السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الحمد لله حمداً كثيـــراً ,, وبعد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن
كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب .... إلى آخر الحديث"

هل تفكّرنا بهذا الحديث ؟
وما أجمل ما ورد فيه من تشبيه

طيّبة الطَعم وطيّبة الرائحة

هكذا أنتِ يا قارئة القرءان ,, مثل الأترجّة
فيها منافع بل كلّها فوائد بدايةً بقشرها إلى بذرها
فما أجملكِ ,, حين تعمُرين قلبك, بذكر ربّ العالمين
متدبّرةً قرءان العزيز الحكيم , واعيه وبآياته عامله

وما أحسنك والله , تقرأينه بتدبّر فتتأثـّري به ويفوح شذى تأثـّرك
فـ يصل لمن حولك ليأخذوا بأخلاقك التي اكتسبتِها من قرءان ربّك

والآن أخيتي
تعالي لنذكّر بعضنا ولنتذكّر يا غاليـه
قال رسولنا وحبيبنا محمّد عليه الصلاة والسلام :
"من قرأ حرف من القرآن فله حسنه والحسنة بعشر أمثالها
لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف"

وقال رسول الله فيما يرويه عن ربّه تبارك وتعالى
أنه قال : " ..... فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده
حسنة كاملة وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات
إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ... إلى آخر الحديث"

هل أدركنا كم عدد تلك الحسنات ؟ هل نحصيها ؟
لا والله لا يحصيها إلا الله سبحانه سريع الحساب

يا ترى كم من الحسنات إن قرأتِ صفحه
إذا علمتِ أن الله كريم يضاعف لمن يشاء ؟

ليكن حديث الحبيب عليه الصلاة والسلام دافعاً لك
ألَّا تفوّتي يوماً إلا وتقرأين من كتاب ربّك ما تيسّر

أخيتي الحبيبه يا قارئةً لكلام الرحمن
إن الأجور في قراءة القرءان عظيمه

تأملي قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
"اقرؤوا القرءان فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه"

ياللــــــه !!

هل تأمّلنا هذا الفضل ؟ أن يكون شفيعنا القرءان ؟
هل تفكّرنا بقول الحبيب عليه الصـلاة والسـلام ؟

فيا قارئة القرءان ,, يا حاملة القرءان
هنيئاً لكِ ,, أن عَمرتِ قلبك بكلام الرحمن
وهنيئاً لك ,, شفاعة كتاب الله الكريم لكِ

إنَّ قراءة القرءان وحفظه لهو والله خيـر كثيــر

فاقرأي رعاك الله أيضاً قول الحبيب عليه الصلاة والسلام :
"مثل الذي يقرأ القرآن ، وهو حافظ له ، مع السفرة الكرام البررة ،
ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد ، فله أجران"

فمثلك أخيتي - إن شاء الله - مع السفرة الكرامِ البررهـ
أجــرٌ عظيم ومنزلة عاليه ,, اللهم اجعلنا من أولئك يا ربّ

أرأيت الخيـــر الكثيــر الذي أنتِ به ؟
ءأدركتِ الفضل العظيم الذي ينتظرك ؟

|_ كلّ هذهـ الأجور والفضل العظيم _|

ولــــــــكِـــن ,, لنقف أخيّـتي قليلاً
وقفه نحاسب بها أنفسنا يا معشر القارئات
فليس من السهل علينا أن ننال ذلك الشرف
ولا سهلاً لنا أن نهنأ بذلك العيش الرغيـد

إذ لابدّ من العمل والصبر

وبدايةً لتسأل نفسها كلّ قارئه وحافظه منّا

هل اخلصنا لله وحدهـ ؟ أم جعلنا له شركاء !!

تأملي يا رعاك الله ما رواهـ أبي هريرة رضي الله عنه
في هذا الحديث ,, قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : "إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم ، وكل أمة جاثية ، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ، ورجل يقتتل في سبيل الله ، ورجل كثير المال ، فيقول الله للقارئ : ألم أعلّمك ما أنزلت على رسولي ؟ قال : بلى يا رب . قال : فماذا عملت فيما علمت ؟ قال : كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار ، فيقول الله له : كذبت ، وتقول الملائكة : كذبت ، ويقول الله له : بل أردت أن يقال : فلان قارئ ، فقد قيل ذلك . ويؤتى بصاحب المال ، فيقول الله : ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ قال : بلى يا رب . قال : فماذا عملت فيما آتيتك ؟ قال : كنت أصل الرحم وأتصدق ، فيقول الله له : كذبت . وتقول الملائكة له : كذبت ، ويقول الله بل أردت أن يقال : فلان جواد وقد قيل ذلك . ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له : فيماذا قتلت ؟ فيقول : أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت . فيقول الله له : كذبت ، وتقول له الملائكة : كذبت ، ويقول الله : بل أردت أن يقال : فلان جرئ ، فقد قيل ذلك . ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال : يا أبا هريرة : أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة"

فيا غاليـــه انتبهي واحذري أن تكون قراءتك لكتابه غير خالصةً له
كيلا تكوني مِن أوّل مَن تسعّر بهم النار ,, أعاذنا الله وإياكنّ منها

لذا فإنَّ أول ما يجب علينا هو تجديد النيّة كلّ مرهـ
نعم نذكر الله ونقرأ ونحفظ ,, ولكن لماذا ولمن ؟؟
[ لنتقرّب إلى الله نرجوا رحمته ونخشى عذابه ]

وثاني ما يجب علينا العلم والعمل
نعم , لنسأل أنفسنا ونحاسبها يا معشر القارئات
هل نحن نقرأهـ بتدبّر ؟ هل نتدارس آياته ؟ أنعمل بها ؟
( روي عن ابن عمر أنه قام على حفظ البقرة عدّة سنين
وكان الصحابة رضي الله عنهم , لا يتجاوزون العشر آيات
حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل ) , فأين نحن منهم ؟

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
"..... والقرءان حجّة لك أو عليك .... إلى آخر الحديث"

فتذكّري أخيتي
أن القرآن حجة لك إن أنتِ صدّقت أخبارهـ
وامتثلتِ أوامرهـ واجتنبتِ نواهيه وتأدبتِ بأدبه
واحذري فهو حجة عليكِ إن خالفتي ما جاء به

وانظري أخيّه لنفسك من أي الصنفين تكونين ؟

يقول الله تعالى {ولقد يسّرنا القرءان للذكر فهل من مدّكر}
ورد في تفسير الآية للطبريّ رحمه الله ,, أي سهّلناه
وبينـّاه وفصّلنا ذكره لمن أراد أن يتذكّر ويعتبر ويتّعظ

ويقول الكريم سبحانه { إنَّ هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم ويبشّر
المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا } سورة الإسراء [ 9 ]
ورد بتفسير هذه الآيه {المؤمنين الذين يعملون الصالحات} أي بمقتضاه
فيعملون بما أمرهم الله به وينتهون عمّا نهاهم عنه أنَّ لهم ثواباً عظيما

فكوني رعاك الله ممن هم يتّعظون به وبه يعملون

أخيتي حافظة كلام الرحمن , انتبهي واعملي بجد واجتهدي
إنّ حفظ القرءان ليس بالسهل فهو يحتاج لعزيمةٍ وإصرارٍ دائمين

يقول صلى الله عليه وسلّم : "تعاهدوا القرآن فوالذي
نفس محمد بيده ! لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها"

غاليتي إنَّ حفظنا للقرءان بحاجة إلى مراجعة دائمه
فإن أنتِ تركتِ مراجعته ,, بدأ بالتفلّت منك فتنسيه
وإنّي أسأل نفسي وإيّاك يا غاليـه هل حفظنا القرءان لكي
ننساهـ بعد حين ؟ أم ترانا نحسب أن الحفظ مرّهـ وأنتهى ؟!!

لا غاليتي ,,
أن ننال الأجر العظيم أمر ليس بالسهل علينا
يجب أن نجاهد أنفسنا وأن نصبر ونـُقبل على الله
فلا ندع شيئاً من زيف الدنيا ومتاعها الزائل يشغلنا
عن طاعة الله وتقرُّبنا إليه والأنس بذكرهـ سبحانه

أرأيت كم يحتاج لعزيمة ومجاهدة للنفس ؟
الكثيـر الكثيــر ولكن إيّاك إيّاك أن يحبط الشيطان عزائمك
وتذكّري يا حبيبه أن كلّ ساعه تمرّ من أوقاتنا كلّ يوم كلّ أسبوع
فإننا نقرُب من الآخرة بمقدار ما مضى , فلنتّق الله ولنعمل لذلك

لا شكّ أن الدنيا فانيه ,, والآخرة هي الباقيه
فماذا أعددنا للقاء الرحمن يوم العرض عليه ؟

أخيتي الحبيبه
هيّا لنشمّر عن سواعد الجدّ ولنكن ذوات همم عاليه
لنقرأ لنحفظ لنُزِد رصيد الحسنات ولنحتسب الأجر عند الله
لوجه الله وحدهـ , نرجوا مغفرته ورحمته ونسأله من فضله

ولندعوا الكريم الرحمن الرحيم دائماً ,, خوفاً ورجاءً
أن يوفـّقنا لمرضاته ويعيننا على ذكرهـ وشكرهـ وحُسن عبادته
وأبشري أبشري أخيتي بالأجور العظيمه مِن كريمٍ عطاءُهـ لا ينفد

وبعد ذلك كلّه وقبله وأوّلاً وآخراً وكل وقت وحين
لتحمدي الله كثيـراً أن جعلك من التالين لكتابه الكريم
وأن شرّفك بحفظه وتلاوته وإنـّه والله لشرف عظيم


فهنيئاً لكِ ,, هنيئاً والله لكِ
أن تكوني لكتاب الله مرتّلةٌ تاليه

جعلنا الرحمن وإيّاك من أهل القرءان
وكتب لنا قراءته وحفظه وتدبّر آياته والعمل بها
ونسأله تعالى أن يحفظنا وإيّاكم كما يحبّ ويرضى

\

كتبته الراجيه عفو ربّها
أخيّتكم / جود السلام

إن أخطأت فمن نفسي والشيطان
وإن أصبت فما توفيقي إلا بالله وحدهـ


والحمد لله ربّ العالمين

عيدكنّ مبارك حبيباتي ^_^
سبحان الله وبحمدهـ عدد خلقه
ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

بارك الله فيك واعاننا الله واياك على على طاعته وحسن عبادته

جزاك الله كل خير

جزاك الله خيرا واثابك الله جنة الفردوس يارب