الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد

فقد جال في خاطري أفكار وتجارب أحببت أن أكتب بعضها دون ترتيب مسبق ولكن ما يمليه علي ذهني فأقول :
إن العبد المؤمن سائر لا يدري متى يتوقف ...
ربما اليوم ...
وربما غداً ..
وربما يطول به الطريق .....
المهم ألا يتوقف في مكان لا ينبغي أن يتوقف فيه .. !!
لا بأس بأن يغير وجهت ويتجه إلى طريق أخرى ...
المهم أن يصل للهدف والغاية المقصودة من هذا السير ...
سلك الطريق الأول أو الثاني أو الثالث ،،، لا بأس إن كانت كل هذه الطرق توصله إلى ما يريد .
قد يسلك طريقا ويعتاد السير فيه ولكن هذا الطريق قد لا يناسبه تماما للسير طويلاً ....
فيحتاج إلى تغيير هذه الطريق بشرط ألا ينحرف عن مقصوده ويختار طريقاً أخرى يجد فيها أكثر ....
وكما قيل " من سار على الدرب وصل " ........
نعم ، سر على الدرب لتصل ..
لا تتوقف ، ولا تكل ولا تمل ...
لا يلهيك جمال الطبيعة وحسن التنسيق عن هدفك الأصل ...
لا تكثر الراحات وأنت في هذا الطريق ....
لا سيما إن كنت لست بحاجة إلى هذه الراحة ....
قد تشاهد في الطريق أموراً كثيرة ، منها : ازدحام في بعض الطرقات ، فإن رأيت هذا الزحام فتأكد أن طريقك صحيح ولا تغتر بكثرة السائرين فيه ، قد يكون جميع السائرين فيه على خطأ !!
ومنها : اختلاف سرعات الناس ، وهنا لا بد وأن تلتزم بقواعد السلامة ومنها عدم السرعة في مواطن لا تصلح فيها السرعة !! لا سيما إن كانت محددة بأمر من بيده الأمر فلا تتعد تلك الحدود . ولكن تنبه ولا يخدعك تفاوت الناس وتبقى تلاحظ فلانا وفلانا وتنسى نفسك . انتبه للطريق جيدا جد في السير كلما وجدت الفرصة مناسبة . لا تبطئ وأنت تستطيع الإسراع ما لم تتجاوز الحدود .
ومنها : مصاعب الطريق ، بعض الطرق تكون ممهدة سهلة وبعضها صعبة وبعضها موحشة ، وبعضها مظلمة ، تأكد أنك تسير بالاتجاه الصحيح ولا تهتم بما يحدث لك في الطريق إذا راعيت جوانب السلامة .. لا تتراجع وتترك السير لأجل عقبات في طريقك فالولصول للغاية يجعلك تتحمل كل العقبات مهما كان مستواها ،، المهم أن تصل قد يكون الطريق ذا مطبات وحفر ، حاول تجنبها وإن كان ولا بد إلا المرور عليها فليكن بأقل قدر ممكن من الخسائر ، مع أنك سترتاح إذا وصلت لغايتك وستنسى كل ما واجهت من متاعب ، ستبقى هذه المتاعب حديث ذكريات جميل تفرح بذكره وتحمله من أجل الوصول .
ومنها : ستجد حتما في طريقك أناسا يجدون بكل ما يستطيعون ولا يريدون أن يسبقهم أحد ( مع مراعاة الضوابط والحدود لهذه الطرق ) حاول أن تجاريهم بل وتسبقهم ، ستجد أنكم تأنسون بهذا السباق وإن تقابلتم في بعض المحطات فسيكون لقاء مميزا ممزوجا بابتسامات تفوح عطرا ونسرينا ، سيعين بعضكم بعضا عند أي عقبة المتأخر سيرى المتقدم كيف اجتاز هذه العقبة وسيقلده فيها ... ستشعر بقمة السعادة إن لم تجد إلا مثل هؤلاء بالرغم من وعورة الطريق وصعوبتها ،،، فإن تجاوزتم كل العقبات ووصلتم فلن تفارقوا بعضكم أبدا ..
ستجد في الطريق أمورا غير ما ذكرت ولكن أكتفي بذر ما سبق .

حقيقةً فإن الفكر يسبح في بحر بلا شطآن وأنا أكتب هذه الكلمات ، ولعلي أتوقف عند هذا الحد وأبحث عن أيسر الطرق التي أستطيع أن أجد السير فيها .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي أبو ربى على هذا الكلام الجميل