السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد استدل المفسرين بقول الله تعالي في سورة الاحقاف ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) مع التي في سورة لقمان: ( وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ) وقوله تبارك وتعالى في سورة البقرة ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ )، على أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، وهو استنباط قوي صحيح. ووافقه عليه عثمان وجماعة من الصحابة، رضي الله عنهم... تزوج رجل امرأة من جهينة، فولدت له لتمام ستة أشهر، فانطلق زوجها إلى عثمان فذكر ذلك له، فبعث إليها. فلما قامت لتلبس ثيابها، بكت أختها فقالت: وما يبكيك، فوالله ما التبس بي أحد من خلق الله تعالى غيره قط، فيقضي الله سبحانه وتعالى فيَّ ما شاء. فلما أتيَ بها عثمان أمر برجمها، فبلغ ذلك علياً فأتاه فقال له: ما تصنع ؟ قال: ولدت تماماً لستة أشهر، وهل يكون ذلك ؟ فقال له علي: أما تقرأ القرآن ؟ قال: بلى. قال: أما سمعت الله عز وجل يقول: ( وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُوْنَ شَهْرَاً ) وقال: ( حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ) فلم نجده بقي إلا ستة أشهر ؟ فقال عثمان : والله ما فطنت بهذا، فرجع عثمان عن قول ولم يحدها .
ولهذا يقول ابن عباس: إذا حملت تسعة أشهر أرضعت إحدى وعشرين شهرا، وإن حملت ستة أشهر أرضعت أربعة وعشرين شهرا.
منقول للفائدة
الروابط المفضلة