من بين ركام الهموم والغموم هاهو الحل !
في هذا الوقت الصعيب من كثرة الفتن
و تعب النفسيات و التكاسل والاحساس بالوحدة مع الهموم
والغموم..
في هذه الأيام التي بات يشكو الكثير منا حظه و يومه
و يكره نفسه و قلبه !!
×
أحببت أن اطرح هذا الموضوع لعله يكون كالبلسم على قلوبنا التي
تعبت و أصبحت هشة تخشى من كل صوت
و تتطير لكل أمر ..
أسأل المولى أن ينفعنا به ..
×
أريد التحدث عن صفة لو عملنا بها لكفانا الله ما أهمنا !
وهي من أعظم العبادات التي توثّق صلة العبد بتوحيد ربه سبحانه وتعالى ,,
يقول تعالى:وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ
[الفرقان:58].
دعونا نتأمل أمر الله سبحانه للنبي صلى الله عليه وسلم
في أن يتوكل عليه ولا يركن الا اليه !!
و أن الله هو كافيه و ناصره و معينه ولو توكلنا على غير الله
فإنما نتوكل على الضعيف الذي يموت وينتهي ,,
:
والتوكل معناه: صدق اعتماد القلب على الله عزوجل في استجلاب المصالح ودفع المضار، من أمور الدنيا والآخرة كلها، وأن يَكِلَ العبد أموره كلها إلى الله جل وعلا، وأن يحقق إيمانَه بأنه لا يعطي ولا يمنع، ولا يضر ولا ينفع: سواه جل وعلا.
وإذا نظرنا إلى حال مجتمعنا اليوم نجد أن بعض الناس لا يتوكلون على خالقهم حق التوكل، فهم منشغلون بالجري وراء مطامع الدنيا وملذاتها، وبعضهم ينظر إلى الحياة بنظرة التشاؤم واليأس، وقد نسي هؤلاء التوكل على خالقهم في كل ما يقومون به!!!
:
ولأن السنه النبويه تكاثرت بها النصوص التي توضّح أهمية التوكل
ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه: { لو أنكم توكَّلون على اللّه حق توكله، لَرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خِماصاً، وتعود بِطاناً }.
قال الحافظ ابن رجب رحمه اللّه: ( هذا الحديث أصلٌ في التوكل، وأنه من أعظم الأسباب التي يُستجلب بها الرزق )..
ولنا أن نتخيل الطير تذهب اول النهار ضامرة البطون من الجوع وتتجه الى وجهة غير محدده و تبحث وتسعى ثم ترجع آخر النهار ممتلئة البطون !!
سبحانك ربي من رزقها ؟
من أمّن لها طعامها و حدد وجهتها ؟
و تأملوا معي هذاالحديث
"إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد"أبعدا هذا قلق؟ أبعدا هذا هم وحزن؟ أبعدا هذا تلجأ إلى البشر أم الى رب البشر.؟!
×
وصح عن النبي صلى اللّه عليه وسلم فيما رواه عنه جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه أنه قال: { إن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا اللّه وأَجْملوا في الطلب، خذوا ما حلَّ ودَعُوا ما حَرُم } [رواه ابن ماجة والحاكم وابن حبان].
واحببت التنويه أنه ضعف التوكل لدى الإنسان إنما ينتج عن ضعف الإيمان بالقضاء والقدر وذلك لأن من وكَلَ أموره إلى اللّه ورضي بما يقضيه له فقد حقق التوكل عليه وأما من وكل أموره لغير اللّه فهو غافل عن ربه جل وعلا..
×
وها هو نبينا صلوات الله عليه يعلم غلاما وهو عبد الله بن عباس ـ الصحابي الجليل ـ وكان سنه آنذاك عشر سنوات أو اثنتا عشرة سنة، كيف يتوكل على الله حق التوكل فيقول: يا غلام إني أعلمك كلمات: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله" إرشاد إلى التوكل على المولى عز وجل ولا يجب أن نتخذ ربا سواه ولا نتعلق بغيره حيا أو ميتا..
كما قال تعالى "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
فبقدر ما يلجأ الشخص إلى غير الله تعالى بطلبه أو بقلبه فقد أعرض عن ربه بمن لا يضره ولا ينفعه وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال
"واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك"
وهذا هو الإيمان بالقدر والإيمان به واجب خيره وشره وإذا تيقن المؤمن هذا فما فائدة سؤال غير الله والاستعانة به، وختم النبي عليه السلام تعليمه للغلام بقوله في هذا الحديث
"رفعت الأقلام، وجفت الصحف"
وهذا تأكيد منه صلى الله عليه وسلم لما ذُكر أي أنه لن يكون خلاف ما ذكر ولن يتغير مهما حصل.
غالياتي ..
أن التوكل على الله حقّ التوكل نعمة عظيمه لا يظفر بها الا كل من لامس الايمان شغاف قلبها
ولابد من دوام التعلق بالله جلا وعلا والإكثار من ذكر الله تعالى حتى يكون قلبك موصولا بالله عز وجل ثم لابد من السلاح الذي يمتلكه العبد المؤمن ألا وهو الدعاء فادع الله أن يجعلك من المتوكلين..
:
جعلنا الله واياكم من المتوكلين عليه حقّ توكله ..
أختكمـ
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة