بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمدلله ذي الفضل والإحسان،جعل الحياء شعبه من شعب الإيمان،واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
واشهد ان محمداً{ صلى الله عليهِ وسلم }نبيه ورسوله
اما بعد:
فإن الحياء خصلةً حميده،تكف صاحبها عما لا يليق
وقد قال النبي{صلى الله عليهِ وسلم}:
إن الحياء لا يأتي إلا بخير{رواه البخاري}
واخبر انه شعبه من شعب الايمان.فعن ابي هريره-رضى الله عنه-انه {صلى الله عليه وسلم} قال:
الإيمان بضع وسبعون شعبه او بضع وستون شعبه،فأفضلها قول لا إله إلا الله،وأدناها إماطه الأذى عن الطريق،والحياء شعبه من الإيمان.{رواه البخارى}
والحياء خلق فاضل يبعث على ترك القبائح ،ويمنع من التفريط في حق الغير.
أنواع الحياء:
الحياء بين العبد وربهِ:
فيستحي العبد من ربهِ أن يراه يعصيه ويخالفه
ويكون الحياء بحفظ الجوارح عن معاصي الله،وبتذكر الموت،وتقصير الأمل في الدنيا،وعدم الإنشغال عن الاخره بملاذ الشهوات والإنسياق وراء الدنيا وقد جاء عن النبي {صلى الله عليهِ وسلم}"من استحيا من الله استحيا الله تعالى منه "
كذلك الحديث الذي جاء في سنن الترمذي مرفوعا أن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال:
استحيوا من الله حق الحياء، قالوا: إنا نستحي يا رسول الله،قال: ليس ذلك،ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى،وليحفظ البطن وما حوى،وليذكر الموت والبلى،ومن أراد الاخره ترك زينه الدنيا،فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء.
أما حياء الرب من عبدهِ فهو حياء كرم وجود وبر وجلال
فانه سبحانه وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده اذا رفع إليه يديهِ أن يردهما صفرا،ويستحي أن يعذب ذا شيبه شابت في الاسلام.
الحياء بين العبد وبين الناس:
فهو ان يكف العبدعن فعل ما لا يليق به،فيكره أن يطلع الناس منه على عيب ومذمه فيكفه الحياء عن ارتكاب القبائح ودناءه الاخلاق،
والذي يستحي من الناس لابد ان يبتعد عن سيئ الخصال فلا يكون سباباً،ولا نماماً او مغتاباً،ولا يكون فاحشاً او متفحشاً،ولا يجاهر بمعصيه،ولا يتظاهر بحسن الخلق وفي داخله عكس ذلك
فحياءه من الله يمنعه من فساد الباطن،وحياءه من الناس يمنعه من ارتكاب القبيح والاخلاق الدنيئه
وكما قال النبي {صلى الله عليه وسلم} إن مما أدرك الناس من كلام النبوه الاولى:إذا لم تستح فاصنع ما شئت
{رواه البخاري}
ومعناه ان لم يستحيالعبد صنع ما شاء من القبائح والنقائص فان المانع له من ذلك الحياء وهو غير موجود
ومن لم يكن له حياء انهمك في كل فحشاء ومنكر
وعن ابن عباس قال:الحياء والايمان في قرن،فإذا نزع الحياء تبعه الاخر
ومن قله الحياء وضعف الغيره في قلوب الرجال في هذا الزمان استقدامهم النساء الاجنبيات او الكافرات وخلطهم مع عوائلهم داخل بيوتهم وجعلهن يزاولن الاعمال بين الرجال وربما يستقبلن الزائرين ويقمن بصب القهوه للرجال
او استقدامهم سائقين يطلعون على محارمهم ويختلون مع مع نسائهم في البيوت وفي السيارات فأين الغيره واين الحياء؟؟؟؟؟؟؟؟
ومن ذهاب الحياء اليوم في بعض الحريم ما ظهر على البعض منهم من عدم التستر والحجاب والخروج الى الاسواق متطيبات متجملات لا يبالين بنظر الرجال إليهن بل ربما يفتخرن بذلك والعياذ بالله.
وكذلك ذهاب الحياء باستماع الاغاني والمزامير من الاذاعات واشرطه التسجيل
واين الحياء ممن يشتري الافلام الخليعه ويعرضها في بيته امام نسائه واولاده بما فيها من مناظر الفجور وقتل الاخلاق
أين الحياء ممن ضيعوا اولاده في الشوارع يخالطون من شاؤوا ويصاحبون ما هب ودب من ذوي الاخلاق السيئه او يضايقون الناس في الطرقات،او يهددون حياتهم بالعبث بالسيارات وبما يسمونه { التفحيط}
أين الحياء من المدخن الذي ينفث الدخان من فمه في وجوه جلسائه ومن حوله فيخنق انفاسهم ويملأ مشامهم من نتنهِ ورائحتهِ الكريهه؟؟!!؟؟
أين الحياء من التاجر الذي يخدع الزبائن،ويغش السلع،ويكذب على الناس
فاتقوا الله عباد الله وراقبوا الله في تصرفاتكم
قال تعالى:
{إن الذينَ يخشونَربهم بالغيبِ لهم مغفره وأجرُ كبيرُ،وأسروا قولكم أوِِِِِِِِِ إجهروا بهِ إنهُ عليم بذات الصدور،ألا يعلمُ من خلق وهو اللطيف الخبير} <سوره الملك ايه 12-14>
ارجوا ان لا اكون واياكم من هؤلاء وان نتحلى بالحياء والايمان ابدا ما حيينا ونبتعد عن كل ما يغضب الله وان نتحلى باخلاق القران واخلاق نبي الهدايه والرحمه
{محمد}
صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
فقد اخبرنا الله تعالى في كتابه العزيز عن اخلاقه الكريمه فقال تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}
ارجو ان اكون قد افدتكم بهذا الموضوع
وجزا الله كل من يقرأه ويدعوا لي ولوالدي
ودمتم بحفظ الله ورعايته
رد مع الاستدلال
كتبت بواسطة إشراق المغربية
الروابط المفضلة