بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله
وعلى آل بيته والصحابة والتابعين بأحسان
من المنة على العباد، أن ضاعف رب العزة والجلال الاجر في شهر رمضان الكريم،
اذا اصبح موسم للتجارة الرابحة والمضاعَفة ، كيف لا وهو الشهر الذي نزل فيه
الوحي على رسول الله خاتم الانبياء والمرسلين"صلى الله عليه وسلم"
وبه فتحت اول صفحة في القرآن واشرقت اول كلمة "إقرأ"
فجديرا بنا ان نسارع الى المغفرة واستغلال الفرصة للعروض المغرية ..
للفوز بالجنة ، بالخروج من هذا الشهر عتقاء من النار
ومن المغفور لهم خطاياهم بإذن الله.
ان ذلك لا يتم الا بجلب النية واستحضارها وتهيئتها لتكون
خالصة لله تعالى..
دور المسلمة
سأتكلم عن دور المرأة المسلمة في فعل الخيرات...وهي منوّعة وكثيرة ويمكن انجاز
ما هو بالاستطاعة.
ان من أوْلى العبادات في شهر الصيام بعد الامتناع عن الطعام والشراب وكف اللسان،
قراءة القرآن الكريم والتعبد بتلاوته، واستغلال الوقت لقراءته كاملاً
مرةً واثنتان وثلاثة والى ماشاءالله.
المرأة في بيتها، باستطاعتها ان تقوم بالاعمال الخيرية على مستوى الاسرة
وكذلك خارج الاسرة،
كتشجيع ابنائها الصغار على حفظ السور القصيرة، بوضع جدول زمني محدد
لتحفيظهم احدى سور القرآن وتسميعها لهم باستتمرار،
وبذل الجهد لزيادة عدد السور لو اكتشفت سرعة حفظهم..
وليكن هناك شعاراً في بيتها مع بداية الشهر تذكر ابناءها بفعل الخير
لكسب رضى الله تعالى ونيل الاجر والثواب مضاعفا،
وليكن شعارهم مثلاً الآية الكريمة :
"وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ "
وليتبعها بالعمل والانجاز الآية الكريمة:
"الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"
بدايةً لبذل المال في سبيل الله والانفاق والصدقات وتحسين الأداء السلوكي تجاه
الآخرين بعدم مقابلتهم بالاساءه، وطي ما كان من الضغائن والسرائر الابليسية
المحرضة على الخلق من حسد وذم واستغابة، بأن يتم العفو حقيقيا ليس كلاميا فقط.
تدعيم العبادات والقربات من الله تعالى بالاستغفار المستمر والندم على المعصية
وفتح صفحة بيضاء تجب ما قبلها :
"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ
وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ"
حتى تكون النهاية العظيمة التي يرجوها العباد وهي منتهى الآمال والامنتيات
كما دلت الآية الكريمة:
"أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ "
صدق الله العظيم.
:
عمل خيري متاح:
تستطيع المرأة المسلمة في بيتها ان تخصص اياما لعمل وجبات إفطار تقوم
بتوزيعها شخصياً، او أحد الابناء او الاخوة على الفقراء
او الاتفاق مع احد مراكز تحفيظ القرآن ليقوموا بتوزيعها،
كما ان عمل وجبات خاصة للأيتام يدخل السرور على انفسهم
والنتيجة اجر مضاعف من الله عزوجل.
ويمكن ايجاد اسرة فقيرة بسهولة والتبرع لها بقيمة مالية او وجبة افطار شهية،
من شأنها ادخال السرور والبهجة على الصائمين في ذلك البيت المسلم،
فانظروا الى حديث رسول الله صلوات الله عليه عن ابي هريرة رضي الله عنه:
(إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن,
وأن يفرِّج عنه غمًا, أو يقضي عنه دينًا, أو يطعمه من جوع)
وحديثه عليه السلام عن عائشة رضي الله عنها:
" من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله ثوابا دون الجنة "
وحديث:
" من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة
ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد
ماكان العبد في عون أخيه "
فيض من احاديثه صلى الله عليه وسلم
وباقات متعددة تمنحنا فرص رائعة لاستغلالها ، فيها اغراء وتشجيع
من خلال الجزاء بالجنة والتفريج لفاعل الخير.
نستفيض منها وننهل من خيراتها ، فالاعمال الخيرية كثيرة ومتنوعة ومتاحة للمعظم،
وعملها لا يطلب الا نيّةً خالصة لله سبحانه، والقيام بها وتطبيقها على ارض الواقع.
والنتيجة: أجر مضاعف وثوابٌ جزيل من رب كريم، وجنات تجري من تحتها الانهار.
كيف نحقق هدفنا في رمضان ليمتد الى ما بعد الشهر الفضيل؟
ان النية والاخلاص روح الاسلام، فبدونها يصبح العمل هباءا منثورا،لا قيمة له،
اذ يتوجب على المسلم ان يوجه نواياه في فعل الخير لله تعالى ، وبإخلاص النية،
اي ان يجتهد ليحشرها في مقام واحد،
لله فقط.
التركيز على العمل، ودراسته وكيف نطبقه، سواءاً بتحفيظ الابناء سور
من القرآن الكريم،
ام بعمل خيري لإحدى الجمعيات الخاصة بالايتام والفقراء، كما تم ذكره آنفاً.
ولو على مستوى ضيق ومحدود، فالاجر في الاسلام ليس محصورا بكمية او عدد،
فالذرة مأجورة، لا نستهين بعمل مهما صغر، لأن العبرة هنا بالنيات،
فإن صلحت النية قُبِل العمل وربح البيع.
ان في استحضار النوايا لله تعالى والاخلاص في العمل له وحده، كفيل بأن يذوّقنا
حلاوة العمل وطعم الأيمان وميزة الاعمال التي تمت تحت ظل الااخلاص
عن التي كانت بنوايا اخرى واهداف مختلفة، مما يثير النفس على الاجتهاد للشعور
بروعة الاخلاص والسير قدماً ومتابعة الاعمال على نفس الطريقة الرمضانية،
لاستمرار العمل على وتيره الايمان والاخلاص طوال السنة.. وسنةً تتبعها سنة..
حتى لقاء الرفيق الأعلى.
أدام الله ديار المسلمين عامرة بالطاعات والخيرات
وجعلنا وإياكم من عتقاء رمضان
ربي اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
والسلام عليكم ورحمة الله
:
الروابط المفضلة