دورة: "كيفية الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته"
قال صلى الله عليه وسلم (( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )) متفق عليه.
[الدرس التاسع]
من كتاب:
إتحاف أهل الألباب بمعرفة العقيدة في سؤال وجواب
عقيـدة أهـل السنـة في الأسمـاء والصفـات
س221 ما مذهب أهل السنة في صفة العين؟ مع بيان ذلك بالأدلة . وهل هي من صفات الذات أم الفعل ؟
ج : يعتقد أهل السنة - رحمهم الله تعالى، وغفر لهم ، وجمعنا بهم في الجنة - أن لله عينين اثنتين ذاتيتين لائقتين به - جل وعلا- وأنها لا تماثل أعين العباد ، والاتفاق في الاسم لا يستلزم الاتفاق في المسمى قال - تعالى: ﴿ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ﴾ [القمر:14] وقال - تعالى- ﴿ ولِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ [طـه:39] وقال - تعالى- ( واصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا ووَحْيِنَا ) ﴾ [هود:37] وقال - تعالى: ﴿ واصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ [الطور:48] وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن ربكم ليس بأعور إلا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية ) متفق عليه ، فنفي العور عنه - جل وعلا- دليل على أن له عينين اثنتين لائقتين به - جل وعلا-
وليس معنى العين: الحفظ والرعاية.. كما يفسرها أهل التأويل.
وقد أجمع أهل السنة على إثبات ذلك ، وهو ما نعتقده بقلوبنا ، وننطقه بألسنتنا . ولله الحمد والمنة . والله أعلم .
****************************************
س222 لقد وردت صفتا اليد ، والعين في الأدلة: مفردة ، ومثناة ، ومجموعة . فاذكر هذه الأدلة ؟ وكيف الجمع بينها ؟
ج أقول : أما صفة اليد مفردة ففي قوله - تعالى- ﴿ بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ وأما ورودها مثناة ففي قوله تعالى : ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ ، وأما ورودها مجموعة ففي قوله – تعالى: ( مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا ) أما صفة العين مفردة ففي قوله – تعالى ـ: ﴿ ولِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ ، وأما ورودها مثناة ففي الحديث: ( قام بين عيني الرحمن ) ، وأما ورودها مجموعة ففي قوله – تعالى ـ: ﴿ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ﴾ ووجه الجمع بينهما أن يقال: أما ورودهما مثناة فلا إشكال فيه ؛ لأن أهل السنة يثبتون لله تعالى يدين اثنتين ، وعينين اثنتين على ما يليق به - جل وعلا- وأما ورودهما مفرده فلا إشكال فيه أيضاً ؛ لأنهما لما أفردتا أضيفتا فهما مفرد مضاف ، وقد تقرر في الأصول أن المفرد المضاف يعم ، فيعم اللفظ كل ما لله من يد ، وعين ، وقد سبق أنهما اثنتان . وأما ورودهما مجموعة: فإن النون هنا ليست نون الجمع ، وإنما هي نون المعظم نفسه ، كقول الملك لمن أعطاه شيئاً : قد أعطيناك هذا بأيدينا . وإذا رأى الملك شيئاً ، وسئل عنه فإنه يقول: قد رأيناه بأعيننا ، ونحو ذلك ، فهذه النون هي نون المعظم نفسه ، وليست نون الجمع ، فلا إشكال في ذلك . ولله الحمد والمنة ، وبه التوفيق والعصمة ، وهو أعلى وأعلم .
************************************************** *********
الأسئلة التطبيقية:
س1: هل صفتا العين واليد لله تعالى، ذاتية أم فعلية؟
س2: هل النون في قول الله تعالى"﴿ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ﴾" نون جمع؟ وضحي ذلك.
_________________________
الروابط المفضلة