الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده
وبعد/ خطب شيخ مسجدنا خطبة دمعت منها العيون ووجلت منها القلوب ,
واقشعرت منها الجلود وكانت بين التقوى والقبول
وبعد الخطبة خرجت إحداهن من مصلى النساء تقول
كنت لاأحمل للقَبُول هما ً !!!
يعنى كانت الأخت تعمل الأعمال الصالحة من صلاة وصيام , وصدقات واحسان ..
وظنت أن المسألة انتهت عند هذا الحد وظنّت أن كل ما عملت بموازين حسناتها ...ونسيت القبول ..
فهذه الأعمال الصالحة إما يتقبلها الله و يُثيب عليهاوإما لا يتقبلها ولا يُثِيب عليها
ودعونا نتأمل دعاء سيدنا ابراهيم عليه السلام بالقبول وهو الخليل
"وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " ".[البقرة:127]
وذلك لأن الله إذا قبل العمل ترتب عليه الثواب، وإذا رده حصل خسران صاحبه وتعبه.
وسبحان الله كلما اقترب العبد من ربه وزادت به معرفته , ازداد منه خوفا ً ووجلا ً وحبا ً ورجاءا ً .... فكيف بنا وقد ملأتنا الخطايا ..
فقل دعاؤنا ... وقلّ رجاؤنا .
فكيف لاندعو الله بالقبول مثلا ً بعد الصلاة بعد الصيام , بعد الصدقة , بعد أى عمل صالح ...أفتخذنا عند الله عهداً بالقبول ؟؟؟
قال تعالى
" وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ " [ المؤمنون : 60 ]
حينما سألت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية
فقالت " أهم الذين يشربون الخمر , ويسرقون ؟
قال : لا , يا بنت الصديق أو يا بنت أبي بكر ,
ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون , وهم يخافون ألا يقبل منهم ,
أولئك الذين يسارعون في الخيرات " رواه الترمذى وغيره
وأنت ِ أخية هل حملت ِ للقبول هما ً ؟؟هل جال فى خاطرك السؤال المهم قُبلت أم لا ؟؟ هل يقبلنى الله ..؟فما هى شروط قبول العمل الصالح..؟؟
الإخلاص والمتابعة
هما شرطا قبول العمل الصالح ،
روي عن الفضيل بن عياض -رحمه الله- أنه قرأ هذه الآية:
"لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا " [الكهف 7: ]
فقال: أخلصه وأصوبه، فقيل: ما أخلصه وأصوبه يا أبا علي ؟
فقال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل،
والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة.
ونظم ذلك الصنعاني بقوله:
فللعمل الإخلاص شرط إذا أتى::::::::::::وقد وافقتـه ســنة وكتــاب
فأما الإخلاص فهو: أن يكون العمل خالصا لله تعالى، ولقد أمر الله بالإخلاص فقال تعالى:
"وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ " [البينة: 5 ]
فبعدما أمر بالعبادة قيدها بأن يكونوا مخلصين له الدين ولا يبقصد المدح أو الثناء أو العطاء أو ما إلى ذلك..
وأما المتابعة وهي الشرط الثاني: فالمراد بها أن يكون الإنسان في أعماله كلها مقتديا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- مقتديا بالدليل،
الدليل الصحيح، لا يعمل إلا بدليل؛ فيخرج بذلك من يعمل على بدعة.
ولا شك أن اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما جاء به هو الواجب على كل مسلم؛ ولأجل ذلك وردت الأدلة في الأمر بالاتباع،
قال الله تعالى:
" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ " [آل عمران: 31.]
فهذه هى شروط القبول ...ولنذكر نبأ ابنى آدم
قال تعالى
" إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " "[المائدة:27]
لما أن أحدهما كان عمله صالحا وهو تقديم القربان فتقبل الله عمله،
وأما الآخر فَقَدْ فَقَدَ شرطا من شروط القبول -شرطا من شروط قبول العمل- فرد عمله
فحتى تقبل أعمالنا لابد أن نحقق هذه الشروط
ولقد كان السلف -رحمهم الله- يجتهدون في الأعمال، ويبذلون فيها قصارى جهدهم،
كان السلف الصالح يجتهدون في إكمال العمل وإتمامه وإتقانه
ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده
وقال عبد العزيز بن أبي رواد - رحمه الله -:
أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا؟،
ويقـول على ابن أبى طالب رضي الله عنه:
[[كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل، ألم تسمعوا إلى قول الله عزَّ وجلَّ: "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ "
[المائدة:27] ]].
وقال عطاء : [[الحذر: الاتقاء على العمل أن لا يكون لله ]].
يتبع ..
الروابط المفضلة