تكثر لدى النساء الهموم، ماهي أهم أسبابها؟!
نعم، لاشك أن مشاكل الحياة الآن تعددت وسببها البعد عن مصادر الأمن والطمأنينه وذلك متمثل في الكتاب والسنه والأذكار والأوراد والتأمل في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياته اليوميه ففيها النور لمن التمس الهدى وقراءة القرآن بالتدبر والترتيل وهذا أيضا كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه-رحمه الله-:من قرأ القرآن على الوجه المأمور به أدرك من العلم واليقين والطمأنينه مالايدركه أحد..
الأمر الثاني: مزاولة الناس لكثير مما حرمه الله سبحانه وتعالى واقتناء بعض الأمور التي تساعد على وجود الشياطين في البيوت والمساكن كالصور واللهو والآلآت المحرمه وغير ذلك، فكل هذه تساعد على انقباض النفس وعدم الإرتياح والطمأنينه..
الأمر الثالث: لا شك أن تأخر الإنسان عن الزواج سواء كان ذكراً أو انثى له نصيب كبير لأنه يوجد لديه فراغا نفسياً، هذا الفراغ إن لم يشغل ويملأ بما شرع الله سبحانه وتعالى من عبادة وتلاوة وغيرها، لاشك أن النفس تسرح مسارح كثيرة وتنفتح لها أبواب كانت موصدة ومغلقه، ولذا تجد الناس كثيرا مايبتلون بنوم النهار وسهر الليل، والليل طويل ماذا يصنعون إما في الكلام والقيل والقال ثم ينتهي هذا الكلام وبعد ذلك ماذا يخلو الإنسان بنفسه فماذا يصنع إن لم يشغلها بالحق لاشك أنه سوف ينشغل بالباطل..
وأوجه نصيحه لأولياء أمور الفتيات بأنهم إذا جاءهم الكفؤ لايجوز لهم أن يردوه لأن من رد الكفؤ فهو عاضل والعاضل عاص وحينئذ تنتقل عنه الولاية وعلى هذا فليتق الله سبحانه وتعالى لأن هذا ظلم وعدوان على حق هذه البنت التي هي أمانة في يده..
وأما إذا كانت الفتاة هي التبي ترفض بحجة إكمال الدراسة أو غيره فهي لاتدرك الخطر المحدق، فالبنت إذا طال بها الأمر في ترك الزواج فإنا تفوتها المصالح الدينيه والدنيويه معاً، وفي الغالب لاتدرك عواقب هذا الأمر، ولكن إذا بين لها أن زوجاً مرضياً في دينه وخلقه يلزم قبوله شرعاً فلاينبغي لها أن تتردد، ولايجوز للولي بأي حال من الأحوال أن يجبرها على شخص لاتريده، فدروه ينحصر في أن يبين لها المصالح والمفاسد المترتبه على الرد، وهي تختار إذا كانت مكلفه رشيده عاقله، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الصحيح:"لاتنكح البكر حتى تستاذن، ولا الأيم حتى تستأمر"، وقال للبكر انها تستحي قال إذنها صمتها:أن تسكت، فإذا سكتت عرف أنها رضيت، أما إذا كانت الفتاة قبل سن التكليف أو في عقلها شيئ من السفه فالولي حينئذ يقوم مقامها، يتوخى لها المصلحه، أي ان كانت لا تدرك المصلحه والمفسده، والله أعلم..
أجاب عليه فضيلة الشيخ الدكتور/عبد الكريم بن عبد الله الخضير
الروابط المفضلة