بارك الله فيكم أخى الفاضل
على المجهود
للبحث في شبكة لكِ النسائية:
|
بارك الله فيكم أخى الفاضل
على المجهود
نرجع إلى منحنى بناء أمة الإسلام والشكل التالي:
سيحدث الصدام عند نقطة الصدام:
هذا الصدام له أيضاً صفات، من سنن رب العالمين سبحانه وتعالى وانتبه وركّز جيداً لأن المعاني هذه متكررة في التاريخ
يحدث الصدام في وقت لا يرغب به المؤمنون الصالحون ومع ذلك ربنا يأتي به سبحانه وتعالى.
لماذا المؤمن لا يريد صدام الآن ؟!
لأنه يرى أن قوة المسلمين ضعيفة ويتمنى أن يستمر الوقت لمدة أكبر حتى نعد العدة ونكثر من الأعداد ونحن ما شاء الله في ازدياد
فيأتي الله بالصدام قبل أن يستعد المسلمون استعدادهم المادي الذي يريدونه .. يُفرض عليهم فرضا
بل إن الكافرين في هذا التوقيت الذي حدث فيه صدام هم الآخرون لا يرغبون في هذه اللحظة يتمنون لو أُجّل قليلاً
لا المسلمون يريدون ولا أعداء الأمة يريدون لكن الله يريده فيحدث.
لماذا يحدث الصدام في وقت لا يرغب فيه المؤمن؟
لماذا الصدام لا يأتي كما نريد عندما أعد العدة وأرتّب نفسي وأجهز الخطة المناسبة والإعداد والسلاح المكافئ لعدوي؟
لأنه لو حدث صدام في هذا الوقت الذي أعد فيه المسلمون إعدادهم الكامل واختاروا اللحظة بإرادتهم وانتصر المسلمون
فإنهم سينقلون النصر إلى أنفسهم، إلى إعدادهم هم، إلى قوتهم المادية وفي هذا خلل عقائدي خطير.
النصر بيد الله، لا يعترف بذلك إلا الذي التقى بقوة هو يعلم أنها لا تستطيع النصر لكنه نُصِر بقوة الله عز وجل
فيقول: الحمد لله نصرنا ربنا سبحانه وتعالى ، فدائماً يأتي الصدام والمسلمون قلة.
طبعاً لا ندعو إلى تقليل الأعداد ولا ندعو بالطبع إلى عدم الإعداد المادي ،، أُمرنا الله تعالى بالإعداد
"وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ".
لكن مع كوننا نُعد العدة يأتي الله عز وجل بالصدام في وقت لم نكن فيه جاهزون بالصورة التي نريدها حتى لا ننسب النصر لأنفسنا
انظر إلى قول ربنا سبحانه وتعالى في سورة النصر:
"إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً{2} (عندما نرى النصر هناك أمرين نفعلهم)
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ (لماذا؟.. سبحان الله أنْ كيف نصر الله هؤلاء الضعفاء القلة على عدوهم)
وَاسْتَغْفِرْهُ (لماذا أستغفر في وقت النصر ؟ ما الذنب الذي يستوجب الاستغفار؟)
أن يكون تسلل إلى قلبك أنك نُصرت بقوتك ونُصرت بإعدادك ونُصرت بخطتك وكذا وكذا...
النصر من عند الله عز وجل نحن مجرد أن ارتبطنا به سبحانه وتعالى فنصرنا هو ..
"وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ".
فيحدث الصدام في وقت لا يريده المسلمون ، هذا كله سنأتي عليه لاحقاً بأدلة من السيرة النبوية إن شاء الله
وهذا تكرر في الأمة الإسلامية على مر التاريخ وإلى الوقت الذي نعيش فيه وسيظل إلى يوم الدين.
حدث الصدام بفريق قليل مؤمن وفريق كثير غير مؤمن، ماذا يحدث ؟
يحدث النصر بإذن الله عز وجل، النصر يأتي بعد الزلزال ..
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ (حصل زلزال شديد، متى نصر الله)
أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ".
ونصر الله يأتي بصورة لا يتخيلها عقل -سبحان الله- يأتي نصر كبير ضخم في غضون أيام قليلة أو شهور قليلة لا أقول سنوات أو قرون
المسلمون الضعفاء القلة الذين لم يجدوا مكاناً يؤويهم في الأرض يصبحوا سادة في الأرض ويطلب غيرهم ودهم
هذا الكلام ليس في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فقط بل في كل مراحل التاريخ
فيحدث تمكين سريع للمسلمين فعلاً وهذا ليس مستحيلاً .. قد يكون قريباً جداً ...
كل ما علينا أن نصنع جيلاً متجرداً لله عز وجل لا يطلب الدنيا من أجل نصر وتمكين في الأرض
أنا أُمكّن في الأرض لله عز وجل ، أطلب السيادة والعلو في الأرض لله عز وجل ، أريد نشر كلمة الله عز وجل
ما أفعل شيئاً إلا لله ما أطلب إلا جنة الرحمن وما أخشى إلا عذابه سبحانه وتعالى.
يتبع بإذن الله تعالى >>>
فيحدث التمكين في الأرض وتبدأ مرحلة أو ..
زمن القــوة:
هل يُمكّن المسلمون أبد الآبدين؟؟
طبعاً لا .. من سنن رب العالمين في الأرض أن يحدث انكسار ..
"وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ"
التمكين يكون لفترة من الزمان، هذه الفترة انظر الصورة السابقة:
فترة زمنية وفي نفس الوقت فيها ارتفاع للقوة طول الفترة الزمنية في زمن القوة مرتبط بزمن الإعداد ..
ماذا يعني هذا ؟
يعني إن كان الإعداد قوياً وعظيماً وصحيحاً؛ كان التمكين قوياً ولفترة طويلة.
وإن كان الإعداد هشاً ضعيفاً متعجلاً، إذا حدث تمكين يحدث في فترة قصيرة وعلى رقعة محدودة من الأرض.
نقطة الانكسار:
نبدأ بالنزول تدريجياً وليس النزول من نقطة الإنكسار كما ترون في الصورة
وإنما تأتي نقطة الانكسار كما يقال: "القشة التي قسمت ظهر البعير"
نحن نكون من زمن ننزل وننزل وننزل .. فتأتي لحظة معينة نجد أن الصف قد وقع
الوقوع لا يكون بسبب هذه اللحظة المعينة ، الوقوع يكون بسبب التدرج الذي كان قبل الهبوط
مرض معين دخل في قلوب المسلمين وهذا المرض جعل يستشري ويستشري والمسلمون لا ينتبهون له ولا يهتمون به
فيكبر ويكبر إلى أن تمكّن من الجسد فأهلكه فوقع الجسد.
ما هو هذا المرض؟؟؟
إنه الدنيـــــــــــا
لماذا الدنيا تدخل الآن؟ لمَ لم تدخل قبل ذلك؟
لأن قبل ذلك كان هناك تعذيب واضطهاد وحصار وتجويع لا يوجد تمكين، الآن يوجد تمكين..
إذا مُكّن المسلمون في الأرض كثُرت أموالهم وتحسّن اقتصادهم وتنتشر التجارة والزراعة والصناعة وغير ذلك ..
يتمكّن المسلمون في الأرض تكثر الأموال يُفتن المسلمون في دنياهم
الدنيا فتنة خطيرة حقيقة كلنا بلا استثناء معرضون لهذه الفتنة وخطورتها أنها تتسلل بخفاء وبلطف لا تنتبه لها.
الأحداث القاسمة الظاهرة تظهر بوضوح .. يعني حادثة موت، حادثة هزيمة، نكسة الأزمات الشديدة تظهر بوضوح
لكن فتنة الخير هذه تتسلل إلى القلب حتى يصل الأمر لأن يبيع الرجل دينه من أجل دنياه فعند التمكين في الأرض تكثر الأموال يفتتن الناس بالدنيا يتصارعون من أجلها
"فواللهِ ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تُبْسَط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم
فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم"
فتحدث الهلكة مصداقاً لقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
يتبع بإذن الله تعالى >>>
جزاكم الله خيرا
ويسقط المسلمون وندخل في الزمن الرابع:
زمن الســـقوط:
قد يقول أحدكم مع دراسة التاريخ مرة واثنتين وثلاثة وعشرة ودرسنا كل هذه المراحل
ألا توجد وسيلة نصل بها إلى أن ندرك هذه الأخطاء ونكون في علو مستمر؟
أقول أنت تعرف أن الشمس كل يوم تشرق من المشرق وتغرب في المغرب وتعرف أنها تغرب في وقت محدد
بعد مرور آلاف السنين هل توجد عندك وسيلة توقف غروب الشمس؟ مستحيــــل.
هذه سنن .. لا بد حتماً لكل أمة أن تسقط .. التاريخ كله يذكر ذلك ، هذه سنة من سنن رب العالمين
نحن ندرس التاريخ لكي نعرف لو سقطنا كيف نقوم ولو قمنا كيف لا نكون نحن سبب السقوط لكن لا بد من دورات التاريخ التي تعرفونها
"وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ"
لكن هنا في مرحلة السقوط هناك ملحوظة مهمة جداً:
انتبه عندما رسمنا منحنى السقوط لم نرسم المنحنى يصل إلى نقطة الصفر هذا فقط مع أمة الإسلام ..
أي أمم الأرض تعلو ثم تسقط وقد يكون السقوط إلى نقطة الصفر بمعنى أنها تنتهي وتندثر وتأتي أمة جديدة في الأرض
إلا أمة الإسلام ..
أمة الإسلام -واحفظوها- أمة الإسلام باقية إلى يوم القيامة، لا تفنى هذه الأمة إلى يوم القيامة مطلقاً
قد يُستبدل جيل ويأتي جيل آخر من المسلمين
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ
يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54
فيذهب جيل فاسد ويأتي جيل صالح والأمة باقية ..
لماذا كل هذا الكلام وهذا اليقين؟
أولاً: لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم آخر الرسل وديننا هو آخر الشرائع الإسلام
من يقيم حجة الله عز وجل على عباده إذا فنيت أمة الإسلام ؟..
من يعلّم الناس دينهم، من يعبّد الناس لرب العالمين سبحانه وتعالى
كيف يحاسب الله عز وجل الناس يوم القيامة ولم تصلهم كلمة الله عز وجل
لذلك شاء الله عز وجل أن تبقى هذه الأمة إلى يوم القيامة لتصل بالدين الخاتم الأخير إلى عموم الخلق
فبقاء أمة الإسلام بقاء الأرض وفناء أمة الإسلام فناء الأرض ..
إن انتهت امة الإسلام من الأرض فاعلم أن هذا يوم القيامة، لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق لا مسلمون وقتها
فهذا الفرق الرئيسي بين أمة الإسلام وغيرها من الأمم ..
من الأمم الأخرى قد تسقط إلى ضياع إلى فناء ..
أين الامبراطورية الرومانية أين الامبراطورية الفارسية أين الفراعنة أين الآشوريين والبابليين أين التتار أين أين أين ... وعدّد
ويأخذ اليوم بعض الأقوام دورات وستنتهي وستصبح في ذكريات التاريخ
أمة كانت في يوم من اليوم تحكم أرضاً من الأرض أو لها سطوة على مساحة من العالم واختفت وضاعت وضاع أثرها
إلا أمة الإسلام بفضل الله باقية إلى يوم القيامة.
نأتي لزمن السقوط وقبل أن نصل إلى نقطة الصفر في يوم من الأيام يأتي قوم يبدؤون العمل من جديد
رجل بعينه أو مجموعة من الناس بأعيانهم قليلون جداً جدا يبدؤون الإعداد من جديد
ويمروا في زمن الإعداد ثم زمن وضوح الرؤية ثم زمن القوة ثم زمن السقوط وهكذا وهكذا ... إلى يوم القيامة
"وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ"
يتبع بإذن الله تعالى >>>
::
بـُــورِكتـــم
نتابع مـعكم بـإذنِ الله تعــــالى
::
الروابط المفضلة