ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجادلة والمناظرة نوعان :
النوع الأول : مجــادلة مماراة : يماري بذلك
السفهاء ويجاري العلماء ويـريد أن ينـتصر
قوله ؛ فهذه مذمــــومــــــــة
النوع الثاني : مجادلة لإثبات الحق وإن كان
عليه فهذه محمودة مأمور بهـا و علامة ذلك
ـ أي المجادلة الحقة ـ أن الإنسـان إذا بان له
الحق اقـتـنع و أعــلـن الرجــوع أما المجادل
الذي يريد الانتصار لنفسـه فتجده لو بان أن
الحق مع خصمه يورد إيرادات يقول لـو قال
قـائل ثــم إذا أجيــب قــال لو قال قائل ثم إذا
أجيب قال : لـــــو قال قائل ثم تكون سلسلة
لا منتهى له و مثل هذا عليه خطــر ألا يقبل
قلــبه الحق لا بالنسبة للمجـادلة مـع الآخـر
و لكن في خلوتـه ، و ربـما يورد الشيـطـان
عليـه هـذه الإيـرادات فيبـقى في شك وحيرة
كما قال الله تبارك وتعالى ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُـمْ
و َأَبْصَارَهُمْ كَمَـــا لَــمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَـــرَّةٍ
وَنَذَرُهُـمْ فِـي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )الأنعام110
وقــال الله تـعــالى ( فَــإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمـَا
يُريِدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُــم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ
كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) المائدة 49
فعليك يا أخي بقبول الحق سواء مع مـجادلة
غيرك أو مع نفسك فمتى تبين لك الحق فقـل
سمعنـا وأطعنا وآمنــا و صدقنا و لهذا تجــد
الصحابة يقبلون ما حــكم به الرسول عليــه
الصــلاة والسـلام أو مــا أخبــر بـه دون أن
يـوردوا عليه الاعتــراضـات . فالحـاصل أن
المجـادلة إذا كان المقصود بها إثبـات الحق
وإبطـال الباطل فهي خير و تعودها وتعلمها
خيــــر لا سيمـا في وقتــنا هذا فإنه كثُرَ فيه
الجـدال والمراء حتى إن الشيء يكون ثابتًا
و ظـاهرًا في القرآن والسنة فـيــورد عليه
إشـكالات .
وهـنا مسألة وهي أن بعض الـناس يتحرج
من المجادلة حتى وإن كانت حـــقًّا استدلالا
بحديث " وأنا زعيم ببيت في ربــض الجنة
لمن تـرك المـراء وإن كان محقـًّا " ( رواه
أبـو داود و الترمذي و ابن ماجة و حسنـه
الألباني ) ، فيترك هذا الفعـل
فالجــواب : مــن ترك المــراء في دين الله
فليـس بمحقٍّ إطلاقًا لأن هذا هـزيمة للحق
لكــن قد يكون محقــًّا إذا كان تخاصُمه هو
وصاحبه في شيء ليس لــه علاقة بالدين
أصـلا قال رأيت فلانًا في السوق و يقـــول
الآخـر بـل رأيتــه فــي المسجــد ويحصــل
بينهـما جدال وخصام فهذه هــي المجادلة
المذكـورة فــي الحــديـث أمــا مــن تــرك
المجادلة فــي نصرة الحق فـليس بمحق
إطـلاقًا فلا يدخــل في الحديث .
كتـاب العـلم للشيخ محمد العثيمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروابط المفضلة