انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 6 من 6

الموضوع: ▪▪▪ حـملة لنكن أوفيـاء..[حُكم سَب الصَحابة].. لصحب خاتم الأنبياء ▪▪▪

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الموقع
    [ جئتُ مِن كُلِ منافي العُمرْ أنامُ على نفسي مِن تَعبي ]
    الردود
    8,661
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • متميزة صيف 1429هـ"شهد القصيد" بيان ساحر"أميرة الكلمة" "قلم الإخاء الفوّاح" أنيقة البيان

    ▪▪▪ حـملة لنكن أوفيـاء..[حُكم سَب الصَحابة].. لصحب خاتم الأنبياء ▪▪▪

    { .. تَزكية


    :

    :

    إن الصَحابة هُم رفقاء نبينا مُحمد ـ صلى الله عليهِ وسَلم ـ

    وأهلُ محبته ومن رافقوه في دعوتِه

    وقد أثنى عليهم القرآن وأعلى منزلتهم

    ومن واجبات العقيدة حُبهم والدفاع عنهم

    وعن كُل من تعرضَ لهم بهمزٍ ولمز

    وإن من المؤلم أن يأتي من يسبهم

    وينتقص من قدرهم ،

    يغلي قلبه حِقداً

    وتضوعُ رائِحة التشفي من خلفِ مقاصده النتنة

    وقد أجمع العُلماء على كُفر من سبهم

    قال ابن تيمية:

    " إن كان مستحلاً لسب الصحابة رضي الله تعالى عنهم فهو كافر" .

    وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله:

    " من سبَّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "


    وسُئل الإمام أحمد عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله تعالى عنهم أجمعين فقال: ما أراه على الإسلام.

    وقال الإمام مالك رحمه الله تعالى: من شتم أحداً من أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية

    أو عمرو بن العاص، فإن قال كانوا على ضلال وكفر قُتل.

    قال الشيخ محمّد بن عبد الوهاب:

    فمن سبهم فقد خالف ما أمر الله تعالى من إكرامهم،

    ومن اعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم

    فقد كذّب الله تعالى فيما أخبر من كمالهم

    وفضلهم ومكذبه كافر.
    أما من قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى

    عنها فإنَّه كذّب بالقرآن الذي يشهد ببراءتها،

    فتكذيبه كفر،

    والوقيعة فيها تكذيب له،

    ثم إنها رضي الله تعالى عنها فراش النبي صلى الله عليه وسلم والوقيعة فيها تنقيص له، وتنقيصه كفر.

    قال ابن كثير عند تفسيره قوله تعالى:

    { إنَّ الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لُعنوا في الدُّنيا والآخرة ولهم عذابٌ عظيمٌ}

    وقد أجمع العلماء رحمهم الله تعالى قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في الآية فإنه كافر، لأنه معادن للقرآن.

    جاء في كتاب الكبائر للإمام الحافظ شمس الدين الذهبي

    -رحمه الله- :

    سب أحد من الصحابة -رضوان الله عليهم-

    ثبت في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قال : يقول الله تعالى :

    " من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب "
    و قال -صلى الله عليه و سلم- :

    " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم و لا نصفيه "

    (مخرج في الصحيحين) .

    و قال -صلى الله عليه و سلم- :

    " الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضًا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم و من أبغضهم فببغضي أبغضهم ، و من آذاهم فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله ، و من آذى الله فقد أوشك أن يأخذه "
    أخرجه الترمذي .

    ففي الحديث و أمثاله بيان حالة من جعلهم غرضًا بعد رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و سبهم و افترى عليهم و كفرهم و اجترأ عليهم .

    و قوله -صلى الله عليه و سلم- : " الله الله" كلمة تحذير و إنذار كما يقول المحذر النار النار أي : احذروا النار ،

    و قوله :

    " لا تتخذوهم غرضًا بعدي"

    أي لا تتخذوهم غرضًا للسب و الطعن ،

    كما يقال : اتخذ فلانًا غرضًا لسبه أي هدفًا للسب ،

    و قوله : " فمن أحبهم فبحبي أحبهم و من أبغضهم فببضغي أبغضهم "

    فهذا من أجل الفضائل والمناقب لأن محبة الصحابة لكونهم صحبوا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و نصروه

    و آمنوا به و عزروه و واسوه بالأنفس و الأموال ،

    فمن أحبهم فإنما أحب النبي -صلى الله عليه و سلم- .

    فحب أصحاب النبي -صلى الله عليه و سلم- عنوان محبته و بغضهم عنوان بغضه ، كما جاء في الحديث الصحيح

    " حب الأنصار من الإيمان و بغضهم من النفاق" ،

    و ما ذاك إلا لسابقتهم و مجاهدتهم أعداء الله بين يدي رسول الله -صلى الله عليه و سلم-

    و كذلك حب علي -رضي الله عنه- من الإيمان

    و بغضه من النفاق ،

    و إنما يعرف فضائل الصحابة -رضي الله عنهم-

    من تدبر أحوالهم و سيرهم و آثارهم في حياة رسول الله

    -صلى الله عليه و سلم-

    و بعد موته من المسابقة إلى الإيمان

    و المجاهدة للكفار و نشر الدين و إظهار شعائر الإسلام ،

    و إعلاء كلمة الله و رسوله

    و تعليم فرائضه و سننه ،

    و لولاهم ما وصل إلينا

    من الدين أصل و لا فرع ،

    و لا علمنا من الفرائض

    و السنن سنة و لا فرضًا

    و لا علمنا من الأحاديث و الأخبار شيئًا .

    فمن طعن فيهم أو سبهم فقد خرج من الدين و مرق من ملة المسلمين ،
    لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم

    و إضمار الحقد فيهم و إنكار ما ذكره الله تعالى في كتابه

    من ثنائه عليهم ،

    و ما لرسول الله -صلى الله عليه و سلم-

    من ثنائه عليهم و فضائلهم و مناقبهم و حبهم ،

    و لأنهم أرضى الوسائل من المأثور و الوسائط من المنقول ،

    و الطعن في الوسائط طعن في الأصل ،

    و الازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول ،

    هذا ظاهر لمن تدبره و سلم من النفاق و من الزندقة و الإلحاد في عقيدته ،

    و حسبك ما جاء في الأخبار و الآثار

    من ذلك كقول النبي -صلى الله عليه و سلم- :

    " إن الله اختارني و اختار لي أصحابًا ،

    فجعل لي منهم وزراء و أنصارًا و أصهارًا فمن سبهم فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ،

    لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا و لا عدلاً ".
    و عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال :

    قال أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم-

    " إنا نُسَبْ ، فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :

    " من سب أصحابي فعليه لعنة الله

    و الملائكة و الناس أجمعين ".
    و عنه قال :

    قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-

    :" إن الله اختارني و اختار لي أصحابي و جعل لي أصحابًا و إخوانًا و أصهارًا ، و سيجيء قوم بعدهم يعيبونهم

    و ينقصونهم فلا تواكلوهم و لا تشاربوهم و لا تناكحوهم و لا تصلوا عليهم و لا تصلوا معهم ".

    و عن ابن مسعود -رصي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-
    :" إذا ذكر أصحابي فأمسكوا ،

    و إذا ذكر النجوم فأمسكوا ، و إذا ذكر القدر فأمسكوا " .

    قال العلماء : معناه من فحص عن سر القدر في الخلق ، و هو : أي الإمساك علامة الإيمان و التسليم لأمر الله ،

    و كذلك النجوم و من اعتقد أنها فعالة أو لها تأثير من غير إرادة الله عز و جل فهو مشرك ،

    و كذلك من ذم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بشيء و تتبع عثراتهم و ذكر عيبًا

    و أضافه إليهم كان منافقًا .
    اللهم إنَا نسألكَ حُبك وحُب من يُحبكْ

    اللهم اجمعنا في أعالي الجنان مع الرسولِ وصحبة .
    .
    وَحدها الابتسامة تَصنعنا َجمالاً
    وتُهديناَللأماني !!

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الموقع
    في قلب أعظم أب_ربي يرحمه _
    الردود
    9,211
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    1
    التكريم
    إن أولى ما نظر فيه الطالب ، وعني به العالم بعد كتاب الله -عز وجل- سنن رسوله -صلى لله عليه وآله وسلم- فهي المبيِّنة لمراد الله -عز وجل- من مجملات كتابه ، والدالة على حدوده ، والمفسرة له ، والهادية إلى الصراط المستقيم صراط الله مَن اتبعها اهتدى ،ومن سُلبها ضل وغوى وولاه الله ما تولى ، ومِن أَوكد آلات السنن المعينة عليها ، والمؤدية إلى حفظها معرفة الذين نقلوها عن نبيهم -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الناس كافة ، وحفظوها عليه ،وبلغوها عنه ، وهم صحابته الحواريون الذين وعوها وأدوها ناصحين محسنين حتى أكمل بما نقلوه الدين ، وثبت بهم حجة الله -تعالى -على المسلمين فهم خير القرون ، وخير أمة أخرجت للناس ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم ، وثناء رسوله -عليه السلام- ، ولا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته ، ولا تزكية أفضل من ذلك ، ولا تعديل أكمل منه قال الله تعالى ذكره ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود)( الفتح: 29) " [1]

    " والصحابة أبر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، وأقومها هديا ، وأحسنها حالا اختارهم الله لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وإقامة دينه " . كما قاله ابن مسعود _رضي الله عنه_ [2] . "فحبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة "[3]


    وهم صفوة خلق الله تعالى بعد النبيين -عليهم الصلاة والسلام- فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ في قول الله عز وجل ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ) (النمل:59) قال : أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- [4].


    وقال سفيان في قوله عز وجل ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ)(الرعد: 28) قال : هم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- .[5]


    وعن وهب بن منبه -رحمه الله -في قوله تعالى ( بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ) (عبس:16) قال هم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-[6].


    وقال قتادة في قوله تعالى ( يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِه)(البقرة:121) هم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -آمنوا بكتاب الله وعملوا بما فيه [7].


    وقال ابن مسعود _رضي الله عنه_ " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوبَ أصحابهِ خيرَ قلوبِ العبادِ فجعلهم وزراءَ نبيهِ يُقاتِلون على دينه " [8] والصحابي هنا هو مَن لقي النبي -صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به ، ومات على ذلك . فقد جاء في حديث قيلة العنبرية -رضي الله عنها- : خرجت أبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [9] .


    وقد ورد في فضلهم آيات وأحاديث كثيرة منها : قوله تعالى ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100)


    وقال تعالى ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18)


    وقال تعالى ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح : 29)


    وفي آيات عديدة ذكرهم الله تعالى وترضى عنهم .


    ومما جاء في السنة :


    عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ) [10] " وسبب تفضيل نفقتهم أنها كانت في وقت الضرورة ، وضيق الحال بخلاف غيرهم ، ولأن إنفاقهم كان في نصرته -صلى الله عليه وسلم- ، وحمايته ، وذلك معدوم بعده ، وكذا جهادهم وسائر طاعتهم ، وقد قال تعالى ( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً )(الحديد:10) وهذا كله مع ما كان فيهم في أنفسهم من الشفقة ، والتودد ، والخشوع ، والتواضع ، والإيثار ، والجهاد في الله حق جهاده ، وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ، ولا ينال درجتها بشيء ، والفضائل لا تؤخذ بقياس ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " ا.هـ [11]


    وقال البيضاوي _رحمه الله تعالى_ : " معنى الحديث لا ينال أحدكم بإنفاق مثل أحد ذهبا من الفضل والأجر ما ينال أحدهم بإنفاق مد طعام أو نصيفه ، وسبب التفاوت ما يقارن الأفضل من مزيد الإخلاص ، وصدق النية ) ا.هـ [12] " مع ما كانوا من القلة ، وكثرة الحاجة والضرورة " [13] وقيل " السبب فيه أن تلك النفقة أثمرت في فتح الإسلام ، وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها ، وكذلك الجهاد بالنفوس لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين لقلة عدد المتقدمين ، وقلة أنصارهم فكان جهادهم أفضل ، ولأن بذل النفس مع النصرة ، ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها " ا.هـ [14] .


    ومما جاء في فضلهم -رضي الله عنهم- حديث ابن مسعود _رضي الله عنه_ عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) [15] " وإنما صار أول هذه الأمة خير القرون ؛ لأنهم آمنوا به حين كفر الناس ، وصدقوه حين كذبه الناس ، وعزروه ، ونصروه ، وآووه ، وواسوه بأموالهم وأنفسهم ، وقاتلوا غيرهم على كفرهم حتى أدخلوهم في الإسلام " ا.هـ [16] .


    ومما جاء في فضلهم ما رواه أبو بردة _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - (النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ) [17]" وهو إشارة إلى الفتن الحادثة بعد انقراض عصر الصحابة من طمس السنن وظهور البدع وفشو الفجور في أقطار الأرض " [18] .


    وها هو أمير المؤمنين علي _رضي الله عنه_ يصف حال الصحابة فعن أبي راكة قال : صليت خلف علي صلاة الفجر فلما سلم انفلت عن يمينه ثم مكث كأن عليه الكآبة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح قال : لقد رأيت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فما أرى اليوم شيئا يشبههم كانوا يصبحون ضمرا شعثا غبرا بين أعينهم أمثال ركب المعزى قد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتاب الله ويراوحون بين جباههم وأقدامهم فإذا أصبحوا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجر في يوم الريح فهملت أعينهم حتى تبتل ثيابهم .[19]


    الوعيد الشديد فيمن آذى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم


    عن عبد الله بن مغفل المزني _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( الله الله في أصحابي الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ) [20] قال المناوي _رحمه الله تعالى_ " ( الله الله في حق أصحابي ) أي اتقوا الله فيهم ، ولا تلمزوهم بسوء ، أو اذكروا الله فيهم وفي تعظيمهم وتوقيرهم ، وكرره إيذانا بمزيد الحث على الكف عن التعرض لهم بمنقص ( لا تتخذوهم غرضا ) هدفا ترموهم بقبيح الكلام كما يرمى الهدف بالسهام هو تشبيه بليغ ( بعدي ) أي بعد وفاتي " ا.هـ ( [21] .


    وعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( مَن سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) [22] .


    موقف السلف الصالح من الصحابة الكرام


    لقد عرف السلف الصالح فضل الصحابة الكرام وبيَّنوا ذلك وردوا على كل من أراد انتقاصهم _رضي الله عنهم_ قال ابن عمر _رضي الله عنهما_ " لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عُمره " [23].


    وجاء رجل إلى عبد الله بن المبارك وسأله أمعاوية أفضل أو عمر بن عبد العزيز فقال " لتراب في منخري معاوية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز " [24].


    وجاء رجل إلى الإمام أبي زرعة الرازي -رحمه الله- فقال : يا أبا زرعة أنا أبغض معاوية . قال : لِمَ ؟ قال : لأنه قاتَل عليا . فقال أبو زرعة : إن ربَّ معاوية ربٌّ رحيم وخصمَ معاوية خصمٌ كريم فما دخولك أنت بينهما _رضي الله عنهم_ أجمعين [25] .


    وقال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- " إذا رأيت رجلا يذكر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء فاتهمه على الإسلام " [26] وقال –رحمه الله تعالى- " لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فان تاب قبل منه وإن ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع " [27]


    وقال بشر بن الحارث _رحمه الله تعالى_ " مَن شتم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر وإن صام وصلى وزعم أنه من المسلمين " [28] . ولعل كثيرا من الكتاب ممن في قلوبهم مرض الذين ينتقصون أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم – في الصحف وغيرها يرون أن الوقت لم يحن بعد لانتقاص القرآن والسنة فرأوا أن تقليل شأن الصحابة الكرام عند الناس هو من أخصر الطرق لرد الكتاب والسنة كما قال أبو زرعة _رحمه الله تعالى_ " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليُبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة " ا.هـ [29] .


    وقال السرخسي _رحمه الله تعالى_ " فمن طعن فيهم فهو ملحد منابذ للإسلام دواؤه السيف إن لم يتب " ا.هـ [30] .


    وقال الإمام محمد بن صُبيح بن السماك _رحمه الله تعالى_ لمن انتقص الصحابة " علمتَ أن اليهود لا يسبون أصحاب موسى -عليه السلام- وأن النصارى لا يسبون أصحاب عيسى -عليه السلام- فما بالك ياجاهل سببت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ؟ وقد علمتُ من أين أوتيتَ لم يشغلك ذنبك أما لو شغلك ذنبك لخفت ربك ، ولقد كان في ذنبك شغل عن المسيئين فكيف لم يشغلك عن المحسنين ؟ أما لو كنت من المحسنين لما تناولت المسيئين ، ولرجوت لهم أرحم الراحمين ، ولكنك من المسيئين فمن ثَمَّ عبت الشهداء والصالحين ، أيها العائب لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- لو نمتَ ليلك ، وأفطرت نهارك لكان خيرا لك من قيام ليلك ، وصوم نهارك مع سوء قولك في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فويحك لا قيام ليل ، ولا صوم نهار ، وأنت تتناول الأخيار فأبشر بما ليس فيه البشرى إن لم تتب مما تسمع وترى .. وبم تحتج يا جاهل إلا بالجاهلين ، وشر الخلف خلف شتم السلف لواحد من السلف خير من ألف من الخلف " ا.هـ [31] .


    وقال ابن الصلاح _رحمه الله تعالى_ " إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة , ومَن لابس الفتن منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يُعتد بهم في الإجماع " ا.هـ ( [32] .


    ذكر فضلهم في كتب العقائد رفعا لشأنهم وعلوا لمنزلتهم :


    قال الطحاوي _رحمه الله تعالى_ " ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا نُفرط في حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم ، وبغير الحق يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير ، وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان " ا.ه[33].


    وذكر الحميدي _رحمه الله تعالى_ أن من السنة " الترحم على أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- كلهم فإن الله عز وجل قال ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ )(الحشر:10) فلم نؤمر إلا بالاستغفار لهم ، فمن سبهم أو تنقصهم أو أحدا منهم فليس على السنة وليس له في الفيء حق ، أخبرنا غير واحد عن مالك بن أنس " ا.ه[34]


    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_ " ويمسكون عما شجر من الصحابة ، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زيد فيه ، ونقص ، وغُيِّرَ عن وجهه ، والصحيح منه هم فيه معذورون ؛ إما مجتهدون مصيبون ، وإما مجتهدون مخطئون ... ، ولهم من السوابق ، والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم ؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم ... ثم القَدْر الذي يُنكر من فعل بعضهم قليل نزر مغفور في جنب فضائل القوم ، ومحاسنهم من الإيمان بالله ، ورسوله ، والجهاد في سبيله ، والهجرة ، والنصرة ، والعلم النافع ، والعمل الصالح ، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة ، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم ، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم ، وأكرمها على الله " ا.هـ [35]


    وفي الختام لا نقول إلا كما قال الله تعالى (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) اللهم ارض عن أصحاب نبيك أجمعين واحشرنا وإياهم في زمرة سيد المرسلين والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


    كتبه د. نايف بن أحمد الحمد






  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الموقع
    { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
    الردود
    9,862
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    3
    التكريم
    • (القاب)
      • متألقة صيف 1432هـ
      • نبض وعطاء
      • نبض الحوار
    (أوسمة)
    ...

    أنين الأمة & عزوتي أبوي

    رفع ربي قدركما
    وجزاكما خير الجزاء

    دفاعكم عن صحبة النبي صلى الله عليه وسلم دين وعبادة
    وإنه لشرف لكل من ينتمي لهذه الأمة أن يدافع عن المؤمنين

    ليتهم يتعظون أولئك القوم الذين يسبون ويطعنون
    ولو تأملوا لعلموا أنهم إنما يطعنون في الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم

    أحبتي ما أروع القلوب لما تتوحد لأجل نصرة الحق
    بحق أثلجتما الصدر
    وكنتما خير معين بعد الله تعالى على نصرة الصحب رضي الله عنهم وأرضاهم

    ,’, ’,’ ,’,
    :


    ()
    :

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الموقع
    في نسماتِ الروح مع كتاب الله ♥
    الردود
    8,790
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    7
    التكريم
    • (القاب)
      • الإصرار على النجاح متألقة صيف 1432هـ
      • متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ
      • نبض وعطاء
    (أوسمة)
    وعليكم السلام ورحمة الله بركاته

    والصلاة والسلام على من لا نبى بعده
    وعلى أله وصحبه وسلم

    من فرق بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
    وقالوا نؤمن بعضهم ونكفر ببعض فؤلائك عليهم لعنة الله وغضبه
    لو تفكروا قليلاً لعلموا أن من صحب الرسول الحبيب
    فيجب علينا محبتهم وإحترامهم والبعد عن كل شئ يؤذيهم

    بارك الله فيكم أخواتى الغاليات

    أنين ...وعزوتى
    حملة مباركة

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الموقع
    في قلب أعظم أب_ربي يرحمه _
    الردود
    9,211
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    1
    التكريم
    حياكم ربي
    فوفو
    كل الشكر لقلبك وجزيتِ كل خير
    جمعنا الرحمن في جنان الخلوووود..

    ايمان ..

    جزيتِ خيرا غاليتي
    كلي شوق و أمل لرجعتك شقيقة الروح()


    اللهم أجعل قرّة عيني قرير
    عين
    في عليين ياحي ياقيوم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الموقع
    [ جئتُ مِن كُلِ منافي العُمرْ أنامُ على نفسي مِن تَعبي ]
    الردود
    8,661
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • متميزة صيف 1429هـ"شهد القصيد" بيان ساحر"أميرة الكلمة" "قلم الإخاء الفوّاح" أنيقة البيان
    ،

    وفيكم بارك حبيباتي
    الحمدلله الذي ملأ قلوبنا بحبهم
    والحميّة لَهم ,
    والحمدلله أن جَعل بَعدهم من يناِفح عنهم .
    إن ماكان لَصحبتةِرسولنا الوفاء
    فلمن يكون ؟
    هم سراج الأمة ،
    هُم من قدموأ الدّم لنحيا على التوحيد ،
    ووالله ماانتقصَ من قدرهِم
    إلا منافق حاقد ولو ادعى التُقى .
    اللهم ارحمهم واغفر لهم واجمعنا بهم في جناتِ عدن .
    .
    وَحدها الابتسامة تَصنعنا َجمالاً
    وتُهديناَللأماني !!

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 12
    اخر موضوع: 17-07-2009, 10:20 AM
  2. الردود: 8
    اخر موضوع: 03-06-2009, 07:10 AM
  3. الردود: 4
    اخر موضوع: 17-05-2009, 12:36 PM
  4. الردود: 4
    اخر موضوع: 17-05-2009, 12:36 PM
  5. ▪▪▪ حـملة لنكن أوفيـاء..[حُكم سَب الصَحابة].. لصحب خاتم الأنبياء ▪▪▪نسخ
    بواسطة أنين الأمة في مواضيع روضة السعداء المتميزة
    الردود: 5
    اخر موضوع: 28-04-2009, 05:47 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ