لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
جرب أن تردد عند الكرب، هذه الدعوة التي دعا بها نبي الله يونس عليه السلام بشرط أن تكون موقنا انك مذنب، ظالم لنفسك، متجاوز، وان توقن كذلك إلا احد بيده مفاتيح كل شيء سوى الله تعالى، القادر، المسيطر، الغنى، ذى الرحمة... وبشرط أن تظهر المسكنة والضعف، وتسلم أمورك كلها للذي نجى صاحب هذه الدعوة من بطن الحوت، ونجى إبراهيم من النار، ونجى موسى وقومه من الغرق.
إن ترديد هذه الدعوات وقت الأزمات بتدبر وفهم لمعانيها، يعطي صاحبها هدوءا عجيبا، ويرخي أعصابه، ويحس المجربون لها بان حالة من الأمن والسكون النفسي تعم أعضاء الجسم... اقسم احدهم انه ما اقبل على مشكلة إلا ألهمه الله هذه الآية فعاش في رحابها، فجاء الحل سريعا بإذن الله. ويعقب على ذلك بقوله: وهذا لا يصلح مع كل الناس أو في أي وقت، بل هذا علاج بات لمن يثقون في الله ويعتقدون اعتقادا جازما في قدرته على فعل أي شيء وخرق أي عادة.
عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة ذي النون، إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت: لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له. فقال رجل: يارسول الله، هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إلا تسمع إلى قوله تعالى( ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين).
إنها حرز من الغم والكرب، ومفتاح للفرج واليسر.
إنني شغوف باستعراض أحوال الصالحين مع ربهم، فلم أر احدهم مهموما أو متذمرا لفقر أو مرض، فسالت واحدا منهم النصيحة للصبر على ضيق ذات اليد وظلم القريب ومرض الولد، فقال لي: لا تدع أن تقول كل يوم بعد صلاة الفجر: لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. وأضاف: إنني لم اتركها منذ نيف وثلاثين عاما، ارددها كل يوم بدون انقطاع. قلت في نفسي: الآن أدركت لم لم تشخ كما يشيخ الناس، ولم تشك رغم فقرك كما يشكو الناس... فاللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
الروابط المفضلة