بسم الله الرحمن الرحيم

إلى كل محتار في الحكم الشرعي للبيرة بدون كحول

وإلى كل من يقول حلال ... وإلى كل من يقول حرام

راجياً من الله أن يكون فيها الفائدة للجميع.

هذا الموضوع الهام والذي قد غزا بلدان المسلمين وأولها (السعودية) حيث رأيته متفاجئا في أسواقها أول مرة في التسعينيات ولا حول ولا قوة الا بالله .

وكنت قد قرأت منذ عشر سنوات في جريدة الإيمان اليمنية تقريراً أجراه أحد المتخصصين يقول فيه أنه يستحيل صناعة شراب الشعير خالي تماما من الكحول فلا بد أن يتكون ولو بنسبة ضئيلة جداً لأنه يطرح بشكل طبيعي ويكون كنتيجة حتمية لتخمر الشعير حيث أن البكتريا تنتج هذا الكحول بتحويل السكريات . حتى وإن لم يضف لكن المصنعين الغربيين ومن يقلدهم يعدون هذه النسبة في التصنيع تساوي صفراً .

ملخص الدراسة:
الدليل قد قام على أن البيرة (الخالية من الكحول بزعم الشركة) فيها نسبة قليلة من الكحول ، وهي تكفي للسكر إذا شرب المرء كمية تعادل "الفرَق" بفتح الراء والسكون أيضاً وهو المعيار الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم لوصف الكثرة في الحديث :
عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كل مسكر حرام . ما أسكر الفرق منه ، فملء الكف منه حرام».


تخريج الحديث:
- رواه أحمد (ج 49 / ص 443) قال ابن رحب الحنبلي في جامع العلوم والحكم (ج 46 / ص 10) :
(وقد احتجَّ به أحمد ،وذهب إليه . وسئل عمن قال : إنَّه لا يصحُّ ؟ فقال :هذا رجلٌ مُغْلٍ ، يعني أنَّه قد غلا في مقالته).
- وأبو داود (ج 10 / ص 112) .
- والترمذي (ج 7 / ص 68) وقال :
(قَالَ أَحَدُهُمَا فِيحَدِيثِهِ الْحَسْوَةُ مِنْهُ حَرَامٌ قَالَ هَذَاحَدِيثٌ حَسَنٌ ).
قال المبار كفوري في تحفة الأحوذي (ج 5 / ص 85):
وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَرُوَاتُهُ كُلُّهُمْ مُحْتَجٌّ بِهِمْ فِي الصَّحِيحَيْنِ سِوَى أَبِي عُثْمَانَ عَمْرٍو ، وَيُقَالُ عُمَرُ بْنُ سَالِمٍ الْأَنْصَارِيُّ مَوْلَاهُمْ الْمَدَنِيُّ ثُمَّ الْخُرَاسَانِيُّ ، وَهُوَ مَشْهُورٌ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِمَرْوَ ، وَرَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ ، وَسَمِعَ مِنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍالصِّدِّيقِ ، وَرَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ .قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : لَمْ أَرَ أَحَدًا قَالَ فِيهِ كَلَامًا . وَقَالَ الْحَاكِمُ : هُوَ مَعْرُوفٌ بِكُنْيَتِهِ وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا اِبْنُ حِبَّانَ وَأَعَلَّهُ الدَّارَ قُطْنِيُّ بِالْوَقْفِ كَذَا فِي النَّيْلِ .
-وابن حبان (ج 22 / ص 302) .
-والطبراني في الأوسط (ج 20 / ص 174) .
- والبيهقي معرفة السنن والآثار(ج 14 / ص 145).
- ورواه الدار قطني في السنن بألفاظ :
«فَالْمَجَّةُ مِنْهُ حَرَامٌ» (ج 10 / ص 434) و «الْحُسْوَةُ مِنْهُ حَرَامٌ»(ج 10 / ص 466) و«الأُوقِيَّةُ» (ج 10 / ص 465)و «الْجُرْعَةُ» (ج 10 /ص 464).


شرح الحديث :
الفرْق أو الفَرَق هو إناء كان يغتسل به النبي عليه الصلاة والسلام قيل أنه يأخذ ستة عَشَرَ رطلاً. وفي النهاية في غريب الأثر: الفَرَق بالتحريك : مِكْيَال يسع سِتَّةَ عشر رِطْلا وهي إثنا عشر مُدّاً أو ثلاثة آصُع عند أهْل الحجاز . وقيل : الفَرَق خمسة أقْسَاط والقِسْط : نصف صاع فأمّا الفَرْق بالسكون فمائةٌ وعشرون رِطْلا.

قال ابن القيم رحمه الله فيعون المعبود(ج 8 / ص 179):
(فَهَذَا صَرِيح فِي أَنَّ الشَّرَاب إِذَا كَانَ إِنَّمَا يُسْكِر مِنْهُ بِالْفَرْقِ فَمِلْء الْكَفّ مِنْهُ حَرَام ، مَعَ أَنَّهُ لَايُحْصُل بِهِ سُكْر وَهَذَا مُرَاد الْأَحَادِيث فَإِنَّ الْإِسْكَار إِنَّمَا يَحْصُل بِالْمَجْمُوعِ مِنْ الشَّرَاب الَّذِي يَقَع بِهِ السُّكْر ، وَمَنْ ظَنَّ أَنَّهُ إِنَّمَا يَقَع بِالشَّرْبَةِ الْأَخِيرَة فَقَدْ غَلِطَ ، فَإِنَّ الشَّرْبَة الْأَخِيرَة إِنَّمَا أَثَّرَتْ السُّكْر بِانْضِمَامِهَا إِلَى مَا قَبْلهَا ، وَلَوْ اِنْفَرَدَتْ لَمْ تُؤَثِّرهُ ، فَهِيَ كَاللُّقْمَةِ الْأَخِيرَة فِي الشِّبَع ،وَالْمَصَّة الْأَخِيرَة فِي الرِّيّ ، وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْمُسَبَّبَات الَّتِي تَحْصُل عِنْد كَمَالِ سَبَبهَا بِالتَّدْرِيجِ شَيْئًا فَشَيْئًا .
فَإِذَا كَانَ السُّكْر يَحْصُل بِقَدْرٍ مَعْلُوم مِنْ الشَّرَاب كَانَ أَقَلّ مَا يَقَع عَلَيْهِ الِاسْم مِنْهُ حَرَامًا ، لِأَنَّهُ قَلِيل مِنْ الْكَثِير الْمُسْكِر ، مَعَ الْقَطْع بِأَنَّهُ لَا يُسْكِر وَحْده ، وَهَذَا فِي غَايَة الْوُضُوح).

الصاع = 3.1لتر
الفَرَق = ثلاثة آصُع = 9.3 لتر
نسبة الغَوْل في "البيرة بدون كحول" = أربعة بالألف = %0.4 أو 0.004
اللتر من الماء =1 كغ = 1000غ
كمية الكحول في (الفرق) من البيرة = 4 * 9.3 = 37 غ

هل هذه نسبة تكفي للسكر أم لا ؟
ففي الطب الفرنسي فإن وجود الحكول بنسبة 0.8 في لتر الدم يؤدي إلى السكر ، ويتعرض سائق السيارة للعقوبات ،ووجود هذه النسبة يتسببها شرب 6 غ فقط من الكحول الخالص .

النتيجة: نسبة الكحول في ( فرَق) من "البيرة بدون كحول" = 37 غ بينما يكفي 6 غ للتسبب بالسكر !
فإن قيل أن من غير المعقول أن يشر بأحد 9.3 لتر .

والجواب في الحديث: "ما أسكر الفرق منه ، فملء الكف منه حرام" وطالما أن شرب 9.3 لتر يسبب السكر ، فشرب ولو نقطة حرام ، ويؤيده الروايات بألفاظ : (الفرق)، (الْمَجَّةُ) ، (الأوقية) ،(الحسوة) ، (الجرعة). وهي ألفاظ تدل على التقليل .

كما أنه لاحجة للمدعين بأن الخل يحتوي على كحول فإن هذا من الأوهام والظنون المتوهمة ولا حقيقة له .
وأرجو أن لا يكون هذا البحث نهاية المطاف بل يكون البداية فقط، فعلى علماء كل بلد الاهتمام بهذا الأمر وتحليل المشروبات التي تدخل لبلدهم، والقيام بنفس التجربة، وهي سهلة إن شاء الله.

فعلى هذا فإن أي مشروب بيرة كان أو غيرها حكمه حكم الخمرأسكر قليله أم لم يسكر فلا يجوز شربه أو بيعه .

ملاحظات:
- نسبة 0.08 في أميركا وفرنسا هي النسبة القصوى عالمياً للسماح بالقيادة تحت تأثيرالغول. وكثير من الدول تضع نسبة أقل من هذا، إذ أن تأثير المسكر يكون من أول كأس . ويصل إلى حد الهذيان عند 0.11 تقريباً، أما التخدر وفقدان العقل فهو عند 0.21 تقريباً.

- الدراسة نقلت عن أهل الاختصاص أن شرب 6 غ فقط من الغول يؤدي لوجود كحول بنسبة 0.8 في لتر الدم (وطبعاً هذا يختلف باختلاف حجم الجسم)

وهذا الرابط للملف كاملا
الحكم-الشرعي-للبيرة-بدون-الكحول
وعندما تفتح الصفحة فقط إضغط على اسم الملف

شكرا لك

شكرا جهد يستحق التنويه

شكرا جزيلا على المرور
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير
ونحن نطرح هذا البحث للمشاورة
وفقنا الله لخدمة شريعته