عرس الجنوب . . . عبدو الحسنين محمد الخضر
قمْ لأهل الجهادِ قمْ إجلالا
وصلَ الشامَ بالرباطِ وبالخر
عاد في عودةِ الأسيرِ ابتهاج
أشرق الحقُّ ساطعاً في ربانا
في الجنوب الأبيِّ يولدُ فجر
عاد أبناؤه إليه حجيجاً
واستحمت أرضُ الجنوبِ بنورٍ
وغدت قبلةً، وصارت مزاراً
شكَّكَ المغرضون بالنصرِ يوماً
أسأل الأرضَ عن دماءِ بنيها
كل شبرٍ فيها عليه دماء
كربلاء بها، وذاك حسين
برجوع الأحبابِ زادت بهاءً
زادت الأرضُ بالشهيدِ نقاءً
هو بالحقِّ شاهد وشهيد
ينزعُ الحرُّ للكمالِ فتمضي
زغردي أرزةَ الجنوبِ احتفاءً
زغردي للأسيرِ عادَ أبياً
زغردي للشهيدِ يحملُهُ النع
كتبوا فوق جبهةِ الشمس نصراً
وعدَ اللَّهُ ناصريهِ بنصرٍ
يا عروس الجنوبِ وعدك طالا
مَن أسير تعانقُ الشمسُ منه
قبَّلَ الأرضَ بعد طولِ غيابٍ
بعد يوم التحريرِ قد دَحَرَ الحقُّ
فَرَدَ النصرُ جانحيهِ وأرخى
أشعِلِ الجرحَ يولدُ النصرُ منه
أيها الغارسون في الليلِ رمحاً
هاهي القدسُ تستغيثُ، تنادي
هي معراجُ أحمد، حرِّروها
توِّجوا نصرَنا بنصرٍ ونصرٍ
بشِّر الغاصبين بالطرد يوماً
قبلنا (بختنصرٍ) قد سباهم
فكيان يُبنى على القتلِ والتهجي
هذه خيبر، فأين عليّ
أيها المفسدون في الأرض فرُّوا
ما استكان الأحرار يوماً لغازٍ
كلُّ شبرٍ بأرضنا كربلاء
وَصَلَ النصرُ بالجنوبِ الشّمالا
طوم، بالقدس أحكمَ الاتصالا
فبلادي بأهلِها تتلالا
غمَّسَ الحبُّ سهلها والجبالا
شمخ الأرزُ فوقه واستطالا
وخفافاً عادوا وعادوا ثقالا
وغدت فتنةً وسحراً حلالا
ومحجاً لنا، وعزَّت منالا
ورأوْهُ، كما أرادوا، مُحالا
كيف روّت جبالها والتلالا
زاكيات تُضفي عليه الجمالا
عاد فيها يباركُ الأبطالا
واخضراراً، ونضرةً، واخضلالا
وسناءً، وعزَّةً، وجلالا
وله في الجنان مجد تعالى
روحُهُ حرَّةً تريدُ الكمالا
بأُباةٍ أشاوسٍ، واحتفالا
بجبينٍ عالٍ أحبَّ النضالا
شُ لأرضٍ يحبُّ فيها الرمالا
رسموهُ على الجباه اختيالا
وأتى النصرُ يحملُ الامالا
جاءَكِ الخاطبون، تيهي دلالا
جبهةً فوقها شذا الصبح سالا
فانتشى النبتُ في الجنوب اختيالا
بيوم الحريّةِ الاحتلالا
في بلادي سكينةً وظلالا
ما بغير التحرير يرضى اندمالا
مزقوه فالليلُ بالظلم طالا
فأعِدّوا إلى اللقاءِ الرجالا
ثم صلّوا بها، ونادوا بلالا
نحن نبغي لنصرنا استكمالا
وأذقهم في طردهم إذلالا
وسنسبي الطغاة سبياً حلالا
ر يَبني، فيما بناه، الزوالا
يخلع الباب يُحدثُ الزلزالا
إن جند الحسين تبغي النزالا
أرضنا اليوم تنبتُ الأشبالا
وعليها الحسين صار المثالا
الروابط المفضلة