عن أبي هريرة رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أعمار أمتي ما بين ستين إلى سبعين وأقلهم من يجوز ذلك ) " رواه الترمذي وابن ماجه وإسنه حسن " ..
رأينا نسبة عمر الإنسان في المرحلة الراهنة تساوي ما بين أربعين إلى خمسين سنة , فلنفترض عمر الإنسان (63) سنة بدلاً من (40) أو (50) سنة , لأن نبينا صلى الله عليه وسلم - كان عمره (63) سنة تقريباً ..
فهيـــــــــا لكـي نـرى كيــف تفنــــــــي وتمضي هذه الحياة الفانيــــــــة ..
كما تعلم أن القانون العالمي هو أن يعمل الإنسان (8) ساعات يومياً , وتعلم أيضاً أن اليوم يساوي (24) ساعة , فإذا حسبنا مدة النوم (8) ساعات يومياً في (63) سنة نرى أننا قد صرفنا في العمل (21) سنة ..
وكذلك لأن يحافظ الإنسان على صحته وفق أصول الطب : يحتاج إلى النوم (8) ساعات يومياً , فإذا حسبنا مدة النوم (8) ساعات يومياً خلال (63) سنة , فنكون قد صرفنا 21+21= 42 سنة في العمل والنوم من مجموع عمر الإنسان المفترض ..
وكلنا نعلم أن الإنسان غير مكلف بالشريعة إلى (12) أو (13) سنة من عمره , وهو حد البلوغ تقريباً , يصرفه الطفل في اللهو واللعب ..
وإذا جمعنا (42) مع (13) ينة فأصبح ما مضى من العمر 42+ 13 = (55) سنة فقضى العبد هذه الحياة بعضها في الطفولة , وبعضها في النوم , وبعضها في العمل أليـــــــس كذلك يا عبد الله !؟
فما بقي من عمرك الآن إلا (8) سنوات فهل تمضي هذه المدة الباقية كلها في العبادة ؟! الجواب : كــــلا , لا تمضي في العبادة إلا قليلاً كما ستراه إن شاء الله ..
لأن كثيراً من المسلمين اليوم لا يصلون بل ولا يقربون الصلاة ( إلا من رحم الله) ..
تمضي هذه السنوات الثمانية الباقية لنا مع الأهل والأقارب , وفي الحوائج المتعلقة بحياة الإنسان , والمصلي الذي يؤدي (5) صلوات يومياً , يصرف في أداءها ساعة واحدة أو بالكثير ساعة ونصف من مجموع (24) ساعة في اليوم والليلة , وأما غير المصلي فإلى الله المشتكى من غفلته , وهو لا يليق بأن نذكره .. { كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون } المرسلات : (46) .
أخـــــــواتي .. حللي بنفسك وستري أن المصلي المحافظ على الصلوات الخمس يصرف في عبادة ربه سنتين وسبعة أشهر وخمسة عشر يوماً من مجموع (63) سنة .
تأملي !! كم الوقت والساعات نصرفها في حوائجنا وشهواتنا النفسية ؟ وكم من الوقت والساعات نصرفها في العبادة وقد قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } الذاريات : 56 ..
للأســـــف !! نعبد ربنا سنتين أو ثلاث ( وهم الذين يصلون والله أعلم من تقبل منهم ) من مجموع ما أعطينا من العمر ( أما من لا يصل فلا يصرف لربه ولا دقيقة , بل يصرف حياته للبطن ولكسب حطام الدنيا , وقال النبي – صلى الله عليه وسلم : ( ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ) أي تراب القبر .. متفق عليه ..
أخــــــواتي جعل الله سبلاًعديدة يسيرة نستطيع من خلالها الحصول على أكبر قدر ممكن من الأجر والثواب , جعل الله ثواب بعض كلمات نقولها بعد الإخلاص ورحمة الله الجنـــــــة ..
{ إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون } غافر : (61) وقال تعالى : { وقليل من عبادي الشكور } سبأ : (13) ..
فأما الذين قد أثنى الله عليهم من فوق سبع سموات من العلماء والأولياء والصلحاء وأهل الله فليس هذا تحليل عمرهم , هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون , وهل يستوي الأعمى والبصير , وهل تستوي الظلمات والنور , كــــلا , لا يستويان مثلاً , فإن قيامهم وقعودهم وذهابهم , وإيابهم , وأكلهم , وشربهم , ومنعهم وعطاءهم , وحركاتهم وسكناتهم , حتى نومهم : كلها لله رب العالمين .. { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له } الأنعام : (62) ..
الروابط المفضلة