وأفضل الصلاة
وأتم التسليم على حبيبنا وشفيعنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد .....
من أنسى الشعب العربي
قضية مأساة ... ما زالت تلتهم فلسطين
تلتهم الوطن العربي القابع مثل المسكين
وأقول الأرض المحتلة
وجميع ربوعي محتله
ما عاد الجرح فلسطينيا
بل أصبح تاريخي كله
آثرت أن أبدأ بمقطعيين شعريين من قصيدتين مختلفتين
للشاعر أسامه عبد الرحمن من ديوانه (فأصبحت كالصريم )
وهذين البيتين يدوران في فلك القضية التي نحن بصددها وهي حشد كل الطاقات من أجل فلسطين وعاصمتها القدس والتي وقعت في شرك المأساة يوم 18 نوفمبر عام 1918 عندما وعد اللورد الانجليزي (بلفور )اليهود بأرض فلسطين بعد إنتهاء الإنتداب البريطاني عليها
(والقدس ) .......
مدينة السلام حيث يدل أسمها الآرامي القديم فقد كان يطلق عليها
( أور سلام ) ولفظة ( أور ) تعني المدينة أو الساحة وكانت المدينة مقدسه عند الكنعانيين أجداد العرب القدامى وعندما غزاها اليهود احتفظوا بإسمها القديم
((أور سلام )) وحرفوه إلى (أور شلام ) إلى أن أستقر على لفظه الحالي
((أور شليم )) ,,,
وسميت القدس بعد فتح العرب لها على يد أبو عبيده عامر بن الجراح
في عهد عمر بن الخطاب الذي أعطى لأهلها الأمن والأمان في وثيقه مشهورة
تعرف بالعهدة العمريه ......
فماذا تعرف أخي أختي الفاضلة عن العهدة العمريه ؟؟
مما لا شك فيه أن الكثير منا لا يعرف عنها شيئا فآثرت أن أضع لها هذه الصفحه كي نعرفها
وكي نعرف كم كنا أعزاء بالإسلام وكي نعرف الى أي مدى وصل بنا الحال بعد أن تركنا التمسك بتعاليم ديننا الرائعه
فتح بيت المقدس .. والعهدة العمرية
قال الله سبحانه تعالى في القرآن المجيد : { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } [8] .التوبة
استكمل الجيش الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص تحرير أو فتح مدن فلسطين من الاحتلال الروماني ما عدا : إيلياء ( القدس ) وقيسارية .
فحاصر عمرو بن العاص إيلياء كونها بقيت جيبا جبليا معزولا بين المدن الفلسطينية ، إذ تحصن أهلها خلف سورها الكبير .
ثم جاء أبو عبيدة عامر بن الجراح إلى عمرو بن العاص سنة 15 هـ / 636 م ، على الأغلب كما تحدث أغلب المؤرخين فتح المسلمون بيت المقدس ، حيث أمر الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب أبا عبيده عامر بن الجراح أن يتوجه إلى بيت المقدس لفتحها .
وأورد الواقدي في فتوح الشام نصاً يطلب فيه الخليفة عمر بن الخطاب من أبي عبيدة بالتوجه إلى بيت المقدس ، جاء فيه ....
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله عمر بن الخطاب إلى عامله بالشام أبي عبيدة : أما بعد ، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو وأصلي على نبيه ، قد ورد علي كتابك وفيه تستشيرني إلى أي ناحية تتوجه ، وقد أشار ابن عم رسول الله ، يقصد علي ابن أبي طالب ، بالمسير إلى بيت المقدس فإن الله يفتحها على يديك والسلام
وبعد ذلك ، جهز المسلمون إلى بيت المقدس ( إيلياء ) مجاهدين من سبعة جيوش تتألف من 35 ألف مجاهد ، على رأسهم أمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح . وتولى قادة سبعة ، زمام تسيير الجيوش وكانوا : خالد بن الوليد ويزيد ابن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، والمرقال بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، وقيس بن هبيرة المرادي ، وعورة بن مهلهل بن زيد الخيل ، حيث تولى كل قائد منهم قيادة خمسة آلاف فارس وعقد لكل قائد راية وقد خرج الأمراء السبعة في سبعة أيام لإرهاب العدو . فنزل المسلمون بقرب بيت المقدس ثلاثة أيام ولم يكلمهم أحد . ثم تقدم يزيد بن أبي سفيان في اليوم الخامس لحصار المدينة فدعاهم عبر الترجمان لثلاث خصال : إما الإسلام ، أو المصالحة ودفع الجزية أو الحرب . فرفض أهل إيلياء هذه العروض الثلاثة فأمر أبو عبيدة بتحرك المسلمين تجاه المدينة المقدسة . [10] وفي أحد الأيام أذن لصلاة الفجر وصلى الأئمة بجيوشهم قارئين الآية القرآنية : { يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ } [11] . ثم نادى المنادون : " النفير النفير ، يا خيل الله أركبي ، ونشبت المعركة عدة أيام بين سكان إيلياء من داخل سور المدينة والمسلمون من خارجة مستخدمين النشاب والنبال مهللين ( لا إله إلا الله ) ومكبرين ( الله أكبر ) بضجة كبيرة فأجابت القبائل المسلمين بعد اليوم الحادي عشر من حصار المدينة ، فارتعب أهل إيلياء ، فجاء البطرك صفرونيوس ، بطرك المدينة ، فصعد على السور من جهة أبي عبيدة عامر بن الجراح فنادى رجل بصحبة البطرك : يا معشر المسلمين ، كفوا عن القتال نستخبركم ونسألكم . فنادى رجل من أهل الروم بالعربية : إعلموا أن صفة الرجل الذي يفتح بلدنا هذا وجميع الأرض عندنا ، فإن كان هو أميركم ، فلا نقاتلكم ، بل نسلم إليكم ، وإن لم يكن إياه فلا نسلم إليكم أبدا . . فابلغ نفر من المسلمين أبو عبيدة بذلك فخرج إليهم أبو عبيدة ، بمحاذاة السور ، فنظر البطرك إليه ، فقال : ليس هذا هو الرجل ، فابشروا وقاتلوا عن بلدكم ودينكم وحريمكم ، فنشب القتال مرة أخرى ، ورجع البطرك لم يخاطب أبا عبيدة بكلمة واحدة . فشدد المسلمون الحرب على المدينة ، وحاصروها أربعة اشهر كاملة ، وكان الوقت شتاء باردا . فضج أهل إيلياء فطلبوا محاورة المسلمين من فوق السور ، فكان ذلك ، فعرض أبو عبيدة الخصال الثلاث على أهل المدينة : إعلان الإسلام أو تأدية الجزية عن يد وهم صاغرون ، أو القتال . فرفض البطرك ذلك ، فجرت محاورة بين أبي عبيدة والبطرك ، فقال البطرق : إننا نجد في كتبنا ، وما قرأناه من علمنا ، أنه يفتح هذه البلدة صاحب محمد اسمه عمر ، يعرف بالفاروق ، وهو رجل شديد لا تأخذه في الله لومة لائم ، ولسنا نرى صفته فيكم ، فلما سمع أبو عبيدة ذلك ضحك وقال : فتحنا البلد ورب الكعبة . فقال أبو عبيدة للبطرق إذا رأيت الرجل تعرفه ؟ قال البطرق : نعم . فقال أبو عبيدة : هو والله خليفتنا وصاحب نبينا . فطلب البطرق حقن الدماء والطلب من عمر بن الخطاب للمجيء. وكتب أبو عبيدة كتابا إلى أمير المؤمنين عمر الخطاب جاء فيه : " بسم الله الرحمن الرحيم . إلى عبد الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، من عامله أبي عبيدة عامر بن الجراح . أما بعد : السلام عليك ، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو ، واصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . إعلم يا أمير المؤمنين أنا منازلون لأهل إيلياء ، نقاتلهم أربعة أشهر ، كل يوم نقاتلهم ويقاتلوننا . ولقد لقي المسلمون مشقة عظيمة من الثلج والبرد والأمطار ، إلا أنهم صابرون على ذلك ، ويرجون الله ربهم ، فلما كان اليوم الذي كتب إليك الكتاب فيه ، أشرف علينا بطركهم الذي يعظمونه . وقال : إنهم يجدون في كتبهم أنه لا يفتح بلدهم إلا صاحب نبينا واسمه عمر ، وأنه يعرف صفته ونعته وهو عندهم في كتبهم . وقد سألنا حقن الدماء ، فسر إلينا بنفسك وأنجدنا لعل الله أن يفتح هذه البلدة علينا على يديك " [12] . لقد طلب أهلها الصلح مع المسلمين بحضور الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب فاستشار عمر الصحابة فأيده علي ابن أبي طالب . فاستخلف عمر عليا بن أبي طالب على المدينة وخرج زاهدا متقشفا على بعير أحمر ، وخرج معه نفر من الصحابة . لقد حضر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب للمدينة المقدسة ، وعندما وصل عند أبي عبيدة خطب عمر في الجيش الإسلامي قائلا : " الحمد لله الحميد المجيد ، القوي الشديد ، الفعال لما يريد ، إن الله تعالى قد أكرمنا بالإسلام وهدانا بمحمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، وأزاح عنا الضلالة ، وجمعنا بعد الفرقة ، وألف بين قلوبنا من بعد البغضاء ، فأحمدوه على هذه النعمة ، تستوجبوا منه المزيد ، فقد قال الله تعالى : { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [13] . ثم قرأ : { مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا } [14] . أما بعد : فإني أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، الذي يبقى ويفنى كل شيئ سواه ، الذي بطاعته ينفع أولياءه ، وبمعصيته يفنى أعداءه .
أيها الناس ، أدوا زكاة أموالكم طيبة بها قلوبكم وأنفسكم ، لا تريدون بها جزاء من مخلوق ولا شكورا . افهموا ما توعظون به ، فإن الكيس من أحرز دينه ، وإن السعيد من اتعظ بغيره ، ألا إن شر الأمور مبدعاتها . وعليكم بالسنة ، سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم فالزموها ، فإن الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة ، وألزموا القرآن فإن فيه الشفاء والثواب . أيها الناس ، إنه قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كقيامي فيكم ، وقال : " الزموا أصحابي ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يظهر الكذب ، حتى يشهد من لم يستشهد ، ويحلف من لم يحلف " ، فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، وتعوذوا من الشيطان ، ولا يخلون احد منكم بإمرأة فإنهم حبائل الشيطان ، ومن سرته حسنته وساءته سيئته ، فهو مؤمن ، والصلاة الصلاة " [15] .
وكان الفاروق امير المؤمنين عمر رضي الله عنه يلبس مرقعة من صوف فيها 14 رقعة جزء منها من أدم الجلد وركب بعيره . فأشار عليه المسلمون تبديل بعيره بجواد ولبس اللباس الأبيض ففعل ثم عاد وطلب منهم لباسه القديم . وعندما قارب على الوصول إلى المدينة المقدسة قال : " اللهم افتح لنا فتحا يسيرا ، وأجعل لنا من لدنك سلطانا نصيرا " [16] . وعند وصوله إلى موقع أبي عبيدة نصبت له خيمة من شعر وجلس فيها على التراب فصلى أربع ركعات ، وعند وصوله هتف المسلمون بصوت عال ، فجلجلت ضجة عظيمة جنبات بيت المقدس سمعها أهل المدينة المقدسة . وفي اليوم التالي طلب عمر من أبي عبيدة التقدم للقوم في المدينة المقدسة داخل أسوار لإعلامهم بمجيء الخليفة أمير المؤمنين . فاتفق القوم على خروج الخليفة المسلم عمر بن الخطاب للبطرق ، فخرج عمر رضي الله عنه على بعيره لابسا مرقعة من صوف معصبا رأسه بعباءة قطوانية ، ومعه أبو عبيده فقط حيث اقترب من سور المدينة ووقف بجانبه ، فنظر إليه البطرق فعرفه ، وقال لأهل المدينة المقدسة : إعقدوا معه الأمان والذمة ، هذا والله صاحب محمد بن عبد الله ، ففتحوا الباب ، وخرجوا إلى عمر يسألونه العهد والميثاق والذمة ، فلما رأى ذلك الخليفة عمر خر ساجدا لله تعالى على قتب بعيره ، ونزل إليهم قائلا : ارجعوا إلى بلادكم ولكم الذمة والعهد إذا سألتم ذلك ووافقتم على الجزية ، فعاد القوم إلى المدينة ولم يقفلوا أبواب السور وعاد عمر إلى معسكر جيش المسلمين . وفي اليوم التالي دخل الخليفة عمر المدينة المقدسة يوم الاثنين ، حيث أقام بالمدينة عشرة أيام
وهذا نص العهده العمريه لتعرفوا كم كنا أعزاء بالإسلام .......
الروابط المفضلة