بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ,, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الأطهار ,, ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين ,,,, وبعد ...
في الحقيقة منذ مدة وأنا أسمع عن ضجة المسلسل التركي الذي ذاع صيته وانتشر بين شباب الإسلام ,,, ولأن بيتنا طاهر نقي من هذه الفضائيات ولله الحمد ,,, كل ما كنت أعرفه عن هذا المسلسل مقالات في الصحف والإنترنت عن هذا المسلسل التركي وما به من شر ووبال دون تفصيل ...
ولقد وصلتي رسالة من أخت غيورة جزاها الله خير الجزاء ,,, تستحثنا فيها على محاربة هذا المسلسل الخبيث ,,, ولقد دونت في رسالتها تفاصيل هذا المسلسل ,,,
ولقد صعقت من التفاصيل المذكورة وما توقعت أن يكون لهذا المستوى المنحط من الخسة والدناءة ,,, وكل ما توقعته أنه كأمثاله من الشر والوبال ,, حب وغرام ,,, وما يطرقون به مسامعنا ليل نهار ,,,
يوم أن قرأت المقال ,,, هيجت مشاعري وفكرت أن أجود بمقال لعله يكون لنا حجة عند الله تبرأ به ذمتنا يوم نلقاه في النصيحة لهؤلاء ...
و تذكرت مجموعة من القصاصات التي كنت أحتفظ بها من الصحف اليومية لمجموعة من العلماء وغيرهم ,,, وبالأخص مقال للدكتور / عبد الله بن محمد الفوزان , بعنوان ( قنوات فضائية أم منشطات جنسية ) ,,, وقد كنت عزمت على كتابته في حينه ولكنه التسويف ,,, وقد رأيت أنه أنسب ما يكتب في حق الدفاع عن الحياء والعفة التي وئدت على يد هذا المسلسل ...
قنوات فضائية أم منشطات جنسية
د / عبد الله بن محمد الفوزان ..
الإثنين 3 ـ رجب ـ 1426 هـ
انتشرت القنوات الفضائية العربية على نطاق واسع في وقتنا الراهن وكنا نأمل من تلك القنوات أن تلعب دورها في رفع مستوى وعي المواطن العربي وبناء الشخصية السوية وزيادة الرصيد المعرفي لدى هذا المواطن ومناقشة قضاياه وهمومه وتوجيهه نحو ما يحقق سعادته الدنيوية والأخروية وملء وقت فراغه بما هو نافع ومفيد والنهوض به ثقافياً وعلمياً وتكنولوجيا إلا أن أملنا هذا خاب حين تحولت أغلب هذه القنوات إلى ما يشبه الكباريهات الليلة لتخدش الذوق العام وتشجع على الرذيلة وتلهب الغرائز وكأنها منشطات جنسية .
لقد أسقط الواقع المزري لأغلب قنواتنا العربية إدعاء البعض الذي كثيراً ما كنا نسمعه من أن الغرب حريص على إفساد أخلاقنا وإبعادنا عن منظومة قيمنا الدينية لنكتشف اليوم أن مصائبنا سببها أنفسنا وليس الغرب كما كنا دوماً ندعي بدليل أن مضمون أغلب قنوات الغرب أكثر احتشاماً وإحساساً بالمسؤولية من كثير من القنوات العربية .
يحار الإنسان فعلا وهو يرى هذا التسابق المحموم من أبناء جلدتنا نحو تحقيق الأرباح والمكاسب ولو كان ذلك على حساب أعراضنا وأخلاقنا وعفة شبابا وبناتنا . فبدلاً من أن تكون قنواتهم مصدر خير ونماء وبناء لهذه الأمة أصبحت معاول هدم وتدمير وكأن أمتنا لا ينقصها سوى هز الأجساد على اختلاف أشكالها وألوانها والتعري وعرض المفاتن وإلهاب الغرائز . أين المسؤولية الأخلاقية للإعلام العربي ؟ ومن المسؤول عن إيقاف هذا العهر الفضائي ؟ فما نراه من عهر فضائي يضع على عاتق الأوفياء والمخلصين من أبناء وبنات هذه الأمة مسؤولية التحرك على كافة المستويات لإيقاف هذا المد المدمر لأخلاقنا ولوجودها . من حقنا كمسلمين أن نسعى إلى المحافظة على هويتنا الإسلامية التي أصبحت مهددة اليوم أكثر من أي وقت مضى بفعل التطور في وسائل الإعلام والاتصال التي حولت العالم كله إلى قرية كونية تتصارع فيها الثقافات المختلفة وتموج فيها التيارات الفكرية المتباينة وتتنافس فيها قوى الخير والشر للهيمنة على عقول الناشئة .
لقد أصبح العهر الفضائي يحيط بنا من كل جانب ويجد له تمويلاً من بعض أبناء جلدتنا أحياناً ... وهنا مصدر الغرابة , لكن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه علينا هو : هل يكفي مجرد الصياح والنياح والتذمر ولطم الخدود أمام تفشي هذا العهر الفضائي الذي يمس جوهر المنظومة القيمية للإسلام وأهمها قيم العفة والستر والاحتشام التي يراد لأبناء الإسلام وبناته أن يتربوا عليها ؟ . معلوم أن صراع الخير والشر أمر أزلي في هذه الحياة , فكلا النقيضين لهما أنصارهما ووسائلهما ومصادر تمويلهما وبقدر ما يتوافر لأحداهما التمويل الأكثر والوسائل الأقوى بقدر ما يطغى على الآخر من حيث الانتشار والتأثير . لذلك ـ وإجابة على سؤالنا أعلاه ـ لا يكفي مجرد البكاء والعويل أمام ما نشاهده اليوم من ضخ هائل للعهر الفضائي بأموال طائلة ووسائل متعددة ولكن على الأخيار من أبناء وبنات هذه الأمة أن يبادروا إلى تبني استراتيجية إعلامية مناهضة تدفع باتجاه غرس القيم الفاضلة ولكن بأساليب أكثر تشويقاً وبوسائل متعددة أكثر قبولاً . فالشر يحرص القيمون عليه على تزيينه وتجميله وتنويع أدواته ووسائله كي تتوافر له الجاذبية المطلوبة والانتشار الأوسع والتأثير الأكبر ... وهكذا الخير أيضاً ... يجب أن يحرص أهله على دعمه بالأموال الطائلة وتقديمه للناس بأساليب أكثر جاذبية وعبر وسائل أكثر انتشاراً إذا ما أرادوا تحقيق مواجهة فعالة لما تشهده الساحة العالمية بشكل عام والساحة العربية بشكل خاص من عهر فضائي فتاك يهدد الأخلاق ويجمل الرذيلة ويدعو إليها .
قوى الشر تبذل مليارات الريالات وتستغل كافة الوسائل من أجل نشر رسائلها الخبيثة إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور , وهذا يلقي على كاهل قوى الخير في عالمنا العربي والإسلامي مسؤوليات أخلاقية جسيمة للسير في ذات الاتجاه لمواجهة الشر وأهله , ولدرء الأخطار الفكرية والسلوكية المحيطة بشبابنا وشاباتنا الذين هم ثروة الأمة .
يجب أن يبذل أثرياؤنا الخيرون من أموالهم الشئ الكثير للذود عن هوية الأمة التي تهددها الأخطار من كل حدب وصوب في وقتنا الراهن . فالإعلام بوسائله المختلفة هو الأداة الفعالة في الاتجاهين , اتجاه تدمير هوية الأمة , واتجاه تعزيز هوية الأمة . وما لم تترسخ هذه الحقيقة في أذهان الأثرياء المسلمين للبذل بسخاء في سبيل مواجهة ما يجري من تشوية لهوية الأمة فإننا سنشهد المزيد من حالات الانسلاخ عن هذه الهوية والبعد عنها مع مرور الوقت . لابد من الاستثمار في مجال الفضاء ... وهذا يتطلب أول ما يتطلب إنشاء المزيد من القنوات الفضائية وانتاج البرامج المفيدة والهادفة وتوظيف القدرات الإعلامية المتميزة والبعد عن التقليدية المملة في الطرح والانفتاح على عوالم الطفولة والمراهقة والشباب وكبار السن كل بما يلائمه من برامج . هذا على المسويات المحلية , أما على المستوى العالمي فلابد من مخاطبة شعوب العالم غير المسلم بقنوات مستقلة تبث قيم الإسلام وتعاليمه السمحة بلغات تلك الشعوب . هكذا يمكن مواجهة العهر الفضائي الذي يستشري كالسرطان في عالم اليوم بما فيه عالمنا العربي ... أما مجرد التباكي وإعلان الامتعاض مما يجري فلن يغير في الواقع شيئاً ... ومن الظلم أن نترك أطفالنا وشبابنا وشاباتنا نهباً في أيدي المفسدين في الأرض ... بل إننا مسؤولون أمام الله على تكاسلنا وعدم تحركنا التحرك العملي للحد من اختطاف أخلاق أجيالنا المعاصرة والمستقبلية .. هذا وللجميع أطيب تحياتي .
جامعة الملك سعود ـ كلية الآداب ـ قسم علم الاجتماع
Dr_fauzan_99@hotmail.com
جريدة عكاظ
فيا رواد المنتديات الإسلامية أنتم أبناء وبنات الأمة الذين عناهم الدكتور في مقاله ,,,
وإني أدعوا خطباء المساجد أن يجعلوا لمحاربة هذا المسلسل جزء كبيراً من خطبهم ,,,
وأدعوا كذلك لإقامة حملة ضخمة تنشر في المنتديات تضم كل ما يمكن أن نحارب به هذا المسلسل وأمثاله من فتاوى لأهل العلم وكلمات وعظية ,, بإخراج جميل وجذاب
ولكل أب وأم أقول
كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته
والله الموفق
الروابط المفضلة