من عقوبات المعصية انها تخرج العبد من دائرة الاحسان ،وتمنعه ثواب المحسنين،فان الاحسان اذا باشر القلب منعه من المعاصي ،فمن عبد الله كأنه يراه لم يكن ذلك الا لاستيلاء ذكره لله ومحبته وخوفه ورجائه على قلبه ،بحيث يصير كأنه يشاهده ،وذلك يحول بينه وبين ارادة المعصية ،فضلا"عن مواقعتها،،قال صلى الله عليه وسلم ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ،ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ،ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ،ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع اليه فيها الناس أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن )) فاياكم اياكم ،والتوبة معروضة بعد.
كما أن المعصية تبعد العبد عن المؤمنين،فمن فاته رفقة المؤمنين ،وحسن دفاع الله عنهم ،فان الله يدافع عن الذين آمنوا،فقد فاته كل خير رتبه الله في كتابه على الايمان ،،،وهو نحو مائة خصلة ،،، كل خصلة منها خير من الدنيا وما فيها ..فمن هذة الخصل:1ـالأجر العظيم،قال تعالى ((وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا"عظيما")).سورة النساء.
2ـ الدفع عنهم شرور الدنيا والآخرة ((ان الله يدافع عن الذين آمنوا)).سورة الحج .
3ـ استغفارالملائكة حملة العرش لهم ((الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ، ويؤمنون به ،ويستغفرون للذين آمنوا )).سورة غافر.
4ـ موالاة الله لهم ،ولايذل من ولاه الله ،((الله ولي الذين آمنوا)). سورة البقرة .
5ـ أمره سبحانه ويعالى ملائكته بتثبيتهم.((اذ يوحي ربك الى الملائكة أني معكم ،فثبتوا الذين آمنوا)). سورة الأنفال.
6ـ أن لهم الدرجات عند ربهم والمغفرة والرزق الكريم.
7ـ العزة للمؤمنين .((ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ،ولكن المنافقين لا يعلمون)).سورة المنافقون.
8ـ معية الله لأهل الايمان .((وأن الله مع المؤمنين )).سورة الأنفال .
9ـ أمنهم من الخوف يوم يشتد الخوف .((فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )).سورة الأنعام .
10ـ أن القرآن هو هدى لهم وشفاء.((قل هو للذين آمنواهدى وشفاء،والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر ،وهو عليهم عمى ،أولئك ينادون من مكان بعيد)).سورة فصلت .
اذا"الايمان سبب جالب لكل خير في الدنيا والآخرة ،وكل شر فيهما سببه عدم الايمان ..
والآن هل علمتوا لماذا لا يحصل للكثير منا شيىء من الخصال السابقة بالرغم من أسلامه ومازال في دائرة الأسلام ؟؟ ومما يخيف السلف الصالح هنا أن الاستمرار على هذة الذنوب يرين على القلب فيخرج العبدمن دائرة الاسلام بالكلية ,,والعياذ بالله ،،
نسأل الله السلامة لي ولكم ,,بأذن الله ...
المصدر ..كتاب ((الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي )) للامام شمس الدين بن قيم الجوزية....
الروابط المفضلة