ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما العـمل إذا أكــره إنسان على الكــفر ؟
الجواب : إذا أكره إنسان على الكفر ففي ذلك
تفصيل : أولًا أن يوافق ظاهرًا وباطنًا فيكون
بذلك كافرًا مرتدًا لقوله تعــالى ( و َلَـكِن مَّــن
شَـرَحَ بِالْكُفْرِ صَـدْراً فَعَلَيْهِـــمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ
وَلَهُـمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ثانيًا : أن يوافق ظاهرًا
لا باطنًا ولكن يقصد التخلص مـــن الإكـــراه
فهـذا لا يكفر لقوله تعــــالى ( مَن كَفَرَ بِاللّهِ
مِـن بَعْدِ إيمَــانِهِ إِلاَّ مَــنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ
بِالإِيمَانِ ) ثــالثـا : أن لا يـــوافق لا ظاهرًا
ولا باطـنًا ويصبر عـلى القتل فهذا جائـــز
وهو من الصبر.
لكـــن هــل الأولــى أن يصبـــــر أولا ؟
فيه تفصيل : أولًا : إذا كان الإكراه لا يـترتب
عليــه ضرر في الدين للعامـة فـإن الأولى أن
يوافق ظاهرًا لا باطنًا لا سيـما إذا كان بقاؤه
فيـه مصلحة للمسلمين كصاحب المــال ، أو
العـلم المنتفــع بهما ، وما أشبه ذلك ، حتـى
وإن لــم يكن فيه مصــلحة ففي بقائه عــلى
الإسـلام زيـادة عمل صالح وهو خير ، وقد
رخص له بالكفر ظاهــــرًا .
ثانيًا :إذا كان في موافقته وعدم صبره ضرر
على الدين فإنه يصبر ، وقـــــد يـجب الصبر
ولو قتل ، لأنه من بــاب الصبر على الجهاد
في سبـيل الله ، وليس من باب إبقاء النفس
ولهـذا لما شكـا الصحابة للنبي ، صـلى الله
عليه وسلم ، ما يجــدونــه مــن مضــايــقة
المشـركـيـن ذكـر لهم أنه كان فيمن قبلنــــا
مـن يمشـط بأمشـاط الحديد ما دون عظـمه
مـن لحــم أو عصـب ما يصرفه عـن دينه .
ولـو حصــل من الصحـابة رضي الله عنهم
فـي ذلك الوقـت موافقة للمشركين وهم قلة
لحصــل بذلك ضرر عظيـم على المسلمين.
والإمـام أحمد - رحمه الله - أوذي وصبـــر
حيـن أبى أن يقول : القرآن مـخلوق ولـو
وافقهـم ظاهرًا لحصــل في ذلك مضــرة
عـلى الإســلام.
مجموع فتاوى ومقالات العلامة محمد العثيمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروابط المفضلة