قال الله-تعالى- : ( وربك يخلق ما يشاء ويختار) ، والاختيار هو الاصطفاء.
ومن اختياره وتفضيله اختياره بعض الأيام والشهور وتفضيلها على بعض ، وقد اختار الله من بين الشهور أربعة حُرما قال تعالى :
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }التوبة36 .
العمرة في رجب :
لم تدل الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب ولهذا كان من البدع المحدثة في مثل هذا الشهر تخصيص رجب بالعمرة واعتقاد أن العمرة في رجب فيها فضل معيّن .
وهناك العديد من المسلمين الذين يتبعون البدع دون وعى أو إرشاد من أحد لهم فهم لا يعرفون شيئاً عن مدى خطورة الوقوع فى البدع ويعتقدون أن العمرة فى رجب مماثلة للعمرة التى فى أشهر الحج بل بالعكس فالعمرة فى أشهر الحج أفضل بكثير منها فى رجب ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اعتمر في أشهر الحج ولما ذكر ابن عمر رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اعتمر في رجب ) وهَّمته عائشة، وقالت: [[ لقد وهِمَ أبو عبد الرحمن ]] قالت له ذلك وهو يسمع فسكت، فعلى كل حال: لا نرى دليلاً واضحًا على استحباب العمرة في رجب.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في فتاويه : أما تخصيص بعض أيام رجب بأي شيء من الأعمال الزيارة وغيرها فلا أصل له لما قرره الإمام أبو شامة في كتاب البدع والحوادث وهو أن تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها بها الشرع لا ينبغي إذ لا فضل لأي وقت على وقت آخر غير ما فضله الشرع بنوع من العبادة أو فضل جميع أعمال البر فيه دون غيره ولهذا أنكر العلماء تخصيص شهر رجب بكثرة الاعتمار فيه ، ولكن لو ذهب الإنسان للعمرة في رجب من غير اعتقاد فضل معيّن بل كان مصادفة أو لأنّه تيسّر له في هذا الوقت فلا بأس بذلك .
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة