كتب ما أعجب هذه الحياة التي يعيشها الإنسان بحلوها ومرها , وما أشد أمواجها العاتية التي تتوالى تياراتها على هذا الإنسان المسكين الذي لا يزال طافيا فوق تلك الأمواج دون أن يرسو على بر ولن يرسو حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة ويودع هذه الحياة
ولكن من هو سعيد الحظ الذي سيظل يقاوم تعاقب الأمواج وسطوتها عليه دون أن يصادف زوبعة أو عاصفة بحرية تغرقه وسط هذه الأمواج .لاشك انه الإنسان المؤمن الصابر الذي يتخذ من هذه الحياة وسيلة للآخرة , ويستفيد منها بقدر ما يعيش فيها ويجعلها الطريق الموصل إلى ربه في جنات عدن . قال تعالى[ بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى]
وقفة مصارحة اعرفي نفسك فان معرفة النفس والاستبصار فيها أولى دعائم الصحة النفسية قال تعالى { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } حاولي أن تعرفي نواحي القوة والضعف في نفسك ،حاولي أن تعرفي الدوافع التي تحركك وان توجهيها إلى ما ينفعك في أخراك ودنياك ، لاتخدعي نفسك ليس هناك إنسان يخلو من العيوب ، واعترفي لنفسك بعيوبك ودوافعك غير المحمودة ولا تحاولي إنكارها بل حاولي التوبة منها والانطلاق إلى الخير ثم اشتركي في نشاط اجتماعي وخيري فان ذلك سيدفعك إلى التفاؤل وحب الخير للناس والانطلاق في أعمال الخير ، لا تعتزلي الناس أبدا على الأقل اتخذي رفيقة صالحة تعينك وتهديك ،واعلمي أن الصداقة ليس تبادل الأفكار والخواطر بل بث الشكوى وتجاوب كلا منكما للأخرى .
العــــــــــــــــافــــــــــيــــة
عدت من المستشفى وقد رأيت بعيني المرض يصارع الناس , هذا شاب قوي البنية , مفتول العضلات بهي الطلعة , انكسر عموده الفقري ,و أصيب بالشلل , واصبح يستنشق الهواء بأنبوب , لا حي فيدعى , ولا ميت فينعى , يبكي على أيام العافية , وساعات السعادة التي صرفت في غير طائل , يود أن يمشي على رجليه بالدنيا ومافيها لو كانت له , هذه فتاة بارعة الحسن , وافرة الجمال , في زهرة فتوتها نكل بها السرطان فأسقط شعرها ,و أزال حواجبها ,و أذاب وجنتيها , ترى الناس في عالم آخر , تود أن يعود لها يوم واحد من أيام العافية , وهذا طفل بري وادع النظرات , هادى الحركات , تلوث كبده فأصبح يتلوى من الألم ويعصر بطنه الأسى 0
هذا المستشفى عالم آخر من الأوجاع والآلام والمصائب والحوادث والكوارث , أنين وعويل , بكاء ونواح .
ما اجمل العافية ما أغلاها , ما أثمنها عند من يقدرها حق قدرها , ما اقل شكرنا لخالقنا على العافية , ما اشد تقصيرنا , هل هو أمر سهل أن نمشي على أقدامنا في عافية , نستنشق الهواء , ونشرب الماء , ونأكل الخبز الدافي , ونملا العين من النوم الهني , أسالوا الله العافية , اشكروا الله على العافية , اعبدوه اسجدوا له اذكروه كما :[ واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ] اللهم أن نسالك العفو والعافية
فصبر جميل
التحلي بالصبر من شيم الأفذاذ الذين يتلقون المكارة برحابة صدر وبقوة إرادة وبمناعة أبيه 0 وان لم اصبر أنا وأنت فماذا نصنع ؟
هل عندك حل غير الصبر ؟ هل تعلم لنا زاد ا غيره ؟
كان أحد العظماء مسرحا تركض فيه المصائب وميدانا تتسابق فيه النكبات كلما خرج من كربة زارته كربة أخرى , وهو متترس بالصبر متدرع بالثقة بالله , يقول عن حاله
هكذا يفعل النبلاء , يصارعون الملمات ويطرحون النكبات أرضا .
دخلوا على أبو بكر وهو مريض , قالوا : إلا ندعوا لك الطبيب ؟ قال : الطبيب قد رآني 0 قالوا : فماذا قال ؟ قال : يقول : اني فعال لما أريد .
ومرض أيحد الصالحين فقيل له : ماذا يؤلمك ؟
فقال :
تموت النفوس بأوصابها ولم يدر عوادها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي أذاها إلى غير أحبابها
التسمية في اول الطعام
عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[ سم الله وكل بيمينك , وكل مما يليك ] متفق عليه ، والطعام هو ما يطعمه الإنسان أي يتذوق طعمه , ويكون شرابا أو آكل وفي هذا الحديث ثلاث آداب للأكل علمها النبي صلى الله عليه وسلم للغلام :
أولا : قال [ سم الله ] يعني قل بسم الله ولاحرج أن يزيد الإنسان: الرحمن الرحيم , وان اقتصر على بسم الله كفى .
التسمية في الأكل واجبة إذا تركها الإنسان فانه يأثم ويشاركه الشيطان في اكله , ولا أحد يرضى أن يشاركه عدوه في اكله ، فان نسيت أن تسمي في أول الآكل وذكرت في أثنائه فقل : بسم الله أوله وأخره
ثانيا : كل بيمينك والأكل باليمين واجب ومن أكل بشماله فهو آثم عاص للرسول صلى الله عليه وسلم
ثالثا :- كل مما يليك يعني إذا كان معك مشارك فكل من الذي يليك , لا تأكل من جهته ومن الذي يليه
أسباب انشراح الصدر
ذكر ابن القيم مسائل يشرح بها الصدر :
1- التوحيــــــــــــــــد . 2- العمل الصـــــــــــالــــــــــح .
3- الشجـــــــــــاعـــــــــــــــة . 4- اجتنــــــــــــــــــــاب المعاصــــــــــــي .
5-اجتنــــــــــــاب كثـــــــــــــــــــرة المبـــــــــــــــــاحــــــــات .
الروابط المفضلة