انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 4 من 4

الموضوع: ((((الإيثار )))) للأستاذ مصطفى حسنى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الموقع
    مصر
    الردود
    253
    الجنس
    امرأة

    flower2 ((((الإيثار )))) للأستاذ مصطفى حسنى

    الإيثار
    نتحدث اليوم معا عن خلق لا يكون إلا في إنسان أحب الله ورسوله وأحبه الله ورسوله؛ لأنه لا يتخلق به إلا أصحاب القلوب التي وعت إنسانيتها ووعت دينها وتحقق لها القرب من الله، إنه خلق الإيثار الذي تكلم الحق عنه بقوله تعالى: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
    والإيثار في أبسط معانيه هو أن تؤثر منافع غيرك على منافعك، أن تحب لأخيك كما تحب لنفسك بل وأكثر مما تحب لنفسك، أن تعطي لأخيك مثل أو أكثر مما تعطي لنفسك، وبالتعبير المكتوب في الكتب: أن تفضل منافع الغير على منافع نفسك رغبة في رضاء الله.

    ولكي نتكلم عن الإيثار لا بد أن نتكلم عن الحق سبحانه وتعالى ثم عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم العلماء. فإن كنا نحب الله فلا بد وأن يكون لهذا الحب علامات تدل عليه ودلائل تثبت وجوده، وأهم هذه الدلائل هو خلق الإيثار، فكيف يحب الله إنسان أناني لا يرى إلا نفسه ولا يعرف إلا طريق مصلحته وسبحانه وتعالى يأمر نبيه أن يوجِّه أهل محبته بقوله تعالى: "قُلِ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم". والنبي أكثر خلق الله إيثارا لأمته، فكيف لا أتَّبعه في هذا الخلق النبيل وأستطيع بعدها أن أدَّعي أنني أحب الله؟!

    وقد تكلم "ابن القيم" عن علامات محبة ربنا فقال: "إن هناك علامتين أولاهما أن يسترخص العبد كل تضحية في سبيل محبوبه، والعلامة الأخرى أن يخالف هواه وإرادته ويجعل إرادته تابعة لإرادة حبيبه". وأعظم الأمثلة في الأولى، هم أهل الشهادة الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الله. وأما الثانية فأن أتنازل عمّا أحب من ملذات الحياة لأجل من أحب وهو الله فأنفق الغالي والنفيس وأعطي لخلقِه ما يعز عليّ تقربا له سبحانه ومخالفة لهوى نفسي التي تأمرني بتحقيق كل شهواتها ولو على حساب الآخرين.

    ولنا في رسول الله قدوة حسنة فها هو رسولنا الكريم يجلس على فراش زوجته السيدة عائشة ويا سعادتها عندما يجلس الرسول بجوارها، لكنها تجده يقول لها: "دعيني أقوم بين يدي ربي ساعة.. فقالت: يا رسول الله إني أحبك بجواري ولكني أحب ما تُحبُ على ما أحبُ".. هل من إيثار أكبر وأعظم من هذا؟ وسبحانه القائل: "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ". أي أن ننفق مما نحب في سبيل من نحب.

    ولقد قسّم بعض العلماء خلق الإيثار إلى مراتب ودرجات، فقد قال الإمام "ابن القيم" رحمه الله تعالى:
    الأولى :أن تُؤْثِرَ الخلقَ على نفسك فيما يرضي الله ورسوله وهذه هي درجات المؤمنين من الخلق، والمحبين من خلصاء الله.
    الثانية: إيثارُ رضاء الله على رضاء غيره وإن عظُمت فيه المحن، ولو أغضب الخلْق. وهي درجة الأنبياء، وأعلاها لِلرسل عليهم صلوات الله وسلامه.
    ولنعلم يا أحبائي أن الإيثار رأس كل سعادة وقوام كل خلق طيب. وبدونه لن نستطيع أن نسلك إلى الله سبيلا ولا نجد من الله عونا وتثبيتا. ولو دققنا النظر لوجدنا أن عدم وجود الإيثار وحده كفيل بأن يكون سببا في هدم البيوت وتشريد الأسر وضياع الأمم وعداوة الخلق لبعضهم البعض. ولنحذر الأثرة –الأنانية- وهي حب النفس، وتفضيلها على الآخرين، فهي عكس الإيثار، وهي صفة ذميمة نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم. فما أقبح أن يتصف الإنسان بالأنانية وحب النفس، وما أجمل أن يتصف بالإيثار وحب الآخرين.

    ولأعطيكم صورة من الإيثار أذكر لكم ما روي عن أنه اجتمع عند "أبي الحسن الأنطاكي" أكثر من ثلاثين رجلا، ومعهم أرغفة قليلة لا تكفيهم، فقطعوا الأرغفة قطعًا صغيرة وأطفئوا المصباح، وجلسوا للأكل، فلما رُفعت السفرة، فإذا بالأرغفة كما هي لم ينقص منها شيء؛ لأن كل واحد منهم آثر أخاه بالطعام وفضله على نفسه، فلم يأكلوا جميعًا.

    وها هو "قيس بن سعد بن عبادة" ابن سيد سادات الأنصار مرض فلم يجد أحدا يزوره فسأل خادمه لمَ لا يزورني أحد؟ فقال له لأنك كريم وأقرضت أصحابك فاستحوا أن يأتوا وهم مقترضون منك وليسوا في يسر لسداد الدين!! فقال "قيس بن سعد بن عبادة" بئس هذا المال الذي يمنع زيارة الإخوان! ليقُم المنادي فينادي في الناس أنه من كان عليه لي مال فهو في حِلٍّ من أمري.. يقول راوي هذه القصة فما أمسى إلا وانكسرت عتبة داره بسبب كثرة الزيارة.

    إننا لا نقول لكم لا تأخذوا لأنفسكم شيئا وإنما نقول ضحوا بشيء مما تحبوه لأنفسكم في سبيل الله، ولأننا نعامل الله في خلقه ولأنه غير محتاج لما في أيدينا ولكن إخواننا هم من يحتاجون إلينا فإننا نوصي بإخواننا في الله أن نعامل الله فيهم ونفضلهم علينا في بعض ما نحب ومن فعلها سيجد من الله أعظم مما يحب.. "مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".
    فاللهم قنا شر غفلتنا وأنانيتنا وحبنا الأعمى لأنفسنا.
    وقنا شُحها وأعِنّا على أن نوردها مورد الرضا منك بإيثار ما تُحب على ما نحب..
    فكل شيء هالك إلا وجهك "... ومَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ".
    مصطفى حسني
    منقول من موقع www.mustafahosny.com

  2. #2
    بداية داعية's صورة
    بداية داعية غير متواجد كبار الشخصيات"نبض وعطاء " "نجمة الدعوة " مبدعة صيف 1429هـ
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الردود
    4,131
    الجنس
    امرأة
    بارك الله ُ فيكِ وجزاكِ الله ُ خيرا ً
    وجزى الله الأستاذ الفاضل خير الجزاء
    ولأعطيكم صورة من الإيثار أذكر لكم ما روي عن أنه اجتمع عند "أبي الحسن الأنطاكي" أكثر من ثلاثين رجلا، ومعهم أرغفة قليلة لا تكفيهم، فقطعوا الأرغفة قطعًا صغيرة وأطفئوا المصباح، وجلسوا للأكل، فلما رُفعت السفرة، فإذا بالأرغفة كما هي لم ينقص منها شيء؛ لأن كل واحد منهم آثر أخاه بالطعام وفضله على نفسه، فلم يأكلوا جميعًا.

    وها هو "قيس بن سعد بن عبادة" ابن سيد سادات الأنصار مرض فلم يجد أحدا يزوره فسأل خادمه لمَ لا يزورني أحد؟ فقال له لأنك كريم وأقرضت أصحابك فاستحوا أن يأتوا وهم مقترضون منك وليسوا في يسر لسداد الدين!! فقال "قيس بن سعد بن عبادة" بئس هذا المال الذي يمنع زيارة الإخوان! ليقُم المنادي فينادي في الناس أنه من كان عليه لي مال فهو في حِلٍّ من أمري.. يقول راوي هذه القصة فما أمسى إلا وانكسرت عتبة داره بسبب كثرة الزيارة.


    مواقف راائعة جداً جداً
    وفى نفس الوقت يندى منها الجبين خجلا ً مما نحن فيه الآن من صراع وأكل حقوق الغير بالباطل ،
    وتنافس غير شريف فى إذلال الناس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الموقع
    العراق
    الردود
    4,267
    الجنس
    امرأة
    بارك الله فيك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الموقع
    رياض الخير
    الردود
    815
    الجنس
    أنثى

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 6
    اخر موضوع: 05-01-2010, 08:59 AM
  2. الحياء / مصطفى حسني
    بواسطة أنا أم عبدالله في روضة السعداء
    الردود: 4
    اخر موضوع: 08-05-2009, 07:20 PM
  3. ((( الأمانة ))) للأستاذ مصطفى حسنى
    بواسطة أنا أم عبدالله في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 03-05-2009, 04:29 PM
  4. الردود: 8
    اخر موضوع: 07-03-2009, 01:19 AM
  5. كتب يرشحها الداعية مصطفى حسني مع روابطها
    بواسطة choose_allah في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 15-01-2009, 03:15 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ