انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 4 من 4

الموضوع: من بــــدع شهر رجب‎

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الموقع
    جـدة ♥
    الردود
    789
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    2
    التكريم
    (أوسمة)

    من بــــدع شهر رجب‎


    من بدع شهر رجب

    مقال للشيخ: عبد الرزاق البدر -حفظه الله-


    إنّ شهرَ رجبٍ الذينعيشه هذه الأيام هو أحد الأشهر الحرُمُ الأربعة وهي: ذو القعدة، وذو الحجة،والمحرم ثلاثة متوالية، ورجب الفرد، ولهذه الأربعة خصائصُ معلومةٌ تشترك فيها وقدسميت حُرُمًا لزيادة حرمتها قال الله تعالى: (( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِعِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتوَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [التوبة: 36].

    والواجب على كلِّ مسلماتجاه هذه الأشهر وغيرها أن يقوم فيها بما دلَّت عليه الشريعة وثبت في السنة دونتجاوز أو تعدٍّ لذلك، إذْ ليس لأحد من الناس أن يُخَصِّصَ شيئًا من هذه الأشهر بشيءمن العبادات والقربات دون أن يكون له مستندٌ على ذلك من أدلة الكتاب والسنة.

    وقد كان المشركون فيالجاهلية يُعظِّمون شهر رجب ويخصّونه بالصّوم فيه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهالله-: ((وأما صومُ رجب بخصوصهفأحاديثه كلُّها ضعيفة؛ بل موضوعة لا يَعتَمِد أهل العلم على شيء منها وليست منالضعيف الذي يروى في الفضائل بل عامَّتُها من الموضوعات المكذوبات)).إلى أن قال رحمهالله: (( صحَّ أن عمر بن الخطابرضي الله عنه كان يضرب أيديَ الناس ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب ويقول "لاتُشَبِّهُوه برمضان)) ([1]).

    ويقول: "إنَّ رجب كانيعظمه أهل الجاهلية فلما كان الإسلام تُرِك"وفي شهر رجب يصلي بعضُالناس صلاةً معينة بصفة غريبة يسمّونها صلاةَ الرَّغائب يفعلونها في أوّل ليلة جمعةمنه بين المغرب والعشاء وهي بِدعَةٌ منكرة باتفاق أهل العلم لم تُعرف إلا بعد القرنالرابع الهجري، وليس لها وجودٌ أو ذكر قبل ذلك.

    قال الإمام النووي رحمه الله وقدسُئِل عن صلاة الرَّغائب هل هي سنة وفضيلة أو بدعة فقال -رحمه الله:- ((هي بدعةٌ قبيحة منكرةأشدّ الإنكار مشتملة على منكرات، فيتعين تركها والإعراض عنها وإنكارها على فاعلها،ولا يُغتَرْ بِكثرة الفاعلين لها في كثير من البلدان ولا بكونها مذكورةً في "قوتالقلوب" و"إحياء علومالدّين" ونحوهما من الكتبفإنهابدعة باطلة. وقد صحَّ عن النبيrأنه قال: "منأحدث في ديننا ما ليس منه فهو ردّ" وفي الصّحيح أنهrقال: " منعمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ" وفي صحيح مسلم وغيره أنهrقال: "كلُّبدعة ضلالة"، وقد أمر الله جلّ وعلا عند التنازع بالرجوع إلى كتابه وسنةرسولهrفقال: ((فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِنكُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)) [النساء: 59] ولم يأمرباتباع الجاهلين ولا بالاغترار بغلطات المخطئين))(
    [2]). انتهىكلام النووي رحمه الله.

    وقال الحافظ ابن رجبرحمه الله: ((لم يصح في شهر رجب صلاةٌ مخصوصة تختص به، والأحاديث المرويّة في فضلصلاة الرّغائب في أوّل ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعةعند جمهور العلماء وممن ذكر ذلك من أعيان العلماء المتأخرين من الحفاظ: أبو إسماعيلالأنصاريّ، وأبو بكر بن السمعانيّ، وأبو الفضل ابن ناصر، وأبو الفرج بن الجوزيّوغيرهم، وإنما لم يذكرها المتقدِّمون لأنها أحدثت بعدهم، وأوّل ما ظهرت بعدالأربعمائة فلذلك لم يعرفها المتقدمون ولم يتكلموا فيها))(
    [3]). انتهى.

    والنقول عنأهل العلم في هذا المعنى كثيرة.

    وفي شهر رجب يَفِدُبعض الناس إلى المدينة النبويّة المنورة بزيارة يسمّونها الرَّجَبِية يرون أنّها منالسنن! وليس لها أصلٌ في كلام أهل العلم، ولا ريب أن المسجد النّبويّ تُشَدُّ إليهالرِّحال في كلِّ وقت وحين، لكن تخصيصُ شهر معين أو يوم معين لهذا العمل يحتاج إلىدليل خاص، ولا دليلَ هنا على تخصيصِ رجب بذلك، وعلى هذا فاتخاذ هذا سنةً يُتقَرَّبُبها إلى الله في هذا الشهر بخصوصه؛ أمرٌ مُحدث ليس عليه دليلٌ في الشّريعة.

    وفي ليلةالسابع والعشرين من شهر رجب يقيمُ بعضُ الناس احتفالاً لذلك ويعتقدون أنَّ تلكالليلةَ هي ليلةُ الإسراء والمعراج وفي ذلك الاحتفال تُلقَى الكلماتُوتنشد القصائدُ وتُتلى المدائح وهو أمرٌ لم يكن معهوداً ولا معروفاً فيالقرون المفضلة خيرِ القرون وأفضلِها؛ قال شيخ الإسلامابن تيمية -رحمهالله-: ((ولا يُعرفُ عن أحد منالمسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلةً على غيرها، لا سيما على ليلة القدر، ولا كانالصّحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولايذكرونه.)) وقال أيضاً:((هذا إذا كانت ليلةُالإسراء تعرفُ عينها، بل النقول في ذلك منقطعةٌ مختلفةٌ ليس فيها ما يُقطع به، ولاشُرِعَ للمسلمين تخصيصُ الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء لا بقيام ولابغيره))انتهى كلامه رحمهالله(
    [4]).

    ولْيُعلَم أن حقيقةاتّباع النبيrهي: التّمسك بسنتهفعلاً فيما فعل، وتركاً فيما تَرك؛ فمن زاد عليها أو نقص منها؛ فقد نقصَ حظُّه منالمتابعة بحسب ذلك، لكن الزيادة أعظم؛ لأنها تقدم بين يدي الله ورسولهrوالله تعالى يقول: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِوَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌعَلِيمٌ)) [الحجرات:1]

    وليُعلم أنّ النبيrثبت عنه في أحاديثكثيرةٍ الحثُ على لزوم السنة والتحذيرُ من البدعة بجميع أنواعها وكافّة صورها، منهاما رواه الإمام أحمد في "مسنده" وابن حبان في "صحيحه" وغيرهما عن العرباض بن ساريةرضي الله عنه قال: صلى لنا رسول اللهrالفجر ثم أقبل علينافوعظنا موعظةً بليغة ذرفت لها الأعين ووجِلت منها القلوب قلنا: يا رسول الله كأنّهذه موعظة مودِّع فأوصنا قال: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان كانعبدًا حبشيًّا، فإنّه من يعش منكم يرى بعدي اختلافا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنةالخلفاء الراشدين المهديين فتمسّكوا بها وعضُّوا عليها بالنّواجذ، وإيَّاكمومحدثاتِ الأمور فانَّ كلَّ محدثة بدعة وإنَّ كل بدعة ضلالة)) ([5]).

    وتأمّل قول النبيrفي هذا الحديث: ((فإنّه من يعش منكم يرىبعدي اختلافا كثيرًا)) فهذا فيه إشارة إلىأنّ الاختلاف سيقع والتفرّقَ سيوجد في الأمة، وأنَّ المخرجَ من التفرقِ والسلامةَمن الاختلاف إنما يكون بأمرين عظيمين وأساسين متينين لابد منهما:

    الأولُ:التمسكُ بسنتهr؛ ولهذا قال: ((فعليكم بسنتي وسنةالخلفاء الراشدين المهديين.))

    والثاني: مجانبةُ البدعوالحذرُ منها؛ ولهذا قال: ((وإيَّاكم ومحدثاتِالأمور فانَّ كلَّ محدثة بدعة وإنَّ كل بدعة ضلالة)).

    ولعِظم هذا الأمروجلالةِ قدره وشدة أهميته وضرورة الناس إلى فهمه وشدة العناية به كان صلوات اللهوسلامه عليه في كلِّ جمعة إذا خطب الناس أكَّد على هذا الأمر العظيم ونوَّهَ به،وذلك في قوله: ((أما بعد فإنَّ خيرالحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّدr، وشرّ الأمورمحدثاتها وكلّ بدعة ضلالة)) (
    [6]).

    فالواجب علينا ملازمةسنة النبيrوالتمسك بهديه ولزومغرزه واقتفاء أثره والحذرَ الحذرَ من كلِّ البدع والضّلالات بجميع أنواعها وكافَّةِصورها وأسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحيينا جميعًا على السنةوأن يميتنا عليها وأن يجنبنا الأهواءَ والبدَع إنه سميع مجيب قريب، وصلى الله وسلمعلى نبينا محمد.

    ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** **


    ([1]) مجموع الفتاوى (25/290 ـ 291(.

    ([2]) فتاوى النووي (ص40(.

    ([3]) لطائف المعارف (ص123).

    ([4]) انظر: زاد المعاد (1/57 ـ 58).

    ([5]) المسند (4/126)، وصحيح ابن حبان رقم (5).

    ([6]) صحيح مسلم (867) من حديث جابر رضي الله عنه.







    - تواجدي نادر بحكم ظروف دراستي، دعواتكم لي بالتوفيق، واذكروني بخير -



    "يا حَامِلي ألَم الأوطَان في دَمهِم يومًا ستذكُركم بالخَيرِ أوطانُ"


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الموقع
    في بلاد العجائب
    الردود
    2,829
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خيــــــــــــــــــــــــرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الموقع
    EGYPT
    الردود
    1,199
    الجنس
    امرأة
    جزاكم الله كل خير

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الردود
    5,981
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خير الجزاء

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 143
    اخر موضوع: 07-04-2012, 07:26 PM
  2. الردود: 220
    اخر موضوع: 15-01-2010, 03:23 PM
  3. الردود: 213
    اخر موضوع: 27-12-2009, 02:23 PM
  4. الردود: 242
    اخر موضوع: 22-12-2009, 09:35 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ