مقالة بقلم : حمدي حسن النائب في البرلمان المصري 2-1- 2010
ياعلماء مجمع البحوث :
التدليس على الأمة حرام شرعا يُعْرف الرِجالُ بالحق , ولا يُعرف الحقُ بالرجال
لا ينتظر ذوي العقول والألباب خيرا يذكر من العالم الدكتور سيد طنطاوي الذي يشغل منصب شيخ الأزهر الشريف
فالرجل معروفة مواقفه مسبقا فرغم علمه وسنه إلا أنه فَضّل الكُرسي ومُغرَيَاته على مما يفرضه عَليه عِلمه ومكانته
فلا يُمكن أن ننسي مَوْقفه من منع الحِجاب في فرنسا وثلاثيته الشهيرة "هذا حقهم ,هذا حقهم ,هذا حقهم" و طريقة مقابلته المُبتذلة مع ساركوزي ,
ورحم الله العالم الأستاذ الدكتور عبد الصبور مرزوق الذي وقف موقف العلماء الأحرار الرجال رافضا مقولة الشيخ ومواقفه المبتذلة .
وايضا لا يمكن ان ننسي موقف الشيخ من قضية هدم باب المغاربة بالأقصي الشريف وقوله " وأنا مالي "
ولا يمكن نسيان لقاؤه ومصافحته المزدوجة للإرهابي بيريز وادعائه انه لا يعرفه ثم جلوسه معه على منصة واحدة
وأخيرا موقفه من تلميذة الحجاب وتأكيده علي أنه أعلم منها ومن اللي خلفوها { ونحن نقر ونعترف بأنه بالفعل كذلك }
ولكن كانت صدمتنا فاجعة أن يخرج بيان بفتوى من المجمع بأن الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر علي حدودها مع غزة حلال شرعا وأن مخالفيه في الرأي مخالفين للشريعة الإسلامية .
هكذا ! وبالقراءة المتأنية للبيان الفتوي نجد انه أحل للحكومة اقامة الجدار الفولاذي لمنع الأنفاق و المخدرات وغيرها وهذا حق للسيادة المصرية والأمن القومي المصري !!!
وتجارة المخدرات لا تحتاج إلي بيان من المجمع أو غيره ولم يطالب به عاقل , وتأسيس فتوي مجمع البحوث علي هذا الأساس يضيف تهمة التدليس علي الأمة إلي المجمع وعلماؤه !
يعلم علماء المجمع أن فتواهم كان يجب ان تبحث وتلم بالموضوع من جميع جوانبه أما ماأصدره المجمع فهو فضيحة علمية ودينية وتاريخية تلزم جميع علماؤه أن يتبرأو منها تبرأ معلنا وواضحا وصريحا لمن يريد أن يحتفظ بمروءة العلماء وقدره بين امته واذا كنت اعتبر أن البيان الفتوي فضيحة لجميع علماء المجمع {حيث لم يتبرأ منها أحد حتي الآن }
إلا أن تبرير أحدهم للموضوع في حديث لقناة الجزيرة اضاف الي الفضيحة فضائح أخري - لا اجد لها وصفا - فالسيد العالم الدكتور ينبه إلي الأية الكريمة وقول الله تعالي :
يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون [النور : 27]
واعتبر ان الأنفاق تدخل في هذا النهي حيث تسمح بالدخول والخروج لمصر بلا استئذان وهذا مرفوض شرعا في رأيه ورأي المجمع !
وهذا والله تدليس ابليسى وتحميل لأياتِ الله وشرعه لا يقول به ولا يقبله عاقل او ذو فطرة سليمة فضلا عن عالم , واتهم محاوره أنه بعيد عن فقه الواقع ! أليس من العجيب أن يطالب المجمع وعلماؤه بهدم الأنفاق لأنها تسمح بمرور الفلسطينيين دون استئذان ونسوا او تناسوا أن الحكومة تمنعهم من الدخول بالإستئذان " باسبور و تأشيرة دخول" بينما تسمح للصهاينة المحتلين لمقدساتنا بالدخول رسميا بدون استئذان وبدون باسبور ولا تأشيرة وقتما وكيفما شاءوا .
ولن اتعجب اذا برر هذه النوعية من العلماء بأن الآية تخاطب المؤمنين فهي تلزمهم أما اليهود والصهاينة فليسوا بمؤمنين ولذا من حقهم الدخول مباشرة دون اسئذان او خلافه بل من حقهم { رفس } الباب بأرجلهم والدخول مباشرة للإطلاع علي احوال البيت وعوراته .. وهذا هو الواقع وفقهه عندهم للأسف الشديد !
السادة علماء المجمع : اذكركم - من باب أن الذكري تنفع المؤمنين - أن الإدعاء بأن الأنفاق هي لتجارة المخدرات ادعاء مكذوب فتجارة المخدرات نعلم أنها تجارة الكبار المتنفذين وليس تجارة أنفاق غزة أما الأنفاق فهي تمد اهالينا المحاصرين في غزة ب 80% من احتياجاتهم الضرورية بعد ان منعهم الكيان الصهيوني وحاصرهم بكل أنواع الحصار وشاركتهم حكومة مصر بإغلاق معبر رفح وعدم فتحه إلا في اوقات قصيرة ومحدودة .
وإن قيل أنها تستخدم لمدهم بالسلاح فهذا حق وواجب وشرف ينبغي جميعا أن نؤديه دفاعا عن الأرض والعرض .
يا علماء المجمع : لقد قررت جامعة الدول العربية كسر الحصار وخاصة الحصار المالي عن أهالينا في غزة وفشلت الدول العربية كلها بما فيها مصر عن كسر هذا الحصار ياعلماء المجمع :
مصر تمد الكيان الصهيوني بالغاز وبكميات لن نستطيع أن نوفيها وبأسعار متدنية اقل من السعر العادي وشعبنا أولي بالغاز وفرق السعر بينما يمنع أهالينا المحاصرون في غزة من كافة انواع الوقود حتي اضطروا إلي طهي طعام مرضي المستشفيات وتعقيم الأدوات الطبية بأخشاب الأبواب والشبابيك وغيرها من أخشاب الأشجار
يا علماء المجمع : منعت الحكومة المصرية الشعب من تسليم معوناته الغذائية والطبية الي أهالينا المحاصرين في غزة إلا القليل من كميات محدودة وتركت المساعدات ملقاة في إستاد غزة وشوارع رفح والعريش حتي فسدت وتلفت ولم تفتح معبر رفح للإغاثات الإنسانية والأطباء المعالجين إلا لعدد محدود وبشق الأنفس وبعد مناوشات ومناشدات !!
يا علماء المجمع : منعت الحكومة المصرية قافلة شريان الحياة من دخول مصر عبر نويبع وصممت دون اسباب مفهومة أو معقولة علي ان تسلك طريقا آخر أطول وأكثر كلفة بل و منعت مئات الناشطين المتواجدين بالقاهرة من الذهاب إلي غزة دعما لأهالينا المحاصرين بينما ها هي تسمح لمئات من اليهود الصهاينة بزيارة دمنهور للإحتفال بما يسمي مولد ابو حصيرة ورغم معارضتي لاي مولد إلا أنني أتسائل لماذا منعت الحكومة موالد الطرق الصوفية بدعوي الخوف من عدوي انفلونزا الخنازير بينما تسمح لهؤلاء الصهاينة بإقامة مولدهم ! مما يفتح الباب واسعا عن مفهوم السيادة والإرادة والأمن وغير ذلك من اسطوانة حكومتنا المشروخة .يا علماء المجمع : الموضوع أكبر من أن يُحصي في مقال وأعلم والله أنكم تُدركُونه جيدا , وأن هذا هو الحق الواضح والأبلج الذي نعرف به الرجال . وانصحكم – والدين النصيحة - ان تُعطوا العلم الذي تحملونه حقه الذي امركم الله به ولا تشتروا بآيات الله ثمنا قليلا
إن بيانكم وفتواكم بخصوص الجدار الفولاذي لم يُرحِب بها إلا الحُكومة الصهيونية وصُحفها وإعلامها فهل يعطيكم هذا مؤشرا ما ؟
يا علماء المجمع : إذا استمر موقفكم و شيخكم علي هذا النهج من البيانات والفتاوي وفي قضايا الأمة المصيرية فأرجوكم أن تصدروا بياناتكم بأنها صادرة من { مجمع البحوث الإسلامية – فرع تل أبيب } ولا حول ولا قوة إلا بالله
الروابط المفضلة