قد جاء في الأثر: اللهم أرنا الأشياء كما هي!
وهذا كلام حسنٌ غايةً، وأكثر الناس لا يرون الأشياء بعينها، فإنهم يرون الفاني كأنه باقٍ، ولا يكادون يَتَخايلون زوال ما هم فيه؛ وإن علموا ذلك؛ إلا أن عين الحِسِّ مشغولة بالنظر إلى الحاضر.
ألا ترى زوال اللذة وبقاء إثمها؟!
ولو رأى اللصُّ قَطْعَ يده؛ هان عنده المسروق.
فمن جمع الأموال، ولم ينفقها؛ فما رآها بعينها؛ إذ هي آلة لتحصيل الأعراض، لا تُرادُ لذاتها.
ومن رأى المعصية بعيني الشهوة؛ فما رآها؛ إذ فيها من العيوب ما شئت، ثم ثمرتها عقوبة آجلة، وفضيحة عاجلة.
المرجع: صيد الخاطر
للإمام: ابن الجوزي -رحمه الله-
الروابط المفضلة