وعند دخول الحرم من أحد أبوابها العديدة لتتوجه إلى الكعبة المشرفة .. تلفتك
حافظات المياه والتي تحوي خير مياه الأرض "ماء زمزم"
ذلك الماء الذي نبع من البئر المباركة التي فجرها جبريل عليه السلام بعقبه لإسماعيل وأمه عليهما السلام حيث تركهما خليل الله إبراهيم عليه السلام في ذلك
الوادي القفر الذي لا زرع فيه ولا ماء وذلك حين نفد ما معهما من زاد وماء
وجهدت هاجر وأتعبها البحث ساعية بين الصفا والمروة ناظرة في الأفق البعيد علها تجد مغيثًا يغيثها فلما يأست من الخلق أغاثها الله عز وجل بفضله ورحمته
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عنه "خير ماء على وجه
الأرض ماء زمزم فيه طعام الطعم وشفاء السقم"
وعن جابر وابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ماء
زمزم لما شُرب له)
بعد شرب ماء زمزم تخطي الخطوات للوصول إلى ساحة الحرم الداخلية حيث الكعبة قبلة المسلمين التي جعلها الله سبحانه وتعالى مناراً للتوحيد ورمزا للعبادة
يقول الله تعالى (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس)فيملأك الخشوع
والرهبة وأنت واقف هناك .. تريد أن تصل إليها
و من المفيد معرفة أن الكعبة شيء والمسجد الحرام شيء آخر فالكعبة بناء إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) في أول الأمر وبادئ العهد وقد يطلق عليه المسجد الحرام باعتبارها مكان السجود وقبلته أما المسجد الحرام فهو المحيط بالكعبة
وأول من بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وتقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً على شكل حُجرة كبيرة مرتفعة البناء
مربعة الشكل ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر مترا وفي ضلعها الشرقي يقع الباب مرتفعا عن الأرض نحو مترين
أما عن أركان الكعبة فهي أربعة هي بدايةً الركن الأسود سمي به لأن فيه الحجر الأسود الذي وضعه إبراهيم عليه السلام في هذا المكان علامة لبدء الطواف ويسن تقبيله عند الطواف إذا تيسر ذلك فإذا لم يتيسر اكتُفي بالإشارة إليه ويسمى
أيضا بالركن الشرقي
وروى الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قبَّل الحجر الأسود وبكى طويلا
ورآه عمر فبكى لما بكى وقال "يا عمر هنا تُسكب العبرات"
وثبت أن عمر رضي الله عنه قال وهو يقبله:
"والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك" رواه البخاري ومسلم.
ثم الركن العراقي الذي سمي بذلك لأنه إلى جهة العراق ويسمى هذا الركن أيضا
بالركن الشمالي نسبة إلى جهة الشمال وبين هذا الركن والركن الأسود يقع باب
الكعبة.
ويليه الركن الشامي وسمي بذلك لأنه إلى جهة الشام والمغرب ويسمى هذا الركن أيضا بالركن الغربي وبين هذا الركن والركن العراقي يقع حجر إسماعيل عليه
السلام الذي يصب فيه ميزاب الكعبة
ثم الركن اليماني وقد سمي باليماني لاتجاهه إلى اليمن وكان النبي صلى الله
عليه وسلم يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود (رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخرة حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
وإذا أطلق الركن وحدهُ فالمراد به الركن الأسود فقط.
وفي أعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من
الذهب الخالص ومطل على حجر إسماعيل
حِجر إسماعيل
فهو بناء مستدير على شكل نصف دائرة
أحد طرفيه محاذٍ للركن الشمالي والآخر محاذٍ للركن الغربي ويقع شمال الكعبة
ويبلغ إرتفاعه عن الأرض 30ر1 متر
مقام إبراهيم
يوجد في ساحة الحرم أيضاً مقام إبراهيم وهو الحجر الذي
قام عليه نبي الله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين ارتفع بناؤه
للبيت وشق عليه تناول الحجارة فكان يقوم عليه ويبني وإسماعيل عليه السلام
يناوله الحجارة وهو أيضًا الحجر الذي قام عليه للنداء والأذان بالحج في الناس
والصفا والمروة جبلان بمكة بالقرب من بيت الله.
والمسافة التي تفصل بينهما نحو
500 قدم ولم يكن بهذه المنطقة سكان أو مياه حين أسكن إبراهيم عليه السلام
زوجه هاجر وابنه الرضيع إسماعيل وحين انتهى ما كان لدى السيدة هاجر من ماء سعت سبع مرات بين هذين الجبلين بحثا عن الماء
واليوم يسعى الحجاج سبع مرات بين هذين الجبلين تخليدًا لذلك السعي
وهو أصبح الآن داخلٌ في المسجد الحرام نتيجة التوسعة السعودية سنة 1375 ه
الروابط المفضلة