بسم الله الرحمن الرحيم
صغيرتي ..!
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
وقبل ان تلوحي بيديك ، بشقاوتك اللذيذة ،اعتراضا على هذا
المسمى ، أخبرك أنني مثلك ، ما زلت طالبة أسند مرفقي على
تلك المقاعد الخشبية الكئيبة ،غير أني أكبر منك قليلا .. أخت كبرى ؟ ربما!
كما أنني مثلك ، أكره الأساليب الرسمية المنمقة ، و الألفاظ المتكلفة المضجرة ، و لذا .. سيكون حديثي معك ، سلسا بسيطا رقراقا .. ينساب من القلب ، ليدخل إلى قلبك الغض النقي ..
يا سلام ! أكذب عليك إن قلت إنني الآن سعيدة ، لأن السعادة ذاتها تقف أمام شعوري هذا مشدوهة متعجبة ، الله ! كم أحبك يا طالبة المتوسطة و الثانوية ، يا أيتها الأمل المتمثل بشرا ، و المستقبل المتجسد فتاة ، نعم ! أليس الجيل القادم ، و الذي تعقد عليه الطموحات الكبيرة ، و الآمال العظيمة ، سيربى بإذن الله على يديك ، و تتشكل شخصيته بأناملك ؟ أعرفت الآن لم أشعر و الله بالفخر و أنا أتحدث معك ؟ و أنا أضع رسالتي هذه بين يديك ؟ و أنا أتحرق شوقا ، إلى أن أكون أمامك وجها لوجه ، أشرب من دفء عينيك الطيبتين ، و براءة وجهك الحبيب ؟
ياه ! كم أعتز بك !
على كل حال ، هاتي كفك الصغيرة ، و هلمي بنا .. نتحدث !
**************
أختي الحبيبة ..
نصيحتي لك .. كوني لونا أسودا !
ليس لأنه قاتم ، متجهم ، كئيب قانط .. كلا ..
إنما لأنه قوي راسخ ، ثابت ، معتد بنفسه ، يطغى بوجوده على كل لون سواه ، فينصاع لهيمنته ، و يتلاشى في سلطانه ، و ينضوي تحت لوائه ..و مهما تعددت الألوان و الدرجات ، يظل هو ملكها بلا منازع ..
و هكذا أريدك أن تكوني .. قوية ، صلبة ، راسخة ..
لك شخصيتك المستقلة الثابتة ، و هويتك الفريدة المتميزة ، فلا يستطيع أيا كان ، أن يحرك خيوطك ، أو يوجه أفعالك ..
أريد أن تكوني ، باطنا و ظاهرا ، فكرا و مبادئ ، قولا و عملا ، جدا و هزلا ..
( مسلمة ) ..
و لكي نفهم هذه الفكرة اكثر ، دعينا نقف عند كلمات جاءت على لسان السيدة خوخلاكوفا ، إحدى بطلات الأدب الروسي ، و هي نصرانية ، تقول :
( أين هي السعادة ؟ من ذا الذي يستطيع أن يقول إنه سعيد ؟ إنني أتألم ، أتألم ، أتألم من فقد الإيمان ، و إنني أتألم من شكي في الحياة الأبدية ، إن فكرة الحياة الآخرة هذه تؤلمني إلى حد الرعب ، إلى حد العذاب ، إلى حد اليأس ، و هي عذابي الوحيد بحق ، أخاف أن أموت ، فما يبقى مني بعد الموت شيء ، ما يبقى سوى القليل من العشب على قبري ، ما أشقاني ! إنني لا أطيق احتمال هذا الشك ، فما السبيل إلى البرهان ؟ إنه أمر رهيب .. رهيب .. ) ا.هـ.
حسنا ، ما رأيك ؟
قفي و تأملي ، و كرري قراءة كلماتها أكثر من مرة ..
ثم انظري إلى هذه الآية :
( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) .
ثم هذه الآية أيضا :
( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفرا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ) .
ثم .. هذه :
(ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب و لا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم و الله يختص برحمته من يشاء ، و الله ذو الفضل العظيم ) .
و الآن ..قفي مع نفسك ..
هل يليق بمن تملك الحق ، و اليقين و الهدى ، و تسأل الله الصراط المستقيم كل يوم و ليلة سبع عشرة مرة ، و بين يديها الكتاب المبين و النور الساطع ، أن تتخذ كل هذه النعم الأعظم على الإطلاق ، خلف ظهرها ، و تعمد إلى تراث اليهود و النصارى " الضالين " الذين تتبرأ منهم كذلك كل يوم سبع عشرة مرة ، و تجعل من أساطيره و أباطيله هوية لها ، و مظهرا ، و مبادئ ، من أجل بضع ورود حمراء ، أو كلمات ناعمة ؟
أخاطب فيك عقلك يا حلوتي ، فانظري و قرري ، ثم تمسكي بما توصلت إليه !
إنني ، و إن قسوت عليك شيئا ما ، إلا أنها ، يعلم الله ، قسوة محب ، كالشمس ، نشتكي من حرارتها و شدتها ، و نتناسى أننا لولا ضياؤها و نورها ، لبقينا نتخبط في الظلمات السرمدية إلى يوم القيامة ..
أتعلمين من هؤلاء الذين ، نحتفل بأعيادهم ، بتراثهم ، بتاريخهم ، بعظمائهم الذين عبدوهم من دون الله ؟
هم الذين : ( قد بدت البغضاء من أفواههم ، و ما تخفي صدورهم أكبر ، قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون * هاأنتم أولاء تحبونهم .. و لا يحبونكم ) !!
أتعرفين ماذا يقول اليهود في البروتوكول الثالث عشر من بروتوكولات حكماء صهيون ؟ يقولون :
( و لكي تبقى الجماهير في ضلال ، لا تدري ما وراءها و ما أمامها و لا ما يراد بها ، فإننا سنعمل على زيادة صرف أذهانها بإنشاء وسائل المباهج و المسليات و الألعاب الفكهة و ضروب أشكال الرياضة ة اللهو ، و ما به الغذاء لملذاتها و شهواتها ، فتتوجه أذهانها إلى هذه الأمور و تنصرف عما هيأناه ، فنمضي بها إلى حيث نريد..).
و هل تعرفين ماذا قال القس " صموئيل زويمر " في مؤتمر المبشرين :
(إنه ليس الهدف الحقيقي للتبشير هو إدخال المسلمين في النصرانية ، و لكن الهدف هو تحويل المسلمين عن التمسك بدينهم ، و زوال أفكاره و مبادئه الإسلامية و انحلالها ).
هؤلاء هم من يرضى بعض شبابنا و شاباتنا _و يا للأسف _ التشبه بهم !
قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى : ( فكيف تطيب نفسك بالتشبه بقوم هذه صفتهم و هم حطب جهنم ) .
و قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : ( من بنى ببلاد الأعاجم، فصنع نيروزهم ، و مهرجانهم ، وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك ، حشر معهم يوم القيامة ! ) .
****************
" القديس فالنتين ، هو القديس الشفيع للعشاق ، يدعونه و يتوسلون به ، و يتوكلون عليه ، و يسألونه كشف ما يلاقونه من لواعج الغرام و الهوى ، و هو قسيس عاش في القرن الثالث الميلادي ومات من اجل حقيقة الرب يسوع ، و التبشير بدينه و الدعوة إلى حبه الإلهي ، و هو الحب الذي نحتفل حقا بعيد فالنتين من أجله ، و قد خلدت كتب القداس ذكراه ، و زينت صوره الكنائس و أحيا العشاق عيده الديني المعظم ، و احتفلوا به في كل عام ، و هو عيد يرجع إلى طقوس وثنية رومانية ، كانوا يعظمون فيها إلهة الخصب ، و يدعونها و يذبحون لها ، ثم تحول فيما بعد إلى عيد جنسي هابط ، فقامت الكنيسة بجعله احتفالا نصرانيا خالصا و زينت قصته بأسطورة وقوعه في الهوى مع ابنة سجانه،و بعثه عشية إعدامه إليها ببطاقة أمضاها بتوقيعه الشهير ( المخلص فالنتين )،لكنها قصة لا تثبت ، بل كان السبب في إعدامه هو تنصر الفتاة و ست و أربعين فردا من عائلتها ..)
*****************
قال تعالى : (لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا ) ..
و قال صلى الله عليه و سلم : (إن لكل قوم عيدا ، و إن عيدنا هذا اليوم ) .
وهكذا هي عقيدتنا ، تريدنا أن نكون مميزين ، مستقلين ، أولي هوية فريدة قوية عميقة ، و تاريخ مجيد لا نرتضي به بدلا ، تضيء فيه نقطتان فقط كل عام ، عيد الفطر و عيد الأضحى ، و هذا هو الحق ، و ما سواه من تاريخ و أيام و تراث غيرنا ، لا شأن لنا به و لا نحفل بأمره ، و لا نتبعهم في ذلك أبدا ،مهما كانت الدعوة إلى اللهو البريء و المرح و الفسحة ، بل لدينا أعظم النعم على الإطلاق ، الصراط المستقيم ، نعتز به و نشمخ ، نعلي رؤوسنا و نرفع هاماتنا ، بعقيدة راسخة و عزة عميقة و ثبات قوي إن شاء الله .. و نسير و نحن نردد :
( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ، و يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه و يهديهم إلى صراط مستقيم ) .
و لا يحتقر المرء نفسه ، أو يعتقد أن فعله هو بالذات لا يؤثر شيئا ، و يظل يردد بكل بساطة : ( عادي ) ، كلا ، فالمسلم عالي الهمة ، قوي العزيمة ، و له مبادئه (الصحيحة ) التي يسير عليها ، فعلام يتمسك أهل الباطل و الغي و الضلال بمعتقداتهم و أهدافهم ، و نحن نردد ..( عادي ) ؟!
صحيح أنك فرد ، و أنك يد واحدة ، لكن اليد الواحدة تصفق أحيانا ، جربي و افركي إبهامك بسبابتك ،و انظري !
و المجتمع يقوم عليك كما يقوم على غيرك ، فإذا تميزنا و رسخنا هويتنا و عززنا انتمائنا أنت و أنا ، و هي و هو ، وهم وهن .. فماذا يحصل ؟
مجتمع صالح ، و أمة شامخة !
و أخيرا ..لك مني أحر الدعوات الخالصات ، أرفعها من قلب محب مخلص مشفق ، إلى الله عز و جل ، بأن يحميك من كل سوء ، و يحفظك من كل شر ، و يوفقنا و إياك إلى كل خير و بر ، و هدى و رشاد .. آمين ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أختك المحبة .. سلفية
=========
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
<FONT COLOR="#800080" SIZE="2" FACE="Simplified Arabic,Verdana">تم تحرير الموضوع بواسطة الفودري بتاريخ 05-02-2001 الساعة 11:34 PM</font>
الروابط المفضلة