الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وبعد..
فقد ثبت عندنا بعد التحقيق والتدقيق بما لايدع للشك مجال بأن الصواب والسنة في تكفين المرأة أن تكفن في ثلاثة أثواب فقط مثلها مثل الرجال تماما ، ولايزاد على ذلك حيث لايوجد نص صحيح يدل على أن المرأة تكفن في خمسة أكفان أو سبعة ، وأما حديث ليلى بنت قائف الثقفية في تكفين ابنة النبي صلى الله عليه وسلم في خمسة أثواب فلا يصح إسناده لأن فيه نوح بن حكيم الثقفي وهو مجهول كما قال الحافظ بن حجر وغيره، وفيه علة أخرى بينها الإمام الزيلعي في نصب الراية 2/258 ونحوه ماروى في قصة غسيل زينب ابنة النبي صلى الله عليه وسلم وتكفينها في خمسة أثواب فإنها شاذة ومنكرة كما بينه العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة حديث رقم 5844 وأحكام الجنائز له أيضا ص85 الطبعة الجديدة لمكتبة المعارف ، ولهذا قال الإمام الألباني رحمه الله"والمرأة في ذلك كالرجل" إذ لادليل على التفريق ، وقال أيضا رحمه الله كما في السلسلة الضعيفة 12/ 755 ومما لاشك فيه أن النساء في ذلك كالرجال لأنه الأصل كما يُشعر بذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إنما النساء شقائق الرجال". وهو حديث صحيح.
وكان تكفين النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر في ثلاثة أثواب فقط، وماأجمل قول عمر رضي الله عنه " يكفن الرجل في ثلاثة أثواب لاتعتدوا إن الله لايحب المعتدين". ورضي الله عن أبي بكر حيث قال لمّا قيل له عند تعيينه لثوب من أثوابه في الكفن إن هذا خلق ( أي قديم) فقال " إن الحي أحق بالجديد".
وماأجمل ماقاله أيضا العلامة صديق حسن خان رحمه الله حيث قال" ليس تكثير الأكفان والمغالاة في أثمانها بمحمود فإنه لولا ورود الشرع به لكان من إضاعة المال لأنه لاينتفع به الميت ولا يعود نفعه على الحي".
**********************************
(فتوى أرجو تحريرها على ورق ونشرها لأكبر عدد ممكن وخاصة لمن تغسل الموتى من النساء)
كتب هذا وأفتى به ( د. أحمد العمودي)
*********************
ملحوظة/ لم أنقل هذه الفتوى إلا بعد موافقة من الشيخ الفاضل حيث شجع على ذلك وطلب نشرها لتعم الفائدة ...
وفقني الله وإياكن لكل خير، ونفعنا بما قرأنا وسمعنا...
الروابط المفضلة