يجوز النظر إلى المخطوبة و لو بغير إذنها و لا علمها ،
و هذا الذي دلت عليه الأحاديث الصحيحة .
قال شيخ الإسلام ابن عثيمين رحمه الله يجوز للخاطب أن يرى مخطوبته لكن بشروط :
1- أن يحتاج إلى رؤيتها ، فإن لم يكن حاجة فالأصل منع نظر الرجل إلى امرأة أجنبية منه ؛
لقول الله سبحانه و تعالى : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور : 30 ) .
2- أن يكون عازما على الخطبة ، فإن كان مترددا فلا ينظر ،
لكن إذا عزم فلينظر ، ثم إما أن يقدم و إما أن يحجم .
3- أن يكون النظر بلا خلوة ، أي يشترط أن يكون معه أحد من محارمها إما أبوها أو أخوها أو عمها أو خالها ،
و ذلك لأن الخلوة بالمرأة الأجنبية محرمة لقول الرسول صلى الله عليه و سلم : ( لا يخلون رجل بإمرأة إلا مع ذي محرم ) .
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إياكم و الدخول على النساء ، قالوا : يا رسول الله أرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت ) .
4- أن يغلب على ظنه إجابتها و إجابة أهلها ،
فإن كان لا يغلب على ظنه ذلك فإن النظر هنا لا فائدة منه ؛
إذ إنه لا يجاب إلى نكاح هذه المرأة سواء نظر إليها أم لم ينظر إليها .
و على المرأة أن تخرج إلى الخاطب على الوجه المعتاد
غير متزينة بثيابٍ و لا متجملة بمساحيق ،
لأن الخاطب قد يرى خطيبته بصورة أجمل مما هي عليه في الطبيعة
و قد تحدث بعد ذلك أمور لا تُحمد عقباها .
وقت الرؤية :
أثناء الخطبة أو بعدها عندما تظهر علامات القبول .
حدودها :
وقع خلاف بين أهل العلم في القدر الذي ينظر الخاطب من خطيبته .
قال اشافعي و النووي : الوجه و الكفين .
و أجاز أبو حنيفة القدمين مع الوجه و الكفين .
و من الروايات في مذهب الإمام مالك :
* النظر إلى الوجه و الكفين .
* النظر إلى الوجه و الكفين و اليدين .
و من الروايات في مذهب الإمام أحمد رحمه الله :
* الوجه و اليدين .
* ما يظهر غالبا كالرقبة و الساقين و نحوهما .
و الرواية المعتمدة في كتب الحنابلة هي الرواية الثانية .
و ممَّا تقدَّم يتبيَّن أن قول جمهور أهل العلم إباحة نظر الخاطب إلى وجه المخطوبة و كفَّيها
لدلالة الوجه على الدمامة أو الجمال ،
و الكفين على نحافة البدن أو خصوبته .
كيفية النظر :
يقول الدكتور محمد بن ناصر الجعوان في كتابه " معالم مكتوبة في رؤية المخطوبة " :
الأصل فيه أن يتم عن طريق أحد محارمها من الرجال . فيحدد وقتا لزيارة الخاطب و يجلس معه في مكان الجلوس أو في غيره و تأتي المرأة لتمر مرورا من عندهما فيرى ما أمكن من وجه و كفين و يرى الطول و الهيئة و قد يسمع الصوت و هي تسلم ، و لم يرد في هذا ما يفعله البعض من جلوس المخطوبة مع الخاطب و لو بحضور محرمها و تتحدث إليه و يتحدث إليها و يلقي عليها أسئلة مختلفة و قد لا يكتفي البعض بهذا بل يتحدث إليها بواسطة الهاتف مرات و مرات و يتلذذ بصوتها و يبادلها الضحكات و يدخل معها في أمور كثيرة و هذا خطأ لأنها محرمة عليه .
و في الختام أدعوه سبحانه أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم .
و أود أن أنوه إلى أخواتي الكريمات أن لا يحقرن من المعروف شيئا
و يخلصن النية في كل صغيرة و كبيرة يقمن بها .
و أسال المولى أن يرزق كل فتاة مسلمة رجل صالح ذو خلق و دين .
و دمتن في حفظ الرحمن
الروابط المفضلة