الحمدُ لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، الذي له ملكُ السماوات ِ والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في الملك ، وخلق كل شيءٍ فقدرَه تقديراً . وتبارك الذي جعل في السماءِ بروجاً وجعـل فيها سراجاً وقمراً منيرا ً، وهو الذي جعل الليل والنهارَ خلفةً لمن أراد أن يذكـَّر أو أراد شكوراً ، والصلاة ُ والسلامُ على من بعثـَهُ ربُه هادياً ومبشراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنهِ وسراجاً منيراً ، صلى الله عليه وعلى آلهِ وصحبهِ وسلمَ تسليماً كثيراً .
أيها المؤمنون :
اوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته
(( يايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
أمَّا بَعْد :
فإن أصدق الحديثِ كلامُ الله , وأحسنَ الهدي , هديُ نبينُا محمد (صلى الله عليه وسلم) وشرَّ الأمورِ محدثاتـُها وكلَّ محدثةٍ بدعة , وكلَّ بدعةٍ ضلالة , وكلَّ ضلالةٍ في النار .
أيها المؤمنون :
يقول سبحانه : ( إنَّا لننصرُ رسلنا والذين آمنوا في الحياةِ الدنيا ويوم يقوم الأشهاد .. )
و يقول عليه الصلاة ُالسلام :
(والذي نفسي بيده ليُتِمُنَّ الله هذا الأمر حتى يسيرَ الراكب من صنعاءَ إلى حضرموت لا يخافُ إلا الله والذئبَ على غنمه ) .
اليهود والنصارى وأعداءُ الأمّة يريدون أن يسكتوا هذا الصوت , وهذه الدعوة , وهذه الرسالة , يظنون أنَّهم سوف يُلغوا المسجد , ويُنهوا القرآن . !! لا .. المسجدُ سوف يبقى , والقرآنُ سوف يعيش , ومكة وزمزم والحجرُ الأسود وشبابُ الصحوة . فمهما تكالبت الأمم وتوالت ِالاعداء على امتنا فالنصر في النهاية لأمة ِمحمد عليه الصلاة والسلام ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )
يبقى النزاع , ويبقى الخصام , وتبقى المعركة بيننا وبين الكفر وأعداء الملة ِ والدين .
تبقى معركة ٌ بين المسجد والخمَّارة , بين َ المصحف ِ المرتـَّل , والمجلة ِالخليعة , بين َ التلاوةِ الحسنة والأغنية ِ الماجنة , بينَ الجمع ِكهذا وبين جلساتِ اللهو ِواللعب , بين الإنسان ِ المؤمن ِ والإنسان ِالمنافق, بينَ المرأة ِ الملتزمة ِ المتحجبة , وبينَ المرأة ِالسافرة , بين المسلم الذي يرجو وجه َ الله ويخافُ الله ويؤمل ُ لقاء َ الله , وبينَ المنافق المتمردِ على آياتِ الله .
وهذا صراعٌ بين الحقِّ والباطل إلى أن يرثَ الله الأرضَ ومن عليها .
لكن ما هو الواجبُ علينا , وما هو العمل بالنسبة لنا في ظل الظروف الحرجة التي تعيشها أمتـُنا ؟
إنَّ الواجب هو التمسك بكتابِ الله وبسنة ِ رسوله عليه الصلاة والسلام لنستعيد أمجادنا ونرفع أعلامنا
( لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي ... )
نتمسك بكتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام دونما تفريط وليصبّر الواحد نفسه وليحث إخوانه على الإلتزام والتمسك والمصابرة والمجاهدة على أداء الواجبات والتحلي بالسلوكِ القويم والأخلاق ِ الفاضلة , والأمر ِبالمعروفِ والنهي ِعن ِالمنكر . فلا نأخذ من الشريعة ما نريد ونترك ما لا نريد
وعجيبٌ من هذه الأمة أن تأخذ من الدين ما اشتهت وتترك ما اشتهت , العجب أنها تحبُّ الدين إذا كان في التيمم وصلاة الجنازة لكن ما تحكـِّم الدين في حياتِها وفي مستقبلِها ومسيرتِها .
الإسلامُ من ميزته لا يقبلُ خلط الأمزجة , مسجدٌ وغيبة ٌونميمة ! .. لا , ساعةٌ للغناء وساعة ٌ للقرآن .. لا , الدخول على النساء غير المحارم تحتَ مظلة الدين يسر !.. لا , أخذ شي من الشريعة وشي من المسلسل !.. لا , لا إله إلا الله فقط , أما الدين كله أو اترك الدين كله .
احتكم جماعة للرسول عليه الصلاة والسلام , قال قائلٌ منهم ذهبنا لمحمد فإن أعطانا حكم رضينا به أخذناه وإن لم يرضنا ذهبنا إلى غيره , فما أعجبهم حكمه فذهبوا إلى أبى بكر فما سألهم و أعطاهم نفس الكلام , ذهبوا إلى عمر فسألهم هل قد حكم بينكم أحد قالوا نعم الرسول , ومن ؟ وأبى بكر, قال بماذا ؟ قالوا بكذا وكذا , قال أنتظروا قليلا فذهب إلى السيف البتار وقتل به اثنين
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكمونك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )
هذا الحق وماذا بعد الحق إلا الضلال .
فالدين لا يؤتى لأحد إلا بصبر ومجاهدة بالله عليكم واسألكم بالله : كيف نرجو النصر للإسلام وفي بيوتنا ما يحطِّم الإسلام تحطيما من آلات اللهو ومن الإختلاط ما الله به عليم , بالله عليكم كيف نأمل من الله أن يمنَّ علينا بنصره ونحنُ ما حققنا النصرُ على أنفسنا . نطالب الامة بما لا نعمل به نحن !!

يايهـا الرجـلُ المعـلمُ غيـرَه هـلاّ لنفـسكَ كان ذا التعليم ُ
تصفُ الدواءَ لذي السقـام ِوذي الضنى كيما يصحَّ به وأنت سقيم ُ
فابدأ بنفسك فانهِهَا عن غيـِّها فـإذا انتـهت عـنه فأنت حكيم ُ

يقول الدكتور حامدُ العلي :
الواجب على الأمة أن تعد العدة لجهاد أعدائها ا : بحفظ الدين ، ونشره .. لم يشرع الله تعالى لنا أن نجلس إلى أن يعزَّ الله الإسلام ، بل نمتثل قولُه تعالى ( وجاهدوا في الله حق جهاده ) وجهاد النفس مقدَّم على جهادِ العدو .
جاهد نفسك في بيتك , في اسرتك , في عملـِك , فلا تظلِم ولا تهظِم , ولا تخون . ثم الله تعالى يبعث من شاء من عباده ، يستعملـُهُم في نصرِ دينِه .

يا أمة المعصوم عليه الصلاة والسلام :
لن ينزل علينا أناس من السماء ليأخذوا بأيدينا ويصححوا مسارنا , ولكن لا بد من أن نغير نحن من أحوالِنا , ولا يتأتَّى ذلك بسهولة , فالجنّة حفَّت بالمكاره والله يقول مخاطبا ً يحي عليه السلام : ( يايحى خذِ الكتابَ بقوَّة ) تمسَّكْ به حق التمسك , والتزم به حق الالتزام .
لابدَّ بل من الواجب أن نأمر بالمعروف و ننه عن المنكر , والله ثم والله ثم والله , إن لم نأمر بالمعروف وننه عن المنكر ليغضبنَّ اللهُ علينا ثمَّ ندعوهُ فلا يستجيب ُ لنا , ثم يلعنُنا كما لعن َ الذين من قبلنا , ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى إبن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) الإسلام ِ السلبي لا يعترف بهِ رسول ُ الهدى عليه الصلاة والسلام , الأمة تموت في المعاصي والملهيات والفساد والاختلاط .
مالِ الأمة ما للدعاة ما للشباب !! لا نطالبهم بمدِ الأيدي لتغيير المنكر فمدِ الأيدي لها جهات مسؤلة , لكن اتقوا الله , كلمة اتق الله , كلمة تجنَّبِ المعصية , كلمة خافِ الله , التناصح فيما بيننا , اترك هذا , دع هذا , هذا لا يجوز , هذا شبهة إن لم يكن حراما. فمالِ الأمة سكتت , يقول عليه الصلاة والسلام :
( والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهونَّ عن ِِ المنكرولتأخذُنَّ على يدِ السفيهِ ولتأطُرنَّهُ على الحقِّ أطرا أو ليخالفنَّ اللهُ بين قلوبكم ) رواه احمد .
وهذا واجب علينا جميعا أن يؤد كل دوره تجاه الآخر , والآخر يجب أن يقبل النصيحة وقد ورد أنَّ جبريل أُمر أن يدمَّر قرية وفيها عابد فأخبرَ ربَّه في العابد - والله يدري - قال فبه فابدأ اسمعني صوته ,
فإنَهُ ما تمعَّرَ وجهُهُ غضبا ً لي .

إذا نحن أدلجنا وأنت إمامـنا كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا
فإما حياة نظم الوحي سيـرها وإما بموت لا يـسر الأعاديا
رضينا بك اللهم ربا وهاديا وبالمصطفى المختار شهما وهاديا

اللهم إنا نتوب اليك فارحمنا برحمة من عندك , ولا تؤاخذنا بما اقترفته أيدينا .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم , ونفعني وإياكم بهدي سيّد المرسلين , أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولوالديّ ولوالديكم , ولجميع المسلمين من كل ذنب
فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغـفور الرحيم .





الحمدُ لله العلي الكبير, أحمَدُهُ حمدا لا ينتهي , وأصلي على النبيِّ المعصوم ,هادي البشريَّة ومهدِّم كيانَ الوثنيه , وعلى آله وصحبه وسلم .أما بعدُ عبادَ الله :
يقول الله جل في علاه اولمَّا أصابتكم مصيبة ٌ قد أصبتم مثليها قلتم أنَّى هذا قل هو من عندِ أنفسِكم ) .
أيها المسلمون : وقعت في المدينة هزَّة خفيفة في عهدِ عمر، فصعد المنبر ونادى في الظهيرة الصلاة ُالصلاة ، فاجتمع الناس ، فخطبهم وبكى ، وقال : ما هذهِ الهزَّة ؟ قالوا : من الله ، قال : أنا أدري أنَّها من الله ، ولكن ما سببها ؟ قالوا : لا ندري ، قال : لا تدرون (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )[الروم:41]. والذي نفسي بيده لو تكررت هذه الهزة لا أجاورُكم في المدينة بعدها، قالوا : ماذا نفعل ؟ قال : توبوا إلى الله وتضرعوا ؛ فإن الله يقول : (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ )[الأنعام:43]. وذكر أهلُ التاريخ : هبَّت ريح شديدة على بغداد في عهدِ هارون الرشيد ، وأخذت بعض الشجر، وهدمت بعض البيوت ، فنزل من قصره ، ودخل المسجد ، وكشف البساط ، ووضع خدَّه ، وقال : والله يا رب ! لا أرفع خدي حتى تهدأ الريح ؛ لأنك إن قتلت أمة محمد .هذا بِسببِ ذنوبي ، قالوا: فما رفع رأسه حتى هدأت الريح واطمأنوا إلى رحمة الله عز وجل . قبل سنة أو اكثر حصلت هزَّات ارضيَّة لم نعهدها وقبل أشهر حصل طوفان جرفَ الاخضر واليابس , ويرسلُ الله الآية وراء الآية , والإنذار وراء الإنذار وتأتي الآيات والنذر, ولم نتذكر, ولم نتعظ ولم نرعوي {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ }
من يَهُن يسهُـلُ الهوانُ عليهِ مالجرح ٍ بميِّت ٍ إيلام ُ
اللهم اختم بالصالحات أعمالنا , واصلح لنا جميع أحوالنا , اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة ُ أمرِنا , وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا , وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا , واجعل الحياة زيادة ً لنا في كلِّ خير , والموتَ راحة ً لنا من كلِّ شر .
اللهم لك أسلمنا ، وبك آمنا ، وعليك توكلنا ، فاغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا ، وما أسررنا وما أعلنا ، اللهم بك خاصمنا ، وإليك حاكمنا ، وبدينك رضينا ، وإلى رحمتك رغبنا ، فاغفرلنا ما قدمنا وما أخرنا ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .
عباد الله :
وصلوا على البشير النذير والسراج المنير يقولُ سبحانه
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(الأحزاب:56)
اللهم صل على نبيـِّنا وحبيبـِنا وقدوتِنا صلى الله عليه وسلم , وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا , وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبى بكر ٍ وعمر , وعثمان وعلي وعن سائر ِ صحابةِ رسول الله , وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدّين .
عباد الله :
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر
والله يعلمُ ما تصنعون

وقد ورد أنَّ جبريل أُمر أن يدمَّر قرية وفيها عابد فأخبرَ ربَّه في العابد - والله يدري - قال فبه فابدأ اسمعني صوته ,
فإنَهُ ما تمعَّرَ وجهُهُ غضبا ً لي .

جزاكم الله خيراا
وكم تأملت هذا الأثر ...والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
بارك الله فيكم ولا حرمكم الأجر وفي موازين حسناتكم يوم القيامه اللهم آمييين ..

جزاك الله خير

موضوع رائع سلمك الله

كتبت بواسطة الخلاص

جزاكم الله خيراا
وكم تأملت هذا الأثر ...والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
بارك الله فيكم ولا حرمكم الأجر وفي موازين حسناتكم يوم القيامه اللهم آمييين ..

اللهم آمين

اشكر لكم مروركم الكريم وردكم الطيب

لا عدمنا مروركم

كتبت بواسطة سحابة حزن

جزاك الله خير

موضوع رائع سلمك الله

أشكرك على مروروك الكريم وردك الطيب

لا عدمنا اطلالتك الكريمة