الحمد ُ لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وبعد /
هيا بنا نكمل سيرنامع أمجاد الأجداد
فى سيرة معطرة برائحة الانتصارات المشرقة فى تاريخ أمتنا الإسلامية وفى صفحة خاصة
مع فتوح فلسطين معانتصارت فى زمن مضى وستعود مجدداً بإذن الله
توقفنا عند موقعة بيسان وانتصار المسلمين فيها
وبعد هذه الموقعة تمت فتوح دمشق وكان لها عظيم الأثر فى نفوس الروم فقرر هرقل جمع كل جيوشه ليلقى المسلمون فى معركة فاصلة
وهى معركة اليرموك 4رجب 15 هـ
وكانت شمال نهر اليرموك وكان النصر لجند الله
وبعد أن انتصر المسلمون في اليرموك، أمر أبو عبيدة قادته أن يخرجوا في إثر الروم وتتبع فلولهم
فقسم أبو عبيدة رضي الله عنه منطقة الشام إلى مناطق أربعة،
وبدأ كل قائد بتنفيذ تلك المهمة في قطاعه وقضوا بقية رجب في ذلك... ،وكانت منطـقـة فلسطين بإمرة " عمرو بن العاص ".
توجه "عمروبن العاص "رضي الله عنه من بيسان إلى مدينة "سبطية " شمال غرب نابلس،
( ويذكر أن فيها قبر سيدنا زكريا عليه السلام )،
ثم يتجه منها إلى "نابلس"، ثم جنوب غرب، يفتح مدينة " اللد" ومديبنة " عمواس"،
ثم توجه جنوبًا إلى بيت "جبرين"، مرورًا بأجنادين، ثم اتجه جنوبًا وفتح "رفح "وبعد ذلك توجه بجيشه إلى القدس، وحاصرها،
ومكث في حصارها مدة طويلة، و للقدس أهمية عظمى عند المسلمين كما نعلم، لأن فيها أولى القبلتين،
وهي مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وكانت أسوار القدس عالية، وكانت حاميتها -على الرغم من صغر عددها - صابرة على القتال،
وكان قائد الروم عليها رجلا يُضْرَبُ به المثل في الدهاء والمكر،
وهو ( أرطبون) وهو ذائع الصيت، يعرفه العرب حتى قبل الفتوحات،
وضربوا به المثل في المكر والحيلة والدهاء وبعد أن أعيت عمروبن العاص رضي الله عنه كل الحيل
( على الرغم من أنه داهية العرب الذي قال عنه " عمر بن الخطاب ":
( لقد رمينا أرطبون الروم، بأرطبون العرب، فانظروا عَمَّ تنفرج )
فكّر عمرو ابن العاص في أن يحتال للأمر،
فقام بدخول القدس بنفسه، باعتباره رسولا من رسل المسلمين إلى " أرطبون" حتى يفاوضه، وغرضه
أن يدخل فيبحث عن نقطة ضعف تمكنه من اقتحام تلك المدينة الحصينة، فذهب بنفسه، وبمفرده لأرطبون،
وتحدثا سويًا حديثًا طويلا لم يرد في كتب التاريخ!،
ولكن يبدو أنه كان فيه مباراة ذكاء قوية جدًا، لدرجة أن أرطبون الروم قال بعد انتهاء المناقشة:
( والله إن هذا لعمرو، أو الذي يأخذ عمرو برأيه )،
لأنه يعرف عمرو بن العاص، ويسمع عن دهائه ومكره، أو الذي يستشيره عمرو، ففكر في قتله،
وقال إنه لن يصيب المسلمين مصيبة أعظم من هذه،
فأمر أحدَهم سرًا أن يقتله، وشعر "عمرو" بفطنته بذلك، ( وهناك من روى أن أحد العرب أَسَرَّ له بأنه سيقتل )،
ففكر: كيف يخرج من هذا المأزق؟ فقال لأرطبون: إنني واحد من عشرة أرسلنا عمر بن الخطاب،
لنعاون هذا الوالي ( يقصد عمرو بن العاص) فإن أردت أن أذهب،
وأعود إليك بالعشرة فتسمع منهم ويسمعوا منك، فإن وافقوا على رأيك، كان هو الرأي، وإن رفضوا عرفت أمرك!،
ففكر أرطبون أن عشرة أفضل من واحد، فتركه يخرج، فخرج عمرو، وبمجرد خروجه كبر المسلمون تكبيرًا شديدًا، فتعجب الروم،
وعلموا أنه (عمرو بن العاص )، وقال أرطبون: خدعني الرجل، والله إنه لأدهى الخلق.
وحمد عمرو بن العاص الله على عودته، وقال: "واللهِ لا أعودُ لمثلها أبدًا"،
واتجه عمرو ابن العاص شمالاً مرة أخرى ففتح " عسقلان" على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ثم " يافا "،
وقيل إنها استعصت عليه!!
ثم توجه إلى " قيسرية" فحاصرها فترة واستعصت عليه، ولم يستطع أن يفتحها.
وهكذا فإن في النصف الثاني من عام 15 هـ استطاع "عمرو بن العاص "
أن يفتح فلسطين كلها، باستثناء 3 مدن،
هي ( قيسيرية، ويافا، وأهمهم القدس " أولى القبلتين،ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم " )
استعصت تلك المدن على "عمرو".
الروابط المفضلة