمس , فراودته نفسه الأمارة بالسوء على تقبيلها ,
وسرعان ما اختطف منها قبلة ثم هرب وهربت الفتاة .
وماكاد يستقر به المقام في محل إقامته حتى أخذ يؤنب نفسه ,,,,, وندم على فعلته , ولات ساعة مندم .
كان والده الشيخ في ذلك الوقت في غرفته يطل منها على حوش الدار .. حين طرق الباب السّقّاء , فهرعت ابنته تفتح له , وحمل السقاء قربته وصبها في الزير, وأخت الفتى تنتظره عند الباب لتغلقه بعد مغادرته....
عاد السقاء بقربته الفارغة,, فلما مر بالباب ورأى الفتاة واقفة قبّلها ثم هرب لا يلوي على شيء ....
لمح أبوها من نافذة غرفته ما حدث ,, فردد من صميم قلبه : لا حول ولا قوة إلا بالله .
ولم يقل الأب شيئاً , ولم تقل الفتاة شيئاً .
عاد السقاء في اليوم الثاني إلى دار الرجل كالمعتاد , وكان مطأطئ الرأس خجلاً . وفتحت له الفتاة الباب ,, ولكنه لم يعد إلى فعلته مرة أخرى .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
وقدم الفتى الموصل
وكان موفور الصحة . وافر المال
لم يفرح والده بالصحة ولا بالمال ,,,,, لم يسأل ولده عن تجارته وسفره , ولا عن أصحابه التجار في حلب.
لقد سأله أول ما سأله : ماذا فعلت منذ أن غادرت الموصل إلى أن عدت إليها ؟؟؟؟؟
وابتدأ الفتى يسرد قصة تجارته
فقاطعه أبوه قائلاً :
هل قبلتَ فتاة ً ؟؟؟؟؟؟؟؟ متى ؟؟؟؟؟؟ وأين ؟؟؟؟؟؟
فأنكر الشاب . ثم احمر وجهه وتلعثم
فقال أبوه : لقد أوصيتك أن تصون عرض أختك في سفرك , ولكنك لم تفعل !!!!!
وقص عليه قصة أخته وكيف قبلها السقاء
فلا بد أن تلك القبلة كانت وفاءً لدين عليك.
انهار الفتى , وقص على أبيه ما حدث .
قال الأب مشفقاً على ولده وابنته ونفسه :
كنت أصون عرضي حين كنت أصون أعراض الناس ...
أرجو ألا أكون مدينا ً لك بشيء من ذلك
وحين قبل السقاء أختك تيقنت أنك قبلت فتاة ما
فأدت أختك عنك دينك .
لقد كانت دقّه بدقّه .... وإن زدتَ زاد السّقّا !!!!!!!!!!
ثم جعل يردد ويقول :
من خاف على عقبه ..... فليتق الله
ومن تعقب عورات الناس . تعقب الله عورته
ومن تعقب الله عورته فضحه ولو كان في عقر داره
ومن أراد أن يهتك عرضه فليهتك أعراض الناس
والذين يخونون حرمات الناس يخونون حرماتهم أولا ً . ولكنهم آخر من يعلم .
لذة ساعة ........... غصةٌ إلى قيام الساعة
وكل دين لابد له من وفاء .
الروابط المفضلة