كثير من الناس عندهم مغالطات في فهم القاعدة الأصولية
" الضرورات تبيح المحظورات"
وصارت الضرورة وسماحة الشريعة ويسر الدين شمّاعة يعلقون عليها كل أفعالهم.. ففعلوا الحرام والمكروه .. و وقعوا في الشبهات.. وتركوا الواجبات باسم الضرورة .
ووجه المغالطة له 3 جهات:
1- من جهة تنزيلها وإسقاطها على الحالة
فبقينا نقول كلمة ضرورة عمال على بطال ..أي حاجة نجد فيها ضيق أو قيد معين أو وجدنا مثلا أن هوانا لا يستسيغ الأمر أو النهي نقول:
"دي ضرورة.. يعنى هقطع نفسي ..أعمل ايه الظروف استحكمت كده"
بقى عندنا بمعنى أصح مرض اسمه "إسهال الإستسهال"
2- من جهة ضبط هذه الضرورة بالضوابط الشرعية
ماشي في بعض الحالات يصدق فيها مصطلح الضرورة..لكن حالات تانية كثيرة أهل الضرورات تجاوزوا حد الضرورة وتوسعوا في استباحة المحرمات وفعل المحظورات
بمعنى.. لو الضرورة حكمت عليك إنك تلتزم بشئ معين لفترة معينة...فخلاص أنت مقيد بالشئ ده وللفترة دى..لا تتوسع!
3-من جهة الرضا بالواقع
فقد استسلم معظم الناس إلى نعمة الترخص ، ورغبوا في استبقاء هذه النعمة وعدم زوالها ، مع أن مسألة الترخص تعتبر من الأمور العارضة والقضايا الطارئة ، إلا أنها صارت في كثير من الأحيان عند بعض الناس ذريعة إلى التخلص والتفلت من الالتزام بقيود هذه الشريعة ، والأخذ بعزائم
أحكامها .
طيب هل نعلم ما معنى كلمة "ضرورة" ؟
"الضرورةُ هي الحالةُ التي تَطْرَأُ على العبد من الخطر والمشقَّة الشديدةِ بحيث يخاف حدوثَ ضَرَرٍ أو أذًى بالنفس أو بعُضْوٍ من أعضائه أو بالعِرْض أو بالعقل أو بالمال، أي: إذا لم تُرَاعَ خِيفَ أن تضيع مصالِحُه الضروريةُ؛ لأنّ الضرورةَ ذاتُ صِلة مباشرةٍ بالضرر الذي الأصل فيه التحريم"
أو تعريف آخر:
"المراد بحالة الضرورة عند علماء الشريعة في مثل قولهم: يجوز كذا عند الضرورة أو لأجل الضرورة: تلك الحالة التي يتعرض فيها الإنسان إلى الخطر في دينه أو نفسه أو عقله أو عرضه أو ماله فيلجأ (لكي يخلص نفسه من هذا الخطر) إلى مخالفة الدليل الشرعي الثابت، وذلك كمن يغص بلقمة طعام، ولا يجد سوى كأس من الخمر يزيل هذه الغصة. "
بمعنى..
حتى نطلق على حالة ما أنها ضرورة يجب أن يكون هناك مشقة أو خطر متحقق يسبب ضررا معينا أو أذى يلحق بشئ من هذه الأشياء الخمسة:
الدين -النفس -العرض - العقل - المال
طيب لو مررنا هذا المعنى مثلا على المواقف الثلاثة السابقة مع سارة و مريم وطارق...هل نجد أن معنى الضرورة متحقق فعلا؟
هل مثلا لو سارة لم تقم بنمص حاجبيها هيترتب عليها عليها ضرر يلحق بدينها أو نفسها أو عرضها أو عقلها أو مالها؟
-لا لن يحدث !!
نفس الكلام لو مررناه على حالة مريم و طارق
هل لو مريم استمرت على رفضها عدم الحديث مع الشباب في الجامعة ورفضت إستعارة كشكول زميلها هل هيقع عليها ضرر يوصلها لحالة "الضرورة"؟
-لا لن يحدث!...لأن البديل موجود فعلا وأكيد لها زميلات ملتزمات يغنوها عن اللجوء للحديث مع شاب.
في حالة طارق...هل لو اتأخر شغله سنة أو سنتين ورفض أنه يشتغل في وظيفة مكسبها حرام نقول عليه في حكم الضرورة؟
-لا...لأنه مش هيموت من الجوع يعني.
إذن الخلاصة كلمة ضرورة كلمة كبيرة وخطيرة... ولازم نتحفظ قبل إطلاقها.
يتبع...
الروابط المفضلة