{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ....}
نزلت هذه الآية في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ومنهم أنـــس بن النضـــر وقد غاب عن قتال يوم بدر فقال غبت عن أول قتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , لئن أشهدني
الله قتالاً ليرين الله ما أصنع , فشارك في معركة أحد , ولما شاع مقتل النبي صلى الله عليه وسلم انهارت الروح المعنوية أو كادت تنهار
في نفوس كثير من أصحاب النبي فتوقف منهم من توقف عن القتال وألقى أسلحته مستكينا ومر بهؤلاء أنس بن النضر وقد ألقوا ما بأيديهم فقال :
ما تنتظرون ؟ فقالوا : قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : ما تصنعون بالحياة بعــــده ؟ قوموا فمــــوتوا على ما مات عليه رسول الله ..
ثم قال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء _ يعني المسلمين _ وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء _ يعني المشركين ..
ثم تقدم فلقيه سعد بن معاذ فقال أين يا أبا عمر ؟ فقال أنس واهــا لريح الجنة يا سعد إني أجده دون أحد .... ثم مضى فقاتل القوم حتى قتل , فما عرف حتىعرفته أخته بعد نهاية المعركة ببنانه وبه بضع وثمانون ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم .... الله أكــــبر ..
فهذا أنس بن النضر رضي الله عنه يقوده صدقه إلى تلك الخاتمة السعيدة فيجد ريح الجنة قبل أن يقاتل ...
بل قال صلى الله عليه وسلم : " من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه " أخرجه مسلم والترمذي والنسائي وأبوداود ..
وهكذا فإن العبد إذا صدق مع الله فإن الله يحفظ عليه إيمانه ويثبت قلبه على التوحيد ويرزقه حسن الخاتمة ....
الروابط المفضلة