ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله الرب العظيم الواسع الحليم الرؤوف
الرحيــم وأشهد أن لا إله إلا الله الجواد الكريم
وأشهـد أن محمــدا عبــده ورســوله ومن هو
بالمؤمنين رؤوف رحيم اللهم صل وسلم على
محمد وعلى آله وأصـحابه ، ومــن تبعهم في
الصراط المستقيم. أما بعد: أيها الناس ،اتقوا
الله تعالى وإياكم أن تكونوا ممن قال الله فيهم
( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَـــــلْفٌ أَضَــاعُوا الصَّلَاةَ
وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَـوْفَ يَلْقَـــوْنَ غَيّاً 59 )
سورة مريم ، أضاعوا الصــلاة بأن فوتــوها
عن الأوقات ، وتهاونوا بالجمع والجماعات،
ولـم يخشوا ربهم ولا حذروا من العقوبات ،
إذا صــلوها نقروها نقر الغراب ، فلا سكون
ولا طمأنينــة ولا احتــســـاب تحسبـــهم إذا
شرعــوا فيها مطرودين وتشاهدهم لأركانها
وشـــروطها مهملين ، وتبصرهم عن جميع
كمالاتها غافلين نسوا الله فنسيهم وضيـعوا
مصالـــح الدنيـــا والــدين ضيعــــوا الصلاة
واتبعــوا لغيهم الشهوات ، وقـدموا أغراض
النفـوس على القيام بالواجبات ، إن بدا لهم
طمع طاروا إليه جماعات ووحـــدانا ، وإذا
جاء أمر الله فهم كسالى عنه فحسبهم بذلك
هــوانا وخسرانا فياويح من قدم شهــــوات
الغـي عن طاعة مولاه وما أخسر من زهد
فـي الخيــر واتبــع هواه فأهلكه وأرداه .
أيـــن الإسـلام والإيمــــان يا من يدعيه ؟!
وأيـــن الخوف من يوم يجد فيه كـــل عامل
عمــــله ويلاقيه ؟ يوم لا يجد هذا المفلـــس
مـن أعماله ما ينجيه من عذاب ربه ويقيه.
فـــويل يومئذ للمضيعين للصلاة من ( يَوْمَ
يَفِــرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيـــهِ ، وَأُمِّـــهِ وَأَبِيــــهِ ،
وَصَـاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَــئِذٍ
شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) سورة عبس . فأيـــــن هؤلاء
الأراذل مـــن أقوام يرون الصلاة أكبر نعمة
مـن الله وأجل غنيمة ؟! فيتلقونها بصـدور
منشــرحة وهمم صادقة وأعـمال مستقيمة
لا تفقـدهم في جمعة ولا جماعة إلا إذا كان
لهـم عذر من الأعذار ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيـــــهِمْ
تِجَــارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَـامِ الصَّلَاةِ
وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَــــافُونَ يَوْمـــاً تَتَقَلَّبُ فِيهِ
الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَـارُ ، لِيَجْزِيَهُـــمُ اللَّهُ أَحْسَنَ
مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ
مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) سورة النور
الشيخ عبد الرحمن السعدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروابط المفضلة