فقد سئل الشيخ عبدالرحمن حفظه الله هذا السؤال:ما حكم من يدخل الآيات في أبيات الشعر أو من يُشبه شيئا كامرأة بسورة معينة ؟
وهل يجوز ذلك ؟
فأجاب حفظه الله: إدخال جزء من آية في شعر أو نثر لا بأس به إذا كان في محلّه .وهو يكثر في كلام أهل العِلم .
وقد جاء في كتاب التعريفات للجرجاني : الاقتباس : أن يُضمّن الكلام نثرا أو نظما شيئا من القرآن أو الحديث كقول شمعون في وعظه : يا قوم اصبروا على المحرمات ، وصابروا على المفترضات ، وراقبوا بالمراقبات ، واتقوا الله في الخلوات ، ترفع لكم الدرجات . وكقوله : وإن تبدلت بنا غيرنا فحسبنا الله ونعم الوكيل . انتهى .
وقال السيوطي في قوله عليه الصلاة والسلام يوم خيبر : إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين . قال : هو من أدلة جواز الاقتباس من القرآن ، وهي كثيرة لا تحصى .
ومن الاقتباس قول الشيخ صفي الدين الحلي :هذي عصاي التي فيها مآرب لي *** وقد أهش بها طورا على غنمي
ومن التلميح قوله :أن ألقها تتلقف كل ما صنعوا *** إذا أتيت بسحر من كلامهم
ومثله قول بعضهم :يا نظرة ما جَلَتْ لي حسن طلعته *** حتى انقضت وأدامتني على وجل
عاتبت إنسان عيني في تسرعه *** فقال لي : " خُلق الإنسان من عجل "
وقول الآخر :
يا من عدى ثم اعتدى ثم اقترف *** ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترف
ابشر بقول الله في آياته : **** ( إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )
فالتضمين والاقتباس والتلميح جائز إلا أنه يجب أن يُصان كلام الله الذي هو القرآن عن الابتذال ، ويحرم إذا كان فيه شيء من الاستهزاء بل يصل بصاحبه إلى الكفر عياذا بالله .
وأما تشبيه المرأة بالسورة من القرآن فهذا مما يجب أن يُصان عنه القرآن ، خاصة إذا كان هذا فيما يتعلق بالعشق والغرام .
لأن القرآن كلام الله تعالى .
والله تعالى أعلى وأعلم .
الروابط المفضلة