ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يختم الله كثيرا من الآيات عندما يبين للعباد الأصول
والأحكـام النافعة بقوله ( لَعَلَّكُمْ تَعـْقِــلُونَ ) البقرة ،
وهذا يـدل على أمـــور :
منها : أن الله يحب منا أن نعــقل أحكامـه وإرشاداته
وتعليماته ، فنحفظها ونفهمها ونعقلها بقــلوبـــنـا
ونؤيد هذا العقل ونثبته بالعمل بها .
ومنها : أنه كما يحب منا أن نعقل هذا الحكـم الـذي
بينه بيانا خاصا ، فإنه يحب أن نعقل بقية مــا أنزل
علينا مـن الكــتــاب والحكمة ، وأن نعـقـــل آياته
المسموعة وآياتــه المشهودة .
ومنها: أن في هذا أكبر دليل على أن معرفة ما أنزل
الله إلينا من أعظم ما يربي عقولنا ويجعلـها عقـولا
تفهم الحقـائق النافعة و الضـارة وترجح هـذه عـلى
هذه ، ولا تميل بها الأهواء والأغراض والخيالات
والخرافات الضارة المفسدة للعقول .
وإذا أردت معرفة مقادير عقول الخلق عـلى الحقيقة
فانظر إلـى عقول المهتـدين بهدايـة القرآن و السنة
وإلى عقول المنحـرفين عند ذلك تجـد الفرق العظيم
ولا تحسـبــن العقـــل هـــو الذكـــاء وقـــوة الفطنة
والفصاحة اللفظـية وكثرة القيل والقال وإنما العقل
الصحيح أن يعقل العبد في قلبه الحقــائق النافعة ،
عقلا يحيط بمعرفتها ، ويميز بينها و بين ضدها ،
ويعرف الراجح من الأمور فيؤثره ، والمرجوح أو
الضار فيتركه . وبعبارة أخــرى مختصرة نقول :
العقل هو الذي يعـقـل بــه العلوم النافعة ويعقل
صاحبه ويمنعه من الأمور الضارة .
الكتاب : تيسير اللطيف المـنان في خلاصة
تفسير القرآن للشيخ عبد الرحمن السعدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروابط المفضلة