السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
فضائل شهر رمضان
خص الله عز وجل شهر رمضان بالكثير من الخصائص والفضائل ، فهو شهر نزول القرآن والكتب السماوية .
قال تعالى:{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان } ( البقرة 185) ، وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان ، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان ) رواه أحمد .
وهو شهر التوبة والمغفرة ، وتكفير الذنوب والسيئات ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم ، من صامه وقامه إيماناً بموعود الله ، واحتساباً للأجر والثواب عند الله ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه ) ، وقال : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ، وقال : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
ومن أدركه فلم يُغفر له فقد رغم أنفه وأبعده الله ، بذلك دعا عليه جبريل عليه السلام ، وأمَّن على تلك الدعوة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فما ظنك بدعوة من أفضل ملائكة الله ، يؤمّن عليها خير خلق الله .
وهو شهر العتق من النار ، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه : قال صلى الله عليه وسلم : ( وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ) رواه الترمذي .
وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران ، وتصفد الشياطين ، ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ) ، وفي لفظ ( وسلسلت الشياطين ) ، أي أنهم يجعلون في الأصفاد والسلاسل ، فلا يصلون في رمضان إلى ما كانوا يصلون إليه في غيره .
وهو شهر الصبر ، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم ، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها ، ولهذا كان الصوم نصف الصبر ، وجزاء الصبر الجنة قال تعالى : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } ( الزمر 10).
وهو شهر الدعاء المستجاب ، قال تعالى عقيب آيات الصيام : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } ( البقرة 186) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم ) رواه أحمد .
وهو شهر الجود والإحسان ولذا كان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في شهر رمضان .
وهو شهر ليلة القدر ، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل ألف شهر ، والمحروم من حرم خيرها ، روى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال : دخل رمضان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن هذا الشهر قد حضركم ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرمها فقد حرم الخير كله ، ولا يحرم خيرها إلا محروم ) .
هذه بعض فضائل هذا الشهر الكريم ، وغيرها كثير لم يذكر ، فحري بالمسلم أن يعرف له حقه , وأن يقدره حق قدره ، وأن يغتنم أيامه ولياليه ، عسى أن يفوز برضوان الله ، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً .
فضائل الصيام
الصيام عبادة عظيمة من أجل العبادات والأعمال ، وقد وردت في فضلها الكثير من النصوص التي تبين أجر هذه العبادة ، وما أعده الله للصائمين ، وتحث المسلم على الاستكثار منها ، وتهون عليه ما قد يجده من عناء ومشقة .
ومن هذه الفضائل :أن الصيام جُنَّة - أي وقاية وستر - فهو يقي العبد من النار ، وفي الحديث عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصوم جنة يستجن بها العبد من النار ) رواه أحمد .
وهو يقي العبد من الشهوات ، فقد أرشد عليه الصلاة والسلام الشباب الذين لا يستطيعون الزواج ، أن يستعينوا بالصوم للتخفيف من حدة الشهوة ، لأن الصوم يضعف الشهوة ويقطعها ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) متفق عليه .
ويقيه كذلك من اللغو والرفث ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ) متفق عليه .
والصوم سبيل إلى الجنة ، فقد روى النسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال : يا رسول الله ، مرني بأمر ينفعني الله به ، قال : ( عليك بالصوم فإنه لا مثل له ) ، فبين عليه الصلاة والسلام أنه لا شيء مثل الصوم يقرب العبد من ربه جل وعلا ، بل أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أن في الجنة باباً خاصاً بالصائمين لا يدخله غيرهم ، ففي الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن في الجنة بابا يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد ) .
والصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة ، فقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، قال فيُشَفَّعان ) .
واحة الاسلام
الروابط المفضلة