كانت من أهل البصرة وكانت مولاة لآل عتيك وكان سفيان الثوري رحمه الله تعالى يسألها عن مسائل ويعتمد عليها ويرغب في موعظتها ودعائها. أخبرنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن وهب قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الله بن أيوب المقرئ قال: حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا جعفر بن سليمان قال: أخذ بيدي سفيان الثوري وقال: مر بي إلى المؤدبة التي لا أجدني أستريح إذا فارقتها. فلما دخلنا عليها، رفع سفيان يده وقال: اللهم إني أسألك السلامة. فبكت رابعة. فقال: ما يبكيك؟ قالت: أنت عرضتني للبكاء. فقال لها: وكيف؟ فقالت: أما علمت أن السلامة من الدنيا ترك ما فيها فكيف وأنت متلطخ بها.
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي قال: حدثنا العباس بن حمزة قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا العباس بن الوليد المشرقي قال: حدثنا شيبان الأبلي قال: سمعت رابعة تقول: لكل شيء ثمرة وثمرة المعرفة الإقبال.
وبإسناده قالت رابعة: أستغفر الله من قلة صدقي في أستغفر الله.
وقال: رأت رابعة يوما رياحا وهو يقبل صبيا صغيرا فقالت: أتحبه؟ قال: نعم. فقالت: ما كنت أحسب أن في قلبك موضعا لمحبة غير الله عز وجل. فخر رياحا مغشيا عليه ! فلما أفاق قال: بل رحمة جعلها الله تعالى في قلوب عباده.
سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا سلمة البلدي يقول: حدثنا ميمون ابن الأصبغ قال: حدثنا سيار عن جعفر قال: دخل محمد بن واسع على رابعة وهي تتمايل فقال لها: مم تمايلك؟ فقالت: سكرت من حب ربي الليلة فأصبحت وأنا منه مخمورة.
سمعت محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي ببغداد في قطيعة الدقيق يقول: أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البزاز قال: حدثنا عبد الله بن أيوب المقرئ قال: حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت رابعة العدوية وقال لها سفيان الثوري: ما أقرب ما تقرب به العبد إلى الله عز وجل؟ فبكت وقالت: مثلي يسأل عن هذا !. أقرب ما تقرب العبد به إلى الله تعالى أن يعلم أنه لا يحب من الدنيا والآخرة غيره.
وبإسناده قال الثوري بين يدي رابعة: واحزناه ! فقالت: لا تكذب قل واقلة حزناه ! لو كنت محزونا ما هنأك العيش.
وبإسناده قالت رابعة: ما حزني أني حزنت ولكن حزني أني لم أحزن. وبإسناده قال: مرت رابعة على رجل بالبصرة أخذ على فاحشة فصلب فقالت: بأبي ذلك اللسان الذي كنت تقول به لا إله إلا الله قال سفيان: ذكرت محاسن أعماله.
وبإسناده قال صالح المري بين يديها: من أكثر قرع الباب يفتح له. فقالت: الباب مفتوح ولكن الشأن فيمن يرغب أن يدخله.
الروابط المفضلة