انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: فتح مدينة قيسارية ‹‹‹سلسلة فتـــ فلسطين ــوح›››

  1. #1
    بداية داعية's صورة
    بداية داعية غير متواجد كبار الشخصيات"نبض وعطاء " "نجمة الدعوة " مبدعة صيف 1429هـ
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الردود
    4,131
    الجنس
    امرأة

    فتح مدينة قيسارية ‹‹‹سلسلة فتـــ فلسطين ــوح›››


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،
    نكمل الحديث ومع آخرحلقة فى فتوحات بلاد الشام وبالأخص فلسطين
    بحلول عام 18هـ يحدث حدث مروع، كارثة تحدث للمسلمين في أرض الشام، لم يسبق لها مثيل في تاريخهم....
    تلك هي ( طـاعون عمواس ) ذلك الذي أصاب كثيرا من المسلمين، وكل من يصاب به يموت فورًا بعد 5 أيام على الأكثر،
    ولم يفلح أي نوع من الأدوية والعلاجات في علاج هذا الوباء الخطير.
    وظل الطاعون في أرض الشام شهورًا، بل إنه انتشر من "عمواس" إلى مدن أخرى كثيرة، حتى أنه وصل إلى مدينة البصرة في العراق... ومات خلق كثير.
    كان عدد المسلمين في أرض الشام بعد الفتوحات،وبعد إسلام بعض أهل الشام، بين 30 و 36 ألف مسلم،
    و قد توفي منهم في هذا الوباء الخطير ما بين 25 و 30 ألف مسلم!! أي أن نسبة الوفاة بلغت 80 بالمائة من الجيش الإسلامي الموجود في الشام،
    فكانت كارثة عظيمة على المسلمين، لا تقارن بعدد شهداء المسلمين منذ بدء الحروب مع الكفار ( من بدر ) حتى لحظتهم هذه!!

    لما علم خليفة المسلمين "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه بهذه الكارثة أراد أن يستنقذ أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه،
    وحتى يحافظ عليه قائدًا لجيش المسلمين في أرض الشام، فأرسل له رسالة: ( سلامٌ عليك، فإني قد عرضت إليَّ فيك حاجة، وأود أن أشافهك بها، فعزمتُ عليك،
    إذا نظرت في كتابي هذا ألا تضعه من يدك حتى تقبل إلي، فإن أتاك ليلاً، فلا تصبحْ حتى تركب إلي، وإن أتاك نهارًا، فلا تُمْسِ حتى تركب إلي ).
    ولكن أبا عبيدة فهم رسالة عمر، وقال: " غفر الله لأمير المؤمنين"، وأرسل له رسالة، يقول له فيها: ( يا أمير المؤمنين، إني قد عرفتُ حاجتك إلي، وإني في جندٍ من المسلمين، لا أجد لنفسي رغبة عنهم،
    فلست أريد فراقهم حتى يقضي الله فيَّ وفيهم أمره وقضاءه، فَخَلِّني من عزمتك يا أمير المؤمنين، ودعني في جندي )

    فلما قرأ عمر بن الخطاب كتابه بكى، فسأله المسلمون،
    وهم يخشون أن يكون قد مات أبا عبيدة، فقال لهم: ( لا، ولكن قـد..!! ) أي أنه على وشك أن يموت!

    -وهناك رواية أن "عمر" ذهب بنفسه إلى الشام، حول مدينة عمواس، وقد انتشر الوباء في أكثر من مدينة، فخرج إليه أبو عبيدة،
    ورفض عمر أن يدخل المدينة الموبوءة، فقال له أبو عبيدة: أتفِرُّ من قدر الله يا عمر؟، فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة!، إنما نفر من قدر الله إلى قدر الله.
    أي أنه إنما يأخذ بالأسباب، فقضاء الله نافذٌ لا محالة، ولكن عمر لم يدخل مدينة عمواس، ورفض أبو عبيدة أن يعود معه، وعاد إلى داخل المدينة....-

    وما لبث ابو عبيدة إلا أن أصيب أصيب في رجله وفي كفه بالطاعون، ( وهذا ما كان يخشاه عمر )؛ فجمع أبو عبيدة الناس، وخطب فيهم خطبة واستخلف معاذ بن جبل،
    ومات رضي الله عنه وأرضاه، عن عمر يناهز ثمانية وخمسين عامًا ....
    فَصَلَّى عليه المسلمون، ودُفن رضي الله عنه في أرض الشام..


    ويسمع " معاذ " حينها مقولة تسري بين المسلمين، أن هذا الوباء "طوفان ورِجْز"، أي كالذي عُذِّبَ به آل فرعون، فغضب معاذ لذلك غضبًا شديدًا؛
    لأن هذا ليس عذابًا من الله سبحانه وتعالى، فجمع الناس جميعًا ( في نهاية هذا اليوم، وهناك روايات أنه بعدها )
    فقال لهم: أيها الناس لو أعلم أني أقوم فيكم بعد مقامي هذا ما تكلفت اليوم القيام فيكم ( أي أنه يخشى أن يموت قبل أن يبلغهم ما يريد،
    ويخشى أن يكون قد أصيب بالطاعون، وقد أُصِيبَ فعلاً ) وقد بلغني أنكم تقولون هذا الذي وقع فيكم طوفان ورجز, و الله ما هو طوفان ولا رجز،
    وإنما الطوفان والرجز كان عَذَّب الله به الأمم ,ولكنها شهادة أهداها الله لكم، واستجاب فيكم دعوة نبيكم ( صلى الله عليه وسلم )
    ( أن تُوهب الشهادة لقومه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إن المطعون شهيد، فقد مات أبو عبيدة شهيدًا،
    وكل من مات في هذا الطاعون شهداء ).

    ومات " معاذ بن جبل" رضي الله عنه، في يومه ذاك، وهو لم يبلغ الثامنة والثلاثين من عمره ( وفي روايات 33 فقط )
    فلم يتأَمَّر على الشام إلا يومًا واحدًا في أصح الأقوال.




    ووصلت الأنباء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المدينة، فحزن حزنًا شديدًا، وبكى بكاءً طويلاً، حتى اخضلَّت لحيته بالدموع رضي الله عنه،
    واحتار في الأمر، ثم كتب كتابًا، وأمر على المسلمين ( يزيد بن أبي سفيان )، فأصبح يزيد أمير الشام كلها،
    وما هي إلا أيام حتى أصيب " يزيد بن أبي سفيان " رضي الله عنه بالطاعون أيضًا، فسقط شهيدًا رضي الله عنه، وهو أمير المسلمين الثالث، في غضون أقل من شهر.


    فتصل الأنباء إلى عمر، فيزداد حزنه، ويقرر أن يقسم الشام إلى قسمين: شمالي وجنوبي، جعل على القسم الشمالي " معاوية بن أبي سفيان "،
    وعلى القسم الجنوبي " شرحبيل بن حسنة " رضي الله عنهما، وما هي إلا أيام ويسقط شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه شهيدًا صريعًا للطاعون!!


    وجمع عمر إمرة الشام كله لمعاوية بن أبي سفيان، وكان ذلك عام 18 هـ،
    وبقيت في يده بأمر " عمر " حتى خلافة الحسن بن علي رضي الله عنه، وأحداث الفتنة. حتى أصبح أميرًا للمؤمنين عام 40هـ.



    معاوية يفتح قيسارية:

    بعد انقطاع الطاعون في أواخر عام 18 هـ، بقي للمسلمين مدينة واحدة فقط لم تفتح حتى هذه اللحظة، وهي مدينة " قيسارية "،
    فيذهب إليها معاوية بن أبي سفيان بنفسه، وحاصرها مدة طويلة..ويأتيه في ليلة من الليالي رجل من اليهود، اسمه يوسف، يقول له: أَمِّنِّي على نفسي،
    وأهلي ومالي، وأنا أدلُّك كيف تدخل هذه المدينة، فيُؤَمنه معاوية، فَدَلَّه على سرداب، تحت الأرض فيه المياه إلى حِقْوِ الرجل،
    وأخبره أن هذا المجرى من الماء يصل إلى داخل الحصون.
    فدخل معاوية وجيشه من خلال هذا السرداب ليلاً، ولما دخل الجيش كله، كبر معاوية؛ فكبر المسلمون، وقام أهل المدينة فزعين،
    و فوجئوا بوجود المسلمين داخل الحصن، فأسرعوا ليفروا عن طريق السرداب، فوجدوا المسلمين عنده، ودارت معركة قاسية جدًا،
    ولم يكن جيش المسلمين يتجاوز ال17ألف مجاهد، مقابل 120 ألف رومي!!! وكتب الله النصر للمسلمين، وسقط من القتلى داخل الحصن 80 ألف رومي،
    ولم يُسْتَشهد عدد يذكر من المسلمين، وهرب الباقون، فلاحقهم المسلمون، وقتلوا منهم 20 ألفا آخرين.
    وتصل الأنباء إلى المدينة المنورة ليلاً، فيكبر عمر، ويكبر المسلمون فرحًا بهذا النصر المبين،
    بعد هذه المصيبة التي كانت قد ألمت بالمسلمين في أرض الشام، وتكون أول ليلة من الفرح،
    بعد ليال طويلة من الحزن لما حدث في طاعون عمواس.
    وبذلك تسقط آخر مدينة من مدن الشام، وأصبح الشام كله مسلما عام 19 هـ.




  2. #2
    بداية داعية's صورة
    بداية داعية غير متواجد كبار الشخصيات"نبض وعطاء " "نجمة الدعوة " مبدعة صيف 1429هـ
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الردود
    4,131
    الجنس
    امرأة

    وَأُسدِل الستار على صفة من اجمل وأعز صفحات التاريخ الإسلامى
    صفحات تلقى العزة فى النفوس وتعلى همم القلوب ..
    تفوح منها رائحة الانتصارات المشرقة التى ما تحققت إلا بتحقيق العبودية لله فى أسمى معانيها
    ::
    جند لله نهارهم فى عمل وجد ٍ واجتهاد إما فى تدريب شاق أو تجهيز العدة ..
    وبين صلاة وصيام وفى ليلهم كانو رهبان ..
    تلك حياتهم وبذلك عزوا وانتصروا وقهروا أعداء الله ..



مواضيع مشابهه

  1. الردود: 2
    اخر موضوع: 25-05-2009, 12:40 PM
  2. الردود: 12
    اخر موضوع: 11-05-2009, 10:51 AM
  3. الردود: 9
    اخر موضوع: 21-04-2009, 11:08 PM
  4. مدينة بيت جالا من قلب حبيت فلسطين
    بواسطة محمود صقر في السياحة والسفر
    الردود: 1
    اخر موضوع: 07-01-2007, 04:17 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ