ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّـنَ الأَمْــنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُـواْ
بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ
لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَـوْلاَ فَضْلُ اللّهِ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً )
هـذا تأديب مـن الله لعباده عـن فعـلهم هــذا غيـر
اللائق . و أنـه ينبغي لهــم إذا جـاءهـم أمـر مـن
الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن
وسرور المؤمنين ، أو بالخوف الذي فيه مصيبة
عليهــم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشـــاعــة ذلك
الخبر ، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر
منهـــم ، أهــلِ الرأي والعلــم والنصــح والعقــل
والرزانة ، الـذيــن يعـرفـون الأمــور ويعـرفــون
المصالح وضدها . فـإن رأوا في إذاعته مصلحة
ونشـاطـا للمؤمنين وسرورا لهــم وتحـرزا مــن
أعدائهـم فعــــلوا ذلك. وإن رأوا أنـه ليـس فيــه
مصلحة أو فيـه مصلحـة و لكن مضــرته تزيـــد
عـلى مصلحته لم يذيعوه ، ولهــذا قال ( لَعَلِمَــهُ
الَّذِيـنَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُــمْ ) أي : يستخـرجـونــه
بفكرهـم وآرائهم السديدة وعـلــومهـم الرشيــدة
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية و هـي أنه إذا حصل
بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو
أهل لذلك ويجعل إلى أهله ، ولايتقدم بين أيديهم
فـإنـه أقرب إلى الصواب و أحـرى للسـلامة مـن
الخطأ . وفيه النهي عن العجلة والتسـرع لنشر
الأمـور من حين سماعها ، والأمـر بالتأمل قبل
الكلام والنظر فيه ، هــل هو مصلحة ، فيُقْدِم
عليه الإنسان ؟ أم لا فيحجم عنه ؟
ثم قال تعالى ( وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُم ْوَرَحْمَتُهُ )
أي : في توفيقكم وتأديبكم وتعليمكم مالم تكونوا
تعـلمـون ، ( لاَتَّبَعْتُـم ُالشَّيْطَـانَ إِلاَّ قَـلِيــلاً ) لأن
الإنسان بطبعه ظالم جاهل ، فـلا تأمــره نفــسه
إلا بالشر فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به واجتهد
في ذلك ، لطف به ربه ووفـقه لكل خــير ،
وعصــمه من الشيطان الرجيم .
" تيسيــرالكريم الرحمن في تفسير كلام المنان "
للشيخ : عبدالرحمن السعدي ـ رحمه الله تعالى ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروابط المفضلة