أخواتي العزيزات
هذه رسالة شاركت بها في فيض القلم في موضوع** من النار واقيات،، وإلى الجنان دافعات **
أحببت إضافتها هنا لأن موضوع الرسالة يهم فئة كبيرة من مجتمعاتنا العربية
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
من: غيورة على دينها ، ناصحة لإخوانها وأخواتها .
إلى : كل من تاه في ظلمات الدنيا ، ناسيا نور الحق والإسلام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لقد مضى على ولوج الإسلام حياتنا وإضاءته لدنيانا أكثر من أربعة عشر قرنا ، ومع ذلك ما زال البعض منا يحيا في ظلمة الجاهلية، رغم إسلامه ونطقه بالشهادتين.
كيف لا وهو يصدق أن بعض الأجساد الميتة ، لأناس كانوا تقاة في حياتهم ، يمكنها أن تتحكم في حياته الحالية ، فيدعوها ويلتمس منها أن تحقق بعض أحلامه.
صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بزيارة القبور فقال:
** زوروا القبور ، فإنها تذكركم بالآخرة**
فالهدف هو الاتعاظ، وتذكر الموت ، حتى لا نتيه في دروب الحياة ناسين ما ينتظرنا يوم القيامة، فندعو للأموات ، ونستغفر لهم ، ونترحم عليهم.
وهذه هي حدود الزيارة الشرعية للقبور.
أما ما نراه من بعض الذكور والإناث، من مختلف الأعمار، والطبقات، والثقافات، وهم يحيطون بقبور بعض الأولياء الصالحين ،ويتمسكون ويتمسحون بها، ويقبلونها، ويدعون هؤلاء الأولياء وهم رفات بأن يصلحوا حياتهم ، ويحققوا مراميهم، حتى إن من زائري هذه الأضرحة من تشل حركته وهو يتمسح بستار الولي كأنه يفصح له عن ذنوبه...
كل هذه الأشياء ليست من الإسلام في شيء، بل على العكس ، هي في نظر الإسلام شرك بالله ، بل شرك أكبر. قال تعالى : ** فلا تدعو مع الله أحدا** سورة الجن آية 18
فلو تخشع هؤلاء الناس لله عز وجل، وتدللوا لخالقهم الوهاب، ودعوا إلههم الغفار ، لفازوا بما يرجونه لدنياهم وبالجنة في أخراهم.
فإن كنت أيها القارئ ويا أيتها القارئة من هؤلاء الناس، بالله عليك أين عقلك الذي وهبك الله؟
تدعو إنسانا ميتا اتقى الله في حياته ليفوز بجنته، فتتخذه أنت سلما ووسيطا بينك وبين الله؟؟؟؟
هل يحتاج العبد لوسيط يوصل دعواته لله؟؟؟؟
هل من قوة أكبر من قوة الله؟؟؟؟
هل يأتي الرزق من غير الرزاق الوحيد وهو الله؟؟؟
اتق الله يا أخي ويا أختي، وتب توبة نصوحا من هذا الشرك الأكبر.
وإن كنت تعاني مشاكل في حياتك ، وترغب في تحقيق أحلامك ، لنفسك أو لغيرك ، فضع نصب عينيك كلام الله عز وجل
وهو يقول في مواضع شتى أختار منها ما يلي:
* وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون* سورة البقرة آية 186
* وقال ربكم ادعوني أستجب لكم* سورة غافر آية 60
وقول رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: *إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين* رواه أحمد وابن ماجة والترمذي وأبوداود
فهل بعد كل هذا تشرك بالله الذي ليس بينك وبينه حجاب، ويرزقك من دون حساب، وتدعو أجسادا ميتة هي أصلا بين يدي الله.
تب قبل فوات الأوان، واحظ بلحظات من الأمان ، في عناية ورعاية الرحمان، وكفاك من الضلال والبهتان، وعش على مبدإ أن الله هو المستعان.
الروابط المفضلة