سوره النور
مدنيه و اياتها ( 46)
نحن اليوم ان شاء الله بصدد تفسير الآيه (39)
قال تعالى
(( و الذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعه يحسبه الظمان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه و الله سريع الحساب ))
تفسير الميسر
و الذين كفروا بربهم و كذبو رسله أعمالهم التي ظنوها نافعه لهم في الآخره ، كصله الأرحام ، و فك الأسرى ، و غيرها كسراب .. و هو ما يشاهده كالماء على الأرض المستويه في الظهيره .. يظنه العطشان ماء فإذا أتاه لم يجده ماء . فالكافر يظن أن اعماله تنفعه ، فإذا كان يوم القيامه لم يجد لها ثواب ، ووجد الله سبحانه و تعالى له بالمرصاد. فوفاه جزاء اعمله كاملا . و الله سريع الحساب ، فلا يستبطئ الجاهلون ذلك الوعيد فإنه لابد من إتيانه .
تفسير الجلالين
و الذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعه ( جمع قاع ) : اي في فلاه و هو شعاع يرى فيها نصف النهار في شده الحر يشبه الماء الجاري ( يحسبه ) يظنه ( الظمان ) اي العطشان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا مما حسبه كذلك الكافر يحسب ان عمله كصدقه ينفعه حتى إذا مات و قدم على ربه لم يجد اي لم ينفعه( ووجد الله عنده )اي عند عمله( فوفاه حسابه ) اي جازاه عليه في الدنيا( و الله سريع الحساب) اي المجازاه .
تفسير سيد قطب
(و الذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعه ، يحسبه الظمان ماء ، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، ووجد الله عنده فوفاه حسابه و الله سريع الحساب * أو كظلمات في بحر لجي ، يغشاه موج من فوقه موج ، من فوقه سحاب . ظلمات بعضها فوق بعض ، اذا أخرج يده لم يكد يراها . ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )
و التعبير يرسم لحال الكافرين و مالهم .. مشهدين عجيبين ، حافلين بالحركه و الحياه .
في المشهد الأول يرسم أعمالهم كسراب في أرض مكشوفه مبسوطه ، يلتمع التماعا كاذبا ، فيتبعه صاحبه الظامئ ، و هو يتوقع الري غافلا عما ينتظره هناك .. يصل فلا يجد ماء يرويه ، إنما يجد المفاجأه المذهله التي لم تخطر له ببال ، المرعبه التي تقطع الأوصال ، و تورث الخبال : ( ووجد الله عنده ) ! الله الذي كفر به و جحده ، و خاصمه و عاداه ، وجده هناك ينتظره ! و لو و جد في هذه المفاجأه خصما له من بني البشر لراعه ، و هو ذاهل غافل على غير استعداد . فكيف و هو يجد الله القوي المنتقم الجبار ؟
و في المشهد الثاني تطبق الظلمه بعد الألتماع الكاذب ، و يتمثل الهول في ظلمات البحر اللجي . موج من قوقه موج من فوقه سحاب . و تتواكم الظلمات بعضها فوق بعض ، حتى ليخرج يده أمام بصره فلا يراها لشده الرعب و الظلام .
انه الكفر ظلمه منقطعه عن نور الله الفائض في الكون ، و ضلال لا يرى فيه القلب أقرب علامات الهدى .
اسباي نزول الآيه
قال مقاتل :نزلت في شيبه بن ربيعه بن عبد شمس .
كان يترهب متلمسا للدين ، فلما خرج صلى الله عليه و سلم
كفر !!!
هذا و الله اعلم .
الروابط المفضلة