و أما اللفظات:فحفظها بأن لا يخرج لفظة ضائعة ,بأن لايتكلم إلافيما يرجوفيه الربح والزيادةفي دينه .فأذا اراد ان يتكلم بالكلمة نظر :هل فيها ربح وفائدة أم لا ؟فإن لم يكن فيها ربح أمسك عنها ,وإن كان فيها ربح نظر :هل تفوت بها كلمة أربح منها ؟فلا يضيعها بهذه. وإذا أردت أن تستدل على مافي القلب فاستدل عليه بحركة اللسلن ؛ فإنه يطلعك على ما في القلب ,شاء صاحبه أم أبى.
قال يحي بن معاذ:"القلوب كا لقدور تغلي بما فيها ,وألسنتها مغافرها " فانظر الى الرجل حين يتكلم فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه ,حلو حامض ,وعذب وأجاج وغير ذلك .
وفي حديث أنس المرفوع "لايستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه , ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"مسندأحمد .
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس النار؟فقال (افم والفرج)".
وفي لفظ لمسلم :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمرا فليتكلم بخير
او ليسكت ".
وفي اللسان آفتان عظيمتان ,إن خلص من إحداهما لم يخلص من الأخرى :آفة الكلام ,وآفة السكوت ,وقد يكون كل منهما أعظم إثما من الأخرىفي وقتها ؛فالساكت عن الحق شيطان اخرس ,عاص لله ,ملراء مداهنلم يخف على نفسه ,والمتكلم بالباطل شيطان
ناطق عاص لله,
وللحديث بقيا.........
من كتاب الداءو الدواء
لابن قيّم الجوزية
الروابط المفضلة