ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




الحمد لله الرب الغفور العفو الرؤوف الشكور



الـذي وفـق مـن شـاء مــن عبــاده لتحصيــل



المكاسب والأجور وجـعـــل شغـلهـم بتحقـيق



الإيمان والعـمل الصالح ، يرجون تجـارة لـن



تبور وأشـهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك



لـه ، الذي بيده تصاريف الأمور ، وأشهد أن



محمـدا عبـده ورســوله أفضــل آمــر وأجــل



مأمور ، اللهـم صل وسلم وبارك على محمد



وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان



إلى يوم البعث والنشور أما بعــــد :





أيها الناس ، اتقوا الله تعالى ، وذلك بالقيــام



بحقوق الإيمان والأعمال الصالحة ، فرضهـا



ونفلهـا قال تعالى ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ



أَوْ أُنثَـى وَهُــوَ مُؤْمِـنٌ فَلَنُحْــيِيَنَّهُ حَيَــاةً طَيِّبَةً



وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )



فوعد مـن جمع بين الإيمان والعمل الصـالـح



بالحياة الطيبة فـي هـــذه الــدار ، وبــالأجــر



العظيم والثواب الجزيل فــي دار القرار ، أمـا



الإيمـان فـهـــو الإقــرار والاعتراف بأصولــه



المبني على العلم واليقين والإذعان المقتضي



للعمل الصالـح وهــو القـيام بحقوق الله ، أو



حقوق الـوالديـن والأقارب والأصحاب وذوي



الحقوق والجيران ، فكـل واجــب أو مستحب



فـهـو داخل في العمل الصالح ويدخل في ذلك



ترك الفسـوق وجميع القبائح ، فمن قام بذلك



فليبشر بالحياة الطيبة ، فهو المفلح الناجح ،



لا تحـسبــن الحيــاة الطـيـبـة مجــرد التمتــع



بالشهوات ، ولا الإكـثار مـن عــرض الدنــيا



وتشييد المنازل المزخرفات ، إنـمـــا الحيــاة



الطيبة راحة القلوب وطمأنينتها ، والقـنـاعة



التــامــة بــرزق الله ، وسـرورهـا بذكــر الله



وبهجتهـا ، وانصباغها بمــكارم الأخــلاق ،



وانشــراح الصدور وسعتها ، لا حيـاة طيبة



لغـير الطائعين ولا لذة حقيقة لغيـر الذاكرين



ولا راحـة ولا طمأنـيـنـة قـلب لغير المكتفين



برزق الله القانعين ، ولا نعيما صحيحا لغير



أهـل الخلق الجميل والمحسنين ، لقــد قــال



أمثال هؤلاء الأخيار : لو علم الملوك وأبناء



المـلـوك ما نحــن فيه من لــذة الأنــس بالله



لجالدونا بالسيوف عــلـيه ، ولو ذاق أرباب



الدنـيا ما ذقناه من حلاوة الطاعة ، لغبطونا



وزاحمـونـا عليــه ، ما ظنــك بمـــن يمسي



ويصـبــح ليـس لـه هم سوى طاعة مولاه ،



ولا يخشى ولا يرجو ولا يتعلق بأحد سواه ،



إن أعطي شكـر ، وإن منع صبر ، وإذا أذنب



استغفـر وتــاب مما جناه ، هذا والله النعـيــم



الــــذي من فاته فهو المغبون ، وهذه الحياة



الطيبـة التي لمثلها يعمل العاملون ، أي نعيم



لمـن قلبه يغلي بالخطايا والشهـــوات ، وأي



سرور لمــن يتلهب فؤاده بحــب الدنيا وهــو



ملآن مـــن الحسرات ، وأي راحة لمن فاتـه



عيش القانعين ، وأي حياة لمن تعلق قــلبــه



بالمخلوقين ، وأي عاقـبـة وفلاح لمن انقطع



عـن رب العالـمين ومع ذلك لا يرجو العقبى



وثواب العاملين بالله ،لقد فاز الموفقون بعز



الدنيا والآخرة ورجع أهل الدناءة بالصفقة



الخاسرة .



الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ