ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الســؤال : هــل يعتبر قــول المرأة العاملة أو
اعتـقـــادها ( أنهــا تعمل مـن أجل أن تؤمـن
مستقبلها ومستقبل أبنائها فيما لو طلقت أو
توفي زوجها فهي لا تدري ما تأتي به الأيام
مــن أمور ) هــل يعتبر هــذا مـن القدح في
عقيــــدة القضـاء والقدر لدى المسلم ؟
الجواب :المسلم يؤمن بقضاء الله وقدره وأن
الله كـتب رزقه عنـد نفخ الـروح فيه وهو في
بطن أمه ،وأن رزقه آتيه لا محالة ؛ لما ثبت
عن عبد الله بن مسعود قال حدثنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم «إن أحدكم يجمع خلقه
في بطـن أمه . إلى قوله : ثم يبعث الله ملكا
بأربع كــلمات ، فيكتب عمله وأجله ورزقه
وشقي أو سعـيد » الحديث (1).
ولما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
قـال : قـال رسـول الله صـلى الله عليه وسلم
« أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب ،
فــإن نفسا لــن تموت حتى تستوفي رزقها ،
وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب
خذوا ما حل ودعوا ما حرم»رواه ابن ماجه
في سننه ،ورواه ابن حبان في (صحيحه).
واعتقاد ذلك والإيمـان به لا ينافي أن يسعـى
الإنسان فــي طـلب الــرزق وبــذل الأسبــاب
المشروعة في ذلك ، مع عدم الاعتماد عليها
والاعتقاد بـأن الرازق والنافـع والضار هو
الله وحده سبحانه .
وما يجري على ألسن بعض الناس من قوله:
أؤمن مستقبـلــي أو مستقبل أولادي ، فهــذه
الألفاظ التي يستعملها مـن يغلو في الاعتماد
عـلى النفس والمناصب والماديات وحدها.
فينبغي للمسلم أن يبتعد عـن مثل هذه الألفاظ
التي تقدح في كمال توكله على الله وفي كمال
رجائه لله وخوفه منــه ، وأن يلجــأ إلــى الله
سبــحانـه ويتضرع بيــن يديــه فــي الشــدة
والرخاء مع الأخذ بالأسباب المشروعة ،كما
أمر الله ورسوله صلى الله عليه و ســـلم .
وبالله التوفيق وصلى الله عـلى نبينا محمد
وآله وصحبه وسلم
اللجنـــة الدائمــة للبحـــوث العلمــية والإفتاء
موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء
(1) ( رواه أحمد ، ومسلم والترمذي )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروابط المفضلة