وقفة مراجعة
بعد
رمضان
هذه سبع وقفات نقفها في العيد مع نفوسنا,لعلنا أن نستلهم منها روحاً تبقى ريانة بالإيمان بعد رمضان.
المراجعة الأولى:وقفة محاسبة
جدير بكل مسلم يخاف الله-تعالى- أن يقف مع نفسه بعد هذا الشهر الكريم لبحاسبها,فمحاسبة النفس من أنجح الأدوية-بأذن-الله لإصلاح القلوب وحثها على الخير,وها نحن قد ودعنا رمضان المبارك بأبامه الجميلة ولياليه العطرة الفواحة بالروحانية,ودعناه ومضى,ولا ندري هل سندركه في عام قادم, أم ستنتهي آجالنا دونه؟
ودعناه ومضى وصرنا مرتهنين بما أودعناه من خير أو شر.
*فهل تخرجنا من هذا الشهر العظيم بوسام (التقوى)؟
*هل عودنا أنفسنا على الصبر والمصابرة ومجاهدة النفس على فعل الطاعة وترك المعصية ابتغاء رضوان الله,فانتصرنا عليها,وكبحنا جماحها فصارت نفوساً مستسلمة لله رب العالمين؟
*هل رحمنا الفقير فواسيناه بعدما ذقنا شيئاً مما يذقه من الجوع والعطش؟
*هل ربينا فيه أنفسنا على الجهاد بأنواعه وهل جاهدنا أنفسنا وشهوتنا وانتصرنا عليها؟ أم غلبتنا العادات والتقاليد السيئة ؟هل سعينا إلى العمل بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟
*هل نقينا قلونا من الغل والحسد والبغضاء والشحناء لإخواننا المسلمين وفتحنا معهم صفحات بيضاء ملؤها المحبة والتواصل والرأفة والمواساة؟
*هل وهل وهل ....أسئلة كثيرة تحتاج منا إلى جواب (عملي) .
المراجعة الثانية:واعبد ربك حتى يأتيك اليقين:
يجب أن يكون العبد مستمراً على طاعة الله ,ثابتاً على شرعه, مستقيماً على دينه لا يروغ روغان الثعالب يعبد الله في شهر دون شهر...أو في مكان دون آخر...أو مع قوم دون آخرين...لا ...وألف لا !!! بل يعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام, وأنه رب الأزمنة والأماكن كلها....فيستقيم على شرع الله حتى يقلى ربه وهو عنه راض.
قال تعالى(فاستقيم كما أمرت ومن تاب معك)
وقال فاستقيموا إليه واستغفروه)
وقال صلى الله عليه وسلم :وقل آمنت بالله ثم استقم)
*فلئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل كالست من شوال والأثنين والخميس والأيام البيض وعاشوراء وعرفة وغيرها.
*ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون)
*ولئن انتهت صدقة وزكاة الفطر, فهناك الزكاة المفروضة, وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة ومفتوحة.
*وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان بل هي في كل وقت.
*وهكذا فالأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان فاجتهد أخي في الطاعات... وإياك والكسل والفتور,فإن لم تستطع العمل بالنوافل فلا يجوز لك أبداً أن تترك الوجبات وتضيعها كالصلوات الخمس في أوقاتها ومع الجماعة وغيرها.
فالله الله بالا ستقامة والثبات على الدين في كل حين فلا تدري متى يلقاك ملك الموت فاحذر أن يأتيك وأنت على معصية
(اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك)
المراجعة الثالثة:إياك إياك:
*إياك أخي أختي أن تنقض غزلك,وتنكث توبتك,وتخلف عهدك مع الله تعالى. وتهدم التقوى الذي بنيته بلبنات الطاعة في هذا الشهر الكريم بمعول المعصية والذنب.
*وإياك أن تستبدل تلاوة القرآن الكريم وسماعه بسماع صوت الشيطان (الغناء)ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الساقطة.
*إياك وهجر القرآن بعد أن جعلته صاحباً لك في هذا الشهر العظيم وأنعم به من صاحب.
*وإياك ونسيان ربك بعد أن فتح لك أبواب رحمته في هذا الشهر الكريم.
المراجعة الرابعة:علامة القبول:
*اعلم يرعاك الله أن من علامة قبول الطاعة: الطاعة بعدها ومن علامة ردها : المعصية والإعراض بعدها. فسل نفسك ! وانظر في حالك (ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم)
المراجعة الخامسة:أنت لديك القدرة:
شهر رمضان قد بين لك أن لديك القدرة على الالتزام والاستقامة وترك المنكرات والمحافظة على الصلوات كلها مع الجماعة
المراجعة السادسة:المسلمون والعيد:
تذكر/ي أخي أختي وأنت بين أهلك وأولادك,في رغد من العيش, وأمن وعافية ,وتذكرإخوة لك مسلمين في أصقاع شتى من العالم, حيث يعود عليهم هذا العيد ليجددلهم الهموم وليزيد جراحاً لم تندمل, فهم في بأساء وضراءلا يعلم مدها إلا الله -تعالى- بعضهم قد نسى شيئاً اسمه الأمان , والبعض الآخر يسقط صريع الجوع والمرض, وآخر يعيش ولكن كسقط المتاع لا تراعى له كرامه ولا يحفظ له عهد ولا يرى له حق. فأين أنت منهم ؟ وهل من شكر لنعمة الله عليك ؟
المراجعة السابعة : من الذي يفرح بالعيد؟
نرى الجميع يفرح بالعيد ويبتهج بقدومه, ولكن من الذي يفرح حقيقة بالعيد ؟ إن العيد أيها المبارك/ة ليس لمن لبس الجديد ,ولا لمن جمع من الأموال المزيد . ولكن العيد إنما هو لمن أطاع ربه فأمن يوم الوعيد ,ولمن فاز برضا الوالي الحميد فنال لذة النظر لوجهه الكريم يوم المزيد..
نسأل الله تعالى أن يجعله عيداً سعيداً محفوفاً بالقبول منه سبحانه وبالرياض والعتق من النار....آمين
وختاماً
ينبغي أن تحرص على البر والخير ,وأن تكون يوم العيد بين الخوف والرجاء... تخاف عدم القبول, وترجو من الله القبول ونتذكر يوم عيدنا يوم الوقوف بين يدي الله عز وجل فمنا السعيد ومنا غير ذلك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المصدر.....دار القاسم
الروابط المفضلة