الجزء الخامس:
هناك اوصاف جامعةمانعة للسيدة عائشة رضي الله عنها
" الصديقة بنت الصديق ، والعتيقة بنت العتيق ، وحبيبة الحبيب ، وأليفَهُ القريب ، سيد المرسلين ، والمبرَّأة من العيوب ، والمعرَّاة من ارتياب القلوب ، كانت للدنيا قالية ، وعن سرورها لاهية ، وعلى فقد أليفها ـ صلى الله عليه وسلَّم ـ باكية ، المبرَّأة في الكتاب "
كانت تسأل
النبي عليه الصلاة والسلام : " كيف حبك لي ؟ " فكان عليه الصلاة والسلام يقول : " كعقدة الحبل " . أي عقدة متينة جداً لا تُفَك . فكنت أقول من حينٍ إلى آخر : " يا رسول الله كيف العقدة ـ طمئنّي ـ " . فيقول عليه الصلاة والسلام : " على حالها " ، العقدة على حالها
مرَّةً السيدة
فاطمة ذكرت عائشة ، ولم يذكر كتَّاب السيرة ماذا قالت عنها ، لكن النبي عليه الصلاة والسلام قال :
" يا بنيتي هي حبيبة أبيكِ "
وقال ابن عباسٍ رضي الله عنهما لأم المؤمنين : " كنتِ أحبَّ نساء النبي صلى الله عليـه وسلَّم إليه ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يحب إلا طيِّباً
وقال : " هلكت قِلادتكِ ـ قلادة وقعت من عنقها فانفرط العقد ـ بالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يلتقطها ، وبعدها لم يجد ماءً للوضوء فأنزل الله عزَّ وجل :آيه التيمم
وهذه الآية التي سمحت للمسلم بالتيمم ، قال : " كان بسببك وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة ".
" وأنزل الله براءتك من فوق سبع سنوات ، فليس مسجدٍ يُذكر الله فيه إلا وشأنك يتلى فيه آناء الله وأطراف النهار
قالت : " يا بن عباس دعني منك ومن تزكيتك ، فوالله لوددت أني كنت نَسياً منسيا "
.
عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت :
" رأيتك يا رسول الله واضعاً يدك على معرِفة فرسٍ ـ أي على عرف الفرس ـ وأنت قائمٌ تكلِّم دِحْيَةَ الكَلبي . فقال عليه الصلاة والسلام : أوقد رأيته ؟ قالت : نعم . قال : فإنه جبريل وهو يقرئكِ السلام "
قالت " وعليه السلام ورحمة الله وجزاه الله خيراً من زائر ، فنعم الصاحب ونعم الداخل
فهي تمتاز بأنها رائت جبريل وهو رئيس الملائكة
**************
ذهد السيدة عائشة
كانت عائشة
أم المؤمنين رضي الله عنها تصوم حتى يزلقها الصوم " . أي يجهدها
وعن ابن المنكدر
، عن أم ذَرَّ وكانت صاحبة عائشة ، قالت : " بعث إليها بمالٍ أراه ثمانين أو مئة ألفٍ فدعت بطبقٍ ، وهي يؤمئذٍ صائمة فجلست تقسم بين الناس ، فأمست وما عندها من ذلك درهمٌ واحد "
فلما أمست قالت : " يا جارية أين فطوري ؟ " فجاءتها بخبزٍ وزيت ، مئة ألف وزَّعتها وهي صائمة ، ولم تبقِ منها شيئاً ، فجاءت بخبزٍ وزيت ، قالت لها أم ذر : " أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحماً بدرهمٍ نفطر عليه ؟
!
قالت : "لا تعنِّفيني لو كنتِ ذكَّرتني لفعلت " اتركي لنا درهماً نشتري به لحماً نفطر عليه ، فما تركت
وقال عروة
: " لقد رأيت عائشة رضي الله عنها تقسم سبعين ألفاً وإنها لترقع جيب دِرعها"
النبي عليه الصلاة والسلام قال :
" يا عائشة إِذَا أَرَدْتِ اللُّحُوقَ بِي فَلْيَكْفِكِ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ وَإِيَّاكِ وَمُجَالَسَةَ الأَغْنِيَاءِ وَلا تَسْتَخْلِقِي ثَوْبًا حَتَّى تُرَقِّعِيهِ "*
وعن عروة
أيضاً أن معاوية بعث إلى عائشة رضي الله عنها بمئة ألفٍ ، فوالله ما غابت الشمس عن ذلك اليوم حتى فرَّقتها ، قالت لها مولاتها : " لو اشتريت لنا من هذه الدراهم بدرهمٍ لحماً . قالت : لو قلتِ قبل أن أفرِّقها لفعلت " .
وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أنها باعت مالها بمئة ألفٍ فقسَّمته ، ثم أفطرت على خبز الشعير ، فقالت مولاةٌ لها : " أما كنتِ أبقيتِ لنا من هذا المال درهماً نشتري به لحماً ، فتأكلين ونأكل معكِ ؟ قالت : أفلا ذكَّرتِني "
من أحاديث الإحياء : عن " السيدة عائشة "
" إن أعظم النساء بركة أصبحُهُنَّ وجوها وأقلهن مهرا " .
عن عبد الرحمن بن القاسم أنه قال
: " أهدى معاوية لعائشة ثياباً وورِقاً ـ أي فضةً ـ وأشياء توضع في أسطوانتها ـ الأسطوانة خزانة الثياب ـ فلما خرجت عائشة نظرت إليه فبكت ثم قالت : لكن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لم يكن يجد هذا ، ثم فرّقته ولم يبقَ منه شيء . وعندها ضيف ، فلما أفطرت ، وكانت تصوم من بعد رسول الله ، أفطرت على خبزٍ وزيت ، فقالت المرأة : يا أم المؤمنين لو أمرتِ بدرهمٍ من الذي أهدي إليكِ فاشتري لنا به لحماً فنأكله ، فقالت عائشة رضي الله عنها : كلي فوالله ما بقي عندنا منه شيء"
روى هشام بن عروة
عن أبيه قال : " ما رأيت أحداً من الناس أعلم بالقرآن ، ولا بفريضةٍ، ولا بحلالٍ وحرام ، ولا بشعرٍ ، ولا بحديثٍ ، ولا بنسبٍ من عائشة رضي الله عنها "
*********************
الأمور التي امتازت بها عائشة رضي الله عنها :
مجئ جبريل بصوتهاـ أي أن جبريل جاء بصوتها لأن صوتها يؤنس رسول الله صلى الله عليه وسلَّم
زوجته البكر الوحيدة السيدة عائشة
امرأةً أبواها مهاجران أبوها مهاجر ـ سيدنا الصديق ـ وأمها مهاجرة
أنزل الله براءتها من السماء
كان عليه الصلاة والسلام ينزل عليه الوحي وهو معي ،
كان يصلي وأنا معترضة بين يديه
قُبض بين سَحْري ونحري في بيتي وفي ليلتي ، ودفن في بيتي "
**********************
في تاريخنا الإسلامي موقعة اسمها
" موقعة الجمل " والسيدة عائشة كانت طرفاً فيها ،
" أن قتلة عثمان رضي الله عنه خافوا أن يتفق عليٌ رضي الله عنه مع طلحة والزبيـــر وعائشة على إمساك القتلة ، فحملوا على عسكر طلحة ، فَظَنَّوا أن علياً حمل عليه ، فحملوا دفاعاً عن أنفسهم ، فظن عليٌ أنهم حملوا عليه ، فحمل دفاعاً عن نفسه " .
أي جرى سوء تفاهم ، والأطراف كلهم اجتهدوا ، والمجتهد له أجرٌ إذا أخطأ ، لكن النبي عليه الصلاة والسلام قال :
" إذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا " .
( من الجامع الصغير : عن " عمر " )
كان عليٌ كرَّم الله وجهه يوقِّر أم المؤمنين عائشة ، ويجلُّها ، وكان دائماً يُذِّكر بمقامها السامي الكريم .
وقد قال عمَّار بن ياسر : " سمعت علياً كرَّم الله وجهه يقول على المنبر : إنها لزوجة نبينا صلى الله عليه وسلَّم في الدنيا والآخرة . ويعني عائشة . وكانت عائشة تجلُّ علياً وتوقِّره "
***********************
الروابط المفضلة